14 نجمٌ وشهاب

191 20 27
                                    

في أحد منتزهات منطقة روزاليس الواسعة أُقيم احتفالٌ صيفيّ ليومٍ واحد باتفاق وتنظيم من أصحاب المتاجر والمحلّات ترفيهًا للناس قبل دخول فترة الامتحانات النهائيّة على الجميع

منذ بدأ الصباح والإقبال كبيرٌ للغاية، وأعداد الحاضرين ظلّت تتزايد حتّى مع حلول وقت ذروة الشمس وسقوط أشعّتِها على منتصف رؤوس الناس

قرّرتْ آيلا الخروج باكرًا جدًا اليوم لأجل حضور الاحتفال ومشاهدتِه عن كثب وهي في وسط ازدحامه بعيدًا عن الضغوط النفسية التي عاشتْها الأيام الماضية، ثم لولا إصرار جيفري عليها للحضور لكانت الآن تمارس يومها المعتاد في الشقّة

أذعنتْ لإصرار جيفري من أجل نفسها، فكون مقهاه أحد المشاركين في هذا المهرجان الصيفي فإنّه سيكون موجودًا في المنتزه حتّى بعد الغروب الشمس، ولن تكون هنالك فرصة لفتح مقهاه اليوم، وبالتالي هي ليستْ مستعدّة لقضاء يومها كاملًا محبوسة بين أربعة جدران

وهكذا عوضًا عن قضاء الصباح والظهر في المنزل، والمساء في المقهى.. قامتْ بعكس جدولها لتخرج في الصباح، وليستْ متأكّدة إن كانت ستعود حقًا للمنزل مساءً، ستقرّر ما تفعله عندما يحين الوقت

مشتْ في المنتزه قليلًا وفي يدها كأسٌ بلاستيكي لقهوةٍ مُثلّجة.. كان المكان نظيفًا رغم ازدحامه بالناس، والمتاجر المؤقّتة توزّعتْ في صفوفٍ في كلّ مكان، وحبالٌ من الأعلام الملوّنة زيّنت المسافات بين أعمدة الإضاءة الجميلة

تكاسلتْ عن البحث أسفل شمس الصيف الحارقة  عن المناطق المُخصّصة لتناول الطعام بعيدًا عن ضجّة المتاجر، فراحتْ بعينين ضاقتا أمام الضوء القويّ في البحث عن كرسيّ استراحة قريبٍ منها

انتبهتْ إلى زوجين كان يستعدّان لمغادرة أحد هذه المقاعد والذي كان قريبًا منها بالفعل، وبسرعة مناسبة مشتْ نحو المقعد حتّى استطاعتْ الوصول بشكلٍ طبيعيّ في اللحظة التي غادر فيها الزوجين

استراحتْ على الكرسيّ ورفعتْ رأسها للأعلى تتنفّس الهواء اللطيف.. لا تعلم إن كانت أجواء المهرجان هي السبب، ولكنّها تجد هذا النهار الصيفي الحارّ منعشًا جدًا على العكس من النهارات السابقة القائظة

وضعتْ القشّة الزهرية في فمها وتذوّقت القهوة الباردة دون أن تُصاب بخيبة أملٍ من الطعم، يكفيها أنّ برودتها كانت تعبر جسدها ببطء

قضتْ آخر ثلاث أيّام في تنفيذ عملٍ طلبه صاحب مدوّنة إلكترونية لتكتب خمس مقالات، وقد سلّمتْها قبل خروجها من الشقّة له ووردتْها على الفور الحوالة البنكية لمستحقّاتها من هذا العمل

في الوقت الحاليّ فإن العمل الحرّ وعرض خدماتها على المواقع المخصّصة لذلك هو ما ينقذ مصاريفها اليوميّة

عندما دخل المبلغ الماليّ في حسابها شعرت برغبة مُلحّة في صرف نصفه على الأقل، وكان هذا المهرجان مُحفّزًا كبيرًا لهذه الرغبة.. كما أنّها لم تكن يومًا من النوع البخيل على نفسها، ولا حتى المسرف للأموال

عملية صُنع الحالمينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن