"ربما هي ليس خائفة لأنها تملك فكرة عن كيف ستصرف مع هذا الأمر...؟" أو على الأقل هذا ما تأمله من عمتها، لا تزال تشكّ في مقاصدها من حلّها المجهول والمغلّف بالاستسلام
إن كانت لها نية في سؤالها لتعرف ما يدور في عقلها فمن الأفضل لها أن تدخر جهدها وتستسلم، أو تتظاهر بذلك على الأقل كما تفعل عمتها
ولكن ماذا بعد هذا؟
هل سينتهي الأمر دون الوصول إلى أي حل؟
سيصمتون ويرضون بهذا الوضع؟
لا يبدو ذلك صائبًا على الإطلاق في نظرها!
يجب أن يقولوا شيئًا...
وقد تكفلت كلوي بذلك بدلًا عنها بقولها: لا أعرف كيف ستتعاملين مع الأمر، ولكن إن أصررتِ على التصرف وحدكِ فأنتِ بحاجة إلى حماية نفسك بينما تسمحين له بمطاردتك...
صحيح!
هذا ما يجب أن يتحدثوا عنه! على الأقل حتى تكون زيارتهما لعمتها ذات منفعة ولو بسيطة...
عقّبت يوليا على كلامها: الخطوة الأولى قد أخذتها عمتي بالفعل بتوقّفها عن التردد للأماكن التي تزورها باستمرار، وأول مكان هو هذا المقهى
سألت كلوي صاحبة الشأن الصامتة: هل هنالك مكان آخر غيره تذهبين له كل يوم؟
- لا يوجد
- هذا جيد.. من الأفصل ألا تقتربي منه لفترة فربما تكونين محظوظة ويُضيّعكِ إن لم يعرف مكان منزلك، وهذا بالتأكيد سيأخذ منه وقتًا قد يجعله يملّ ويبحث عن ضحية ثانية
قالت يوليا بجدية:مع ذلك لا تستهيني بما يحدث لمجرد احتمالات بشأنه، فكلها احتمالات متناقضة وغير مفهومة! خصوصًا أنه لا يمكنكِ الاشتباه في شخص بعينه
- صحيح آيلا فالمطاردون عادة يظهرون في كل مكان تذهبين إليه واقعيًا، ويحاصرونكِ إلكترونيًا.. يحاولون أن يصبحوا جزءًا طبيعيًا من حياتك، ولكن ما يحدث معكِ غريب.. كما لو أنكِ لُعنتِ بشبح مقهى متطور!
لم تتجاوب آيلا معهم، ولكن وجهها المستغرق في التفكير جعله تبدو لهما أنها تأخذ كلامهما بعين الاعتبار
لا يمكنها أن تستهين بالحذر فعلًا، فهي من ستواجه الخطر وحدها إن استمرّ المطارد في مطاردتها.. آيلا تدرك ذلك، وهذا يجعل كلامهما ذا قيمة
يوليا: من الجيد أن حياتكِ الإلكترونية شبه معدومة، سيجعله هذا يواجه حاجزًا في مراقبتك كونكِ غير متفاعلة؛ لذا سرعان ما سيكشف عن نفسه عندما يجد الأمر بلا فائدة
- ولكنني لا زلتُ أشارك معلوماتي الشخصية على مواقع الشركات...
طمأنتها كلوي: نماذج الطلبات الوظيفية في المواقع متشابهة، وأغلبها ستحمل معلومات متكررة عن حياتك المهنية.. ما يهم هو الشخصية، ويبدو أن من يستخدم صورك ليربطكِ عاطفيًا به يدرك أنكِ تعطين اهتمامًا أكبر للواقع؛ لهذا السبب هو لا يخشى الكشف عن نفسه لنا في صفحات الإنترنت، وسرعان ما سيتّخذ خطوته التالية، وهذا يعني أن عليكِ التركيز فيما يحدث حولك آيلا
أنت تقرأ
عملية صُنع الحالمين
Mistero / Thrillerانحنى جسدها على جسده لتحجب به الأمطار عنه، وأزالت النظارة المبللة عن عينيه لترى بوضوح سوادهما المستنكر قربها العابر لحدوده - فيلكس نادت اسمه بخفة دون أن تنتظر منه إجابة، فنظراته نحوها كانت كافية لمعرفة أنه مستعد للإصغاء إلى أي شيء ستقوله: أخبرتني أن...