تستيقظ سوسن على صوت أختها توقظها، تبدأ بفتح عينيها ببطئ شديد وبالكاد تستطيع التّحرك بسبب الثقل الذي جعل جسمها متوقف عن الحركة
ياسمين: سوسن...إستيقظي
سوسن: افف ماذا هناك، دعوني
ياسمين: أنظري إنها الساعة ١٢ ظهرا
سوسن: إتركيني ألا يمكن أن أنام براحتي؟
ياسمين: لو كان عليّ كنت سأرتككِ ولكن أبي ينتظركِ في الأسفل
سوسن: لماذا؟
ياسمين: قومي وستعرفين
سوسن: حسنا نهضت
قامت سوسن من إستلقائِها ببطئ ومباشرة إلى الحمّام، غسلت وجهها ونزلت إلى الأسفل...توجّهت نحو جلوس
أبيها..جلست قبالته
سوسن: نعم...قل
عاكف: أنتِ قولي
سوسن: ماذا سأقول أنا؟
عاكف: آلب، ماقصته
سوسن:........
عاكف: سوسن تكلمي
سوسن: أبي ماذا ساقول عنه، إنه شاب عادي ماذا
عاكف: ولكن الذي سمعته فهو ليس عادي، سيء وجدّا
سوسن: من قال لك هذا الكلام
عاكف: أنتِ لا تتذكرين طبعا من أين ستعرفين
سوسن: ماذا سأعرف؟
عاكف: لو لم يكن عمر أتى بكِ إلى هنا كان سيفعل بكِ الحقير شيء مقزّز
سوسن: ماذا تقول، أنت تكذب لأنفصل عنه هو لايفعل هكذا
عاكف: لا تصدّقين إذا؟ حسنا عمر لماذا سيكذب؟
سوسن: الغبي من قال لكِ هذا صحيح؟
عاكف: لا تنعتيه هكذا، هو ولد جيد جدا والحمد لله أنه هنا
سوسن: أنا سأريه
توقّفت وتوجهت مسرعة إلى الباب
عاكف: سوسن توقفي، ماذا ستفعلين
لم تسمع كلامه وخرجت متوجّهة نحوه
سوسن: أنتَ يا مجنون ما غايتك من الكذب هاه؟ قل
فهِم عمر بأن سوسن عرفت وعرف أيضا بأنها لم تصدق لذلك أتت إليه تحاسبه
عمر:.....
سوسن: قل، ألم تخجل؟
عمر: آنسة سوسن أنا لا أكذب
سوسن: لا تقل أنتَ لا تكذب هو لايفعل هكذا
عمر: هو بنفسه قالها لي
سوسن: هل لديك دليل؟
عمر: ليس لدي ولكنّني سمعته يقولها للعامل
سوسن: هل تعلم؟....أنت دائما تستحق الضّرب خذ هذا
صفعته بقوة ليُستدار وجهه للجهة الأخرى
أعاد وجهه قبالتها لتبصق على وجهه، أغلق هو عينيه من ذلك
سوسن: أكرهكَ ياغبي
قالت جملتها الأخيرة وعادت إلى المنزل، أغلقت الباب بقوة، بسرعة وبخطوات غاضبة ووجه عابس دخلت إلى المطبخ لتبدأ بتحضير قهوتها
جلست على كرسيّ المطبخ تخرج من فاهها ألفاظ لا تسمعها إلاّ أذنها: غبيّ، جاهل ولعين...أكرهه، مجنون
أما عمر فكان يمسح بصاقها عن وجهه
عمر: ماذا فعلت أنا؟ فقط أنقذتهاالواحدة ليلا
مستلقية سوسن على سريرها تعبث في هاتفها حتّى أتتها رسالة من آلب
آلب: حبيبتي كيف حالك؟
سوسن: بخير
آلب: ماذا تفعلين؟
سوسن: لا شيء، سأنام بعد قليل
آلب: لاتنامي الآن
سوسن: لماذا؟
آلب: تعالي إلى منزلي
سوسن:......لماذا تقولها في هذه الساعة؟
آلب: لنقضي وقت جميل مع بعضِنا، نستمتع قليلا
سوسن: ماقصدك؟
آلب: أنتِ فهمتيني
لم ترد سوسن، فكّرت قليلا ثم
سوسن: أسألك أجبني بصراحة
آلب: طبعا
سوسن: الذي قاله عمر صحيح؟
آلب: ماذا قال لكِ الحقير؟
سوسن: قلتُ لكَ أجبني
آلب: عن ماذا سأجيب؟
سوسن: آلب أنتَ تعرف
آلب:........
سوسن: أنتَ فقط تريد التّسلي صحيح
آلب: ولكن سوسن أنتِ تجذبينني كثيرا
سوس: هل أنتَ مجنون أم ماذا؟ الذي بعقلكَ جرّبه مع فتاة أخرى ومن الآن لن تدور حولي وإلا ستندم
آلب: سوسن توقّفي، حبيبتي
سوسن: لم أعد حبيبتك....أصبحت أكرهكَ الآن
كتبت جملتها الآخيرة ثمّ حظرته دون أن تنتظر رد مِنه، أنزلت الهاتف على المنضدة وجعلت إستلقائِها على ظهرها، أمسكت مخدة وحضنتها بكلتا ذراعيها
بعد تفكير لم يأخذ الكثير من الوقت بدأت تقول بهمس
سوسن: لا أعرف لما كلّ من أثق بهِ يخون ثِقتي...كلّ من حولي يستخدمني لمصلحته فقط،...كلّهم
وبعد دمعات هادئة نزلت من عينيها وشيء مؤلم راود فِكرها نامت وهي محتضنة تِلك الوسادة الصغيرة بين يديها
ساعة مرّت وحلم سوسن يبدأ بإعادة الواقع القديم...منظراّ شنيع وحواراّ مؤلم يجعلا راحة نومِها منعدمة، جبهتها تتصبّب عرقاً...تهمس بشفتين ترتجفان
سوسن: أخرِجني...لا تدعني هنا أرجوك، لن أقول لأحد لاتدعني أموت هنا
ترتفع نبرة صوتها المرتجفة: لا أريد الموت مِثله
قالتها وجلست وهي تبكي، تتنهّد بعمق، تمسح جبينها
سوسن: يارب خلّصني، أفعل مابوسعي لأنسى لماذا يحدث معي كلّ هذا، لماذا أنا فقط؟
ملأت الكأس بالماء وارتشفت القليل لتهدأ...انزلت الكأس على المنضدة وببطئ عادت لإستلقائها تحتضن المخدة وهي تستدير للجهة اليمنى
سوسن هامسة: سأنسى...سأنسى كلّ شيء هذا فقط إختبار
حاولت تهدئة نفسها بهذه الجملة ثمّ نامت بهدوء
أنت تقرأ
لِيَكونَ الحُبُّ مَلْجَأُنا
Romanceلا أَرى لِهَذا الحُبِّ مَبْدأْ فَهِيَ فَتاةٌ مُدَلَّلَةٌ لا تُحِبُّ الْفُقَراءْ، وَهُوَ شابٌّ فَقيرٌ؛ فَكَيْفَ سَيَجْتَمَعُ هَذا الثُّنائِيْ لِتُصْبِحَ لَهُ قٍصَّةَ حُبِّ؟ غَريبٌ أَنْ يَحْدُثَ ذَلِكَ وَهُما بِاَتَمِّ الإِخْتِلافْ! ♡♡ رواية در...