22 شؤون عائلية

147 16 90
                                    

بدون أي مناسبة خاصّة قدّم غيلبرت مارون دعوة غداء لماتياس في منزله.. وهذا هو السبب الذي جعل يوليا تطلب منه المجيء إلى مقهى إينديقو صباحًا

أخبرتُه بأنها ستُنهي ما لديها من التزامات دراسية في الأكاديمية أولًا، ثم يقلّها من المقهى ويتجهان معًا إلى المنزل

ولكنها فقط كانت تكذب، وتلهو هنا وهناك دون علم والدها، والآن ها هو أصبح شريكها في الكذبة..

إلا أنها كذبة لطيفة على أي حال، فالوقت الذي قضاه في المقهى بفضلها كان جيدًا، وممتعًا...

بعد انتهاءهم جميعًا من تناول طعام الغداء غادرت يوليا إلى غرفتها لتُكمل تحضيرها لاختبارات نهاية العام الدراسي التي باتت على الأبواب

أما كارمن فجلست برفقتهما في غرفة المعيشة لبعض الوقت ثم استأذنت هي أيضًا رغبة في الحصول على قسطٍ من الراحة، ومن جهة أخرى حتى يحظى الرجلان بمحادثة مريحة مع بعضهما برفقة كوبٍ من الشاي الساخن

وضع ماتياس كوبه الشفاف على طاولة الخدمة الصغيرة أمامه وقال: حتى الآن لا أفهم سبب هذه الدعوة التي جاءت من العدم...

أمال غيلبرت رأسه قليلًا: هل يجب أن يكون هنالك سبب لكلّ شيء؟

- بالطبع.. فكل شيء يحدث لسبب ما ولا يقع بالصدفة، ثم.. ليس وكأننا صديقان مقرّبان حقًا حتى أعتبر ذلك سبب مقبول.. أنا فقط ابن جارك الذي تعرفه منذ ولادته، وصديق أخيك

- هذا وحده سبب مقبول! إنني أُظهِر كرمي واهتمامي لصديق أخي في ظلّ غيابه، سيكون مؤسفًا إن شككتَ بصدقي

هزّ ماتياس رأسه بقلّة حيلة: إنها ليست بنكتة مضحكة حتى غيلبرت.. أنتَ وأختك تستمرّان في مناداتي ووصفي بـ صديق أخي، ولكنكما لا تتصرفان معي وفقًا لهذا المسمى

وتابع رغم أن غيلبرت أبدى عدم اهتمامه بما يقوله: أنا لا أقابل صديقي الذي هو أخوكما بكثرة ما أقابلكما، ولا يُكرمني ويهتم بي كما تفعل أنت، ولا يتسكع معي هنا وهناك بنفس المقدار الذي تقوم به أختك

رفع غيلبرت حاجبه: هل ستستمر في التذمر بدلًا من قبول تعويضنا لك عن غياب أخينا الذي لا يفعل أيّ شيء من هذا؟

- بل أنتظرك لتكون صادقًا...

ثم تابع مبتسمًا عندما رآه يعقد جبينه: لا أمانع لو جعلتني صديقًا من وقتٍ لآخر بالمناسبة...

الصمت الذي تلا كلامه، وشرود غيلبرت جعل الأمر يبدو وكأنه يفكّر في الأمر بتمعّن ويقلّبه في عقله من كلّ الجهات، وبعد لحظات توصّل إلى النتيجة النهائية ولم يتردد في قولها ببساطة: لا يوجد شيء ينبغي لي أن أكون صادقًا بشأنه معك...

وختم كلامه بإيماءة من رأسه تدلّ على تأكيده واقتناعه التام بما قاله، مما جعل ماتياس يشكك فيه بسخرية: حتى كونك قلقًا على أختك ولم يترك لك كبرياؤك طريقة للاطمئنان عليها سوى من خلالي؟

عملية صُنع الحالمينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن