صدفه ٣١

65 3 14
                                    

نحن في زمن إذا قيل للحجر

كن إنساناً

لقال عذراً فلست قاسياً بما يكفي

°°°°°°°°°°°°°

في تلك الشقه الفخمه بأثاثها المبهر وديكوراتها الفخمه، كانت تجلس بجوار أبنها وهي تلعب وتلهو معه محاوله تمضيه بعض الوقت وعدم التفكير فيما يقلقها من شجاراتهم المتكرره هذه الأيام وجفائهم تجاه بعضهم البعض، كانت تمسك بقطع المكعبات برفقته وتضعها معه في أماكن أشكالها المتطابقة ويصفقون سويه بسعاده وكأنهم قاموا بأكبر إنجاز في حياتهم، إنتبهت على فتح باب الشقه لتقف وتخرج من الغرفه مبتسمه ولكن تختفي إبتسامتها سريعاً وهي ترى ذاك البركان الثائر قادم نحوها وهيئته ووجهه لا يبشرون بخير أبداً

رافييل وهو يمسكها من كلتا ذراعيها بقوه وعنف ويهزها بقوه وصراخ:
اللعنه عليكي ياعاهره، إنني ألعن تلك الصدفه التي جمعتني بكي يوماً، ليتني لم أراكي ولا ألمح حتى طيفك، أنتي لعنه دخلت لحياتي وقامت بتدميرها، أغربي عن حياتي ياحقيره، لا أحتمل رؤيه وجهك القذر هذا يا حثاله المجتمع يا حشره، أنتي حقاً لا تستحقين أكثر من ليله وأنا من كبرتك وتزوجتك لأصنع منكي شيئاً ولكني نسيت أن القمامه مهما نظفت ستظل قمامه عفنه لا تستطيع إستنشاق رائحتها حتي

ختم تمزيقه لقلبها وروحها بدفعه لها بقوه لتسقط أرضاً وترتطم بالأثاث المتواجد بالغرفه، تركها تحاول تجميع شتات نفسها وهي لا تصدق ما سمعته يخرج من فمه لتجده يدخل عليها بعد لحظات وهو يحمل حقيبه قمامه وبها ملابسها ليلقيها عليها ويدلف للغرفه يجمع ملابس الصغير يلقيها في وجهها بعنف جعلها تشهق ودموعها تنهمر بعنف وقلبها يكاد يخرج من مكانه من شده ألمه، ركض الصغير نحوها يحتمي بها من هذا الثائر لتحتضنه بقوه وهي تحاول عدم النظر لهذا الهائج والذي يجوب الغرفه حولهم ململم كل ما يتعلق بهم ويلقيه عليهم، إنكمشت في نفسها وهي تشعر به يقترب منها ليمسكها من شعرها بقوه جعلتها تصرخ بفزع وترفع رأسها للأعلى لتقابل عينيه الغاضبتين

رافييل بغضب وحده:
أنتي طالق ياحثاله، لا أريد رؤيه وجهك بعد اليوم أنتي وهذا اللقيط، أغربي عن وجهي وأعتبري هذه الأشياء صدقه مني لكم (وبصراخ) أخرجي من بيتي وحيااااااتي، أذهبي لذاك العاهر الذي تخونيني معه وتمرمغي في أحضانها يا قذره فليس رافييل جويدار من يأخذ قذاره وفضالة غيره

تصرخ جنى بفزع وتحمل صغيرها وحقيبه القمامه وتركض خارجه من الغرفه ومن الشقه بأكملها، أخذت تركض على الدرج وهي تهبط للأسفل متناسيه تماماً وجود المصعد من هول ما حدث معها، أخذت تركض وتركض وهي تشهق محاوله أخذ أنفاسها وتحتضن إبنها بقوه وكأن هناك من سيأخذه منها حتى وصلت للأسفل وركضت خارجه من العقار حافيه بملابس المنزل متناسيه كل شئ، أخذت تركض في الطرقات وتركض وتركض والجميع ينظر لها بتعجب من مظهرها وركضها وبكائها وبكاء طفلها ولكن أحداً لم يتدخل، توقفت أخيراً وهي تنظر حولها بخوف ورعب وتشهق النفس بقوه، جلست على الرصيف وهي تتنفس بقوه لتبكي وتبكي وتنفجر بالبكاء وهي تتذكر كل كلمه وكل طعن بها منه، لم تتخيل أن يأتي يوم ويسمعها مثل تلك الكلمات وهو من كان يعشقها ويتتبعها من مكان لآخر، وكأنه أصبح شخص مختلف، شخص لا تعرفه، شخص تلتقيه للمره الأولى، شخص غير ذاك الشخص الذي سبق وألتقته صدفه

للصدفه رأي آخرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن