غادرت آيلا منزلها قبل دقائق ومشت على الرصيف متمهّلة تستمتع بأجواء الحيّ الهادئة، فهذا صباح عطلة نهاية الأسبوع حيث لا يزال الجميع نيامٌ في منازلهم لساعاتٍ إضافية
بعد أن تظاهرت بأنها اللص واختبأت في شقتها لأيامٍ أثبتت فيها فشل الشرطي في العثور عليها، حان الوقت لتنقلب الأدوار وتصبح هي الشرطي
هذا هو الترتيب الصحيح للأدوار.. الترتيب الذي سيستفز المخطئ ليخرج عن صوابه، ومن مخبئه أيضًا
لطالما كانت سيئة في ألعاب الحظ، ولكن الألعاب الاستراتيجية كانت نقطة قوتها لدرجة أنها مستعدة للمراهنة على كل شيء تملكه بكامل ثقتها
لم تتخيّل يومًا أن حياتها ستتحوّل إلى لوحة لعبة استراتيجية حقيقية، وأنها ستُراهن على أمانها لأجل الفوز بها
ولكن هكذا سارت الأمور، ولا يمكنها الاعتراض...
شتّت الهدوء صوت محرّك سيارة قادمة من خلفها، فابتعدت عن طرف الرصيف إلى داخله حتى تصنع مسافة أمان بينهما في الشارع الضيّق عندما تتجاوزها
إلا أن السيارة قد تباطأت حتى توقّفت بمحاذاتها، فوقفت هي بالتالي تنظر بحيرة لهيكلها الرماديّ اللامع بينما كان ينزلق الزجاج المظلّل للنافذة الخلفية للأسفل
كان من الواضح أن السيارة هنا من أجلها، ويمكنها أن تخمّن القابع وراء الزجاج، ولكنّها أنكرت هذا الحدس بالرغم من ذلك
لم يكن أحد يجلس في جهة النافذة المفتوحة مما اضطرها الأمر لتنحني وتنظر من خلالها نحو الجهة الأخرى من المقعد الخلفي..
هناك حيث جلس رجل كبيرٍ في السن رغم ميلانه قليلًا حتى يستطيع النظر إليها من خلال النافذة إلا أن ذلك لم يخدش من وضعيته الفائضة بالكرامة
- أبي...!
أصاب حدسها ورغم ذلك فإنها ذُهِلت، وتمتمت بذلك عندما رأت ابتسامته الودودة تظهر مخصوصًا من أجلها
- مرحبًا
- آه...
عجزت تمامًا عن التفاعل مع حقيقة أنه ظهر من أجلها حقًا، وكان ذلك واضحًا له جدًا فلم يعلّق علة ردّة فعلها الغريبة، وبدلًا من ذلك أشار لها بالدخول إلى السيارة
من خلال هاتفها الموجود في يدها ألقت نظرة على الساعة: أعتذر أبي فلا يمكنني الذهاب معك إلى أيّ مكان، لديّ موعد كنتُ في طريقي إليه
- يُمكنكِ إخبار رفيقكِ في هذا الموعد أنكِ ستتأخرين قليلًا.. الأمر ليس بمشكلة كبيرة؛ لذا اركبي يا آيلا فأنا أريد قضاء بعض الوقت في الحديث معك
كان محقًا في أن الأمر لا يمثّل مشكلة كبيرة، خصوصًا عندما تفكّر أن الرفقاء في هذا الموعد هما كلوي ويوليا، وليستا على قدرٍ من الأهمية حتى تلتزم بالوقت المحدد معهما
أنت تقرأ
عملية صُنع الحالمين
Mystery / Thrillerانحنى جسدها على جسده لتحجب به الأمطار عنه، وأزالت النظارة المبللة عن عينيه لترى بوضوح سوادهما المستنكر قربها العابر لحدوده - فيلكس نادت اسمه بخفة دون أن تنتظر منه إجابة، فنظراته نحوها كانت كافية لمعرفة أنه مستعد للإصغاء إلى أي شيء ستقوله: أخبرتني أن...