صدفه ٤٢

76 5 22
                                    

في عمر ما
ستعرف أن الأحترام أهم من الحب
والتفاهم أهم من التناسب
والثقه أهم من الغيره
والصبر أعظم دليل للتضحيه

°°°°°°°°°°°°°

كانت تتمسك بيد صديقتها وهي تصرخ بألم ووجهها أحمر ويتصبب عرقاً وهي تحاول كتمان صرخاتها بكل ما تستطيع من قوه، كانت تتوقف قليلاً عن الصراخ وهي تتنفس بقوه ثم تعود للصراخ بإنكتام وهي تحاول ألا تحمل أكثر على صديقتها كي لا تتعبها، كانت تتنفس وهي تلهج بذكر إسم الله وتترجي الله أن ينتهي كل ذلك بسلام وترتاح

أما هو فقد دلف للمشفى وهو يركض بذعر وينظر هنا وهناك محاولاً رؤية أحد قد يعرفه أو من يبحث عنها، وجد حراسه الذين وضعهم لحراستها ليركض نحوهم بلهفه وخوف وهم يشيرون له نحو أحد الغرف والذي كان من الواضح أنه عنبر ملئ بالسيدات من أصوات الصراخ الكثيره الخارجه منه

رافييل وهو ينظر نحو باب الغرفه بغضب:
لما جلبتموها هنا يا بهائم واللعنه

الحارس بخنوع:
لم تقبل الصعود حتى معنا في السياره يا باشا وأصرت أن تأتي لهذا المكان الوضيع ولم تتقبل منا أي مساعده

رافييل وهو يمسح على شعره بقوه ويضع كلتا يديه على رأسه بتوتر:
يا ويلي كيف سأراها الآن، اللعنه فليضعوها بجناح خاص

الحارس بحذر:
هذا مشفى حكومي يا باشا لا يوجد به أجنحه خاصه، كله عنابر وغرف مزدوجه وثلاثيه ورباعيه

يتنفس رافييل بعمق وهو يغمض عينيه محاولاً الهدوء ليفتح عينيه بفزع على صرخه متألمه قادمه من الداخل ليضع يده المرتعشه على فمه وأعينه متسعه، لن يستطيع الإحتمال هكذا لن يستطيع

تقدمت أحد الطبيبات وهي تدلف للغرفه ليوقفها قبل أن تخطوا للداخل ويقف أمامها بإرتباك

رافييل بتوتر:
حضرة الطبيبه زوجتي بالداخل تلد طفلنا وأنا أريد أن أكون حاضراً معها ارجوكي تصرفي وسأدفع كل ما تطلبون

الطبيبه وهي تنظر له ببرود وحاجب مرتفع من الأسفل للأعلي وبسخريه:
ولما من بمثل مكانتك يأتي بزوجتك هنا، حتى هذه الأماكن أستكثرتموها على الفقراء لتناطحوهم بها، طالما تستطيع دفع ما نطلب لما أتيت هنا من الأساس ولم تذهب لأحد الأماكن الخاصه، لما تأخذون أماكن الفقراء وتصعبونها عليهم، حسبي الله ونعم الوكيل

يفتح رافييل عينيه بصدمه على تلك الطبيبه التي تركته بعدها ودلفت للغرفه مغلقه الباب في وجهه بقوه ليفتح فمه غير مصدق لما حدث، نظر للحرس خلفه والذين كانوا يحاولون إخفاء وجوههم وكأنهم لم يروا ويسمعوا ما حدث ليفتح الباب مره أخرى بعد لحظات وتخرج منه جنى وصديقتها تسندها بينما نظرت جنى نحو رافييل بغضب ظاهر جلياً على وجهها وخلفها تلك الطبيبه تسب بهم وتطردهم من المكان بكل حقد وغل، ركض رافييل نحوها سريعاً وهو يسندها من الجانب الآخر بينما جنى كانت تحاول التحرر من يديه الممسكه بذراعها ولكن آني لها أن تستطيع مجاراة عناده وهي بهذه الحال

للصدفه رأي آخرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن