20 أملٌ كاذب

185 19 88
                                    

- أرفض

بالرغم من الاضطراب الذي تعاظم في قلبها، فإنها أحسنت إعطاء ماتياس ردًّا مباشرًا وحازمًا دون أن تسمح له بأن يلمح شيئًا من شعورها الحقيقيّ

وقبل أن يقول شيئًا أردفت باستياء: ثم إلى متى تنوي فتح هذا الموضوع كلما تقابلنا لوحدنا؟ لقد انتهى الأمر منذ ثلاثة سنوات!

انعقد حاجباه بوضوح: مرّ طلبي دون أن يحصل على رد منكِ عندما تقدمتُ لكِ أول مرة قبل ثلاث سنوات !

- ولكن عندما طلبت الزواج في المرة الثانية وكلّ المرات التي جاءت بعدها كانت إجابتي واحدة ولم تتغيّر.. أرفض!

- هذه إجابة الطلب الثاني وما بعده.. الشيء الذي ظللتُ أرغب بسماعه هو جوابكِ على طلبي الأول

أشاحت بوجهها جانبًا ليفهم أن الاتجاه الذيويأخذه جدالهما لا يعجبها، ولاحظ انقباض فكّها.. كلاهما بالفعل منزعجان، هي من سؤاله، وهو من جوابها!

نقر بلسانه ثم هدّأ من نفسه ليقول: ما هو سبب الرفض هذه المرة؟ أستحقّ سماعه على الأقل

يعلم بأنها سترفض الخوض في حديث يخص الطلب الأول، ولكنها لن تتردد في التفاعل بشأن ما جاء بعده

وقد كان مُصيبًا في توقّعه، إذ أجابته بدون تردد وبنبرة بديهية: ألم ترَ ذلك الحساب؟ بكلّ وضوح أنا مرتبطة برجل

- سبق وأخبرتكِ أنني لا أصدق الابتذال الذي يزعمه ذلك الحساب.. إنه تصرّف سخيف ومحرج لن يقوم به أي رجلٍ في حقّ امرأته

- هذا شأنك وحدك إن لم تصدّقني...

ثم حاولت سحب يدها من يده، إلا أنه كان مُحكمًا قبضته عليها مما جعلها تكافح بدون فائدة، وعندما هبّ هواء قويّ من خلفه بعثر شعره بحرية تذمرت: على الأقل دعني أنزع الخوذة!

تأففت عندما تجاهل طلبها وظلّ ينظر إليها منتظرًا منها شيئًا يقنعه أن يتركها.. استسلمت تمامًا وأحبرت نفسها على النجاح في كبح ضيقها المبالغ فيه

- لسوء حظي أنني لا أملك سببًا غير هذا أستطيع إقناعك به، فبفضلك استهلكتُ كل أسباب الرفض خلال السنوات الماضية

خفّف ماتياس من قبضته عليها، ولكن ليس لدرجة سماحه لها أن تسحبها منه.. ظلّ متمسكًا بها

إجابتها جعلته يُبدي لها ملامح ممتلئة بالسكون، كما أن بريق عينيه المضطرب قد استقرّ وأصبح مريحًا مهدّئًا للاضطراب الذي أحدثه في قلبه

- منذ ثلاثة سنوات وحتى الآن لا زلتُ أرى فرصة لارتباطنا رسميًا بهدف الزواج رغم كل ما حدث.. هل تعرفين ما يعنيه هذا؟ أنني جادٌ كما كنتُ في البداية، بل وأكثر مما كنتُ عليه سابقًا.. أنتِ تدركين ذلك، صحيح؟

لم تُبعِد عيناها عن كفّيهما المتعانقين.. إذًا لا مفرّ من الحديث معه في موضوع الزواج.. هذه المرة لن يُنهي الأمر بسماع رفضها وسببه ثم يغادر، وبعدها ينتظر الفرصة التالية ليطلب يدها للزواج من جديد على أمل أن يتغيّر رأيها

عملية صُنع الحالمينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن