في الزاوية المقابلة لمقهى إينديقو اختبأت آيلا في منطقة عمياء عنه، تقف أسفل مظلّة المتجر الذي تستر نفسها به عن ملاحظة أي شخصٍ سيدخل أو يخرج من المقهى
الحزام الطويل لحقيبتها انزلق عن كتفها حتى أعلى مرفقها، وهاتفها بين كفّيها المنخفضين مفتوح على صفحة الانستغرام الممتلئة بصورها
الحقيقة أنها لم تُغلقها منذ فتحتها.. تركتها على حالها تراقبها، تمامًاكما كان يُراقبها الشخص الذي التقط كلّ هذه الصور لها، تنتظر أي جديدٍ سيظهر فيها
لو ذهبت الآن لمقهى إينديقو مثلما جرت العادة فربما سيحصل ما كانت تنتظره طوال الصباح، ستُضاف صور جديدة لها في هذا الألبوم العلنيّ المخصّص لها، ولكن ليس هذا ما تريده من انتظارها!
ليس الخوف المتزايد، بل الأمان إن بقيَ الحساب جامدًا بلا جديد...
لهذا السبب هي الآن تقف في هذه الزاوية منذ ربع ساعة تستظلّ من الشمس وجسدها بدأ يرشح عرقًا من حرارة الجو
لا تريد أن تذهب.. إن كان عدم ذهابها للمقهى سيُعطيها أمانًا مزيّفًا إن لم يتم تحديث الحساب بصور جديدة لها فإنها راضية به
قرارها النهائي كان واضحًا.. لن تعود إلى هذا المقهى بعد اليوم! ليس وهذا الحساب المريب موجود
"ولكن.. من بحقّ الإله يكون هذا الشخص ليفعل بي هذا؟!"
لا يخطر لها سوى أنّه شخصٌ يعرفها.. يعرفها للدرجة التي تجعله ينتقي الأشخاص الذين يتابعهم بعناية ليُخبِرهم أنّه حبيبها
حبيبها الذي خصّص حسابه لصورها فقط..!
اتجهت إلى قائمة المُتَابَعِين لتتفقّد مرة أخرى الحسابات التي كانت مزيجًا من أفراد عائلتها وأصدقائها
والدها وزوجته.. والدتها وزوجها
شقيقها غيلبرت، وزوجته كارمن وبالطبع يوليا
وشقيقها الآخر تايلر، وعمّها ثيودور وزوجته
كلوي، وليندا وبعضٌ من أصدقائها العشوائيين في الوكالة
"حتى ماتياس...!"
إن كان الفاعل حقًا على معرفة شخصيّة بها فلا يوجد أيّ سببٍ يدعوه لالتقاط صورها في المقهى فقط، وكأنّه المكان الوحيد الذي يعرفه ويستطيع التربّص بها فيه!
يمكنه فعلها في أيّ مكان...
وكلّ مكان!
بهذه الطريقة سيزيد عدد الأشخاص الذين تشكّ في كونهم الفاعلين، ولن تحصر الأمر على أشخاصٍ تُحدّدهم بدّقة
"لماذا هذا التناقض؟"
في خضم اضطرابها وفزعها كلّ ما استطاعت التوصّل إليه هو إجابتين بسيطتين، وبديهتين
أنت تقرأ
عملية صُنع الحالمين
Mystery / Thrillerانحنى جسدها على جسده لتحجب به الأمطار عنه، وأزالت النظارة المبللة عن عينيه لترى بوضوح سوادهما المستنكر قربها العابر لحدوده - فيلكس نادت اسمه بخفة دون أن تنتظر منه إجابة، فنظراته نحوها كانت كافية لمعرفة أنه مستعد للإصغاء إلى أي شيء ستقوله: أخبرتني أن...