داخل ذاكَ المنزل الصّغير وعلى تلك الطّاوِلة الخشبية، يتناولا إفطارهما والصّمت قد طغى المكان.
لم تكن هي تضع حتّى لُقمة بفمها، كانَت فقط تلعب بالشّوكة على الصّحن وذهنها شارِد، لاحَظ هو ذلك وقد بدا عليه القلق.
أنزل شوكته ووضع يده فوقَ يدها، ثمّ نطق بنبرة قلِقة: حبيبتي؟ مابكِ لا تأكلين؟
رفعت هي ناظريها وركّزتهم على أعينه، نظراتها كانت هادِئة للغاية، ولا تُطمإن عمر أبداً، حدّق بأعينها قليلاً، ثمّ قال بهمس: هل أنتِ بخير؟
أومات له بالإيجاب، وردّت بهمس: بخير
تنهّد، فهو طبعاً يعرف ما يُقلقها، وقَف، أمسكَ بيدها ثمّ أوقفها هي أيضاً وقال: لنجلس هناكَ، نتكلّم قليلاً ما رأيكِ؟
أومأت بالإيجاب، جلسَ وأجلسها بجانِبه، أدار جسده ناحيتها بالكامِل وبقي مُقابلها، أمسكَ بكلتا يديها وتكلّم بهدوء: تعرفين بأنّني أحبّكِ كثيراً وأعشقكِ صحيح؟
أومأت له وهي تنظر إلى عُمق عينيه
أكمَل هو: وتعرفين بأنّني بجانبكِ دائِما، تعرفين أيضاً بأنّني مهما كانت الظّروف التي ستواجهنا لن أترك يدكِ ولو لحظة، حتّى وإن أخبروني بأنّني سأموت غداً!..
هنا قاطَعته: عمرر..لا تقُل هكذا وقتها انا أيضاً سأموت، لن أستطيع العيش بدونكَ!
إبتسمَ: أنا أيضاً لن أستطيع ياجميلتي!
قالت هي: نعم، سنموت سويّاً
عمر: حسناً بما أنّك تقولين هكذا، وتعرفين هذا..لما التّوتر والخوف؟
لم تجِبه، فقط أكملت التّحديق بعينيه
صمتَ هو لثوانٍ، ثمّ قرّب وجهه أكثر من وجهِها ونطق: هل يمكنكِ وضع كلّ الثّقل الذي يحزنكِ، عليّ؟ وكلّ هموهكِ؟
سوسن: عمر..لا بأس ليس بشيء مهم، أنا فقط حزينة لاتُحزن نفسكَ معي
عمر: أريد، أريد أن أعيش كلّ ماتعيشه حبيبتي، وأتمنّى لو آخذ عنكِ كلّ الحزن، وأنتِ تبقين دائِما سعيدة!
سوسن:......
وضع كفّ يده على خذّها وبدأ يمسح عليه بإبهامِه
عمر: ولكنّني سأُحميكِ دائِماً ولن أجعل شيء يُؤذيكِ...أنا لأجلكِ ياسوسن!
إبتسمَت هي من حنّية كلامِه، هو ملجأُها الوحيد!
إقتربتَ ببطئ وقبّلت طرف شفتيه بهدوء، ثمّ حاوطت ذراعيها حول جسده واحتضنته بقوّة: شكراً لأنّكَ بجانبي
عمر: ماذا شكراً يابنتي؟..أساسا مكاني هو جانبكِ!
سوسن: ومكاني جانبكَ!
قبّل رأسها بعُمق، ثمّ أسند ذقنه على رأسها ولفّ ذراع حولها، والذّراع الآخر فوق ذراعها
وبعد صمتِ دقيقة وهما هكذا، تحدّثَت هي: مرّ أسبوع على هروبنا....لن يجدنا ذاك صحيح؟
عمر: لن يجدنا...حتّى وإن وجد؟ هل يستطيع فعل شيء وأنا هنا؟
إبتسمت: لا
قبّلها مجدّدا، وإبتسم
سوسن: دعنا دائِما هكذاً، اُحضنّي دائِما ياحبيبي..أريدنيي بين ذراعيكَ فقط!
عمر: وأنتِ بين ذراعيّ فقط، لن يأخذكِ أحد.بمنزل عائِلة اوزكايا وبينما يجلسون على طاوِلة الإفطار.
بيرك: ياسمين؟ ألا يوجد أخبار على سوسن؟
ياسمين: تكلّمت معاها أمس وهي بخير...دامها مع عمر فأنا لن أقلق
بيرك: أين هم الآن؟
ياسمين: أعطيتهم منزلي الصّغير الذي لا يعرفه أحد..
تنهّدت إيليف: إشتقتُ لها هل تعلمين؟...لم أراها منذُ مدّة..ولكنّني غاضِبة مِنها لأنّها لَم تخبرنا أبداً عن علاقتها بعمر
ياسمين: وأنا علمتُ مأخّراً...ولكنّني اكتشفتُ أن هذا الأفضل لها
بيرك: لم أتوقّع أبداً أن العمّ عاكِف سيكون هكذا!
ياسمين: ولا أنا......أعتذر منكم لقد أزعجتكم بمجيئي إلى هنا
آيلا: لا يابنتي إزعاج ماذا؟..أنتِ مثل ابنتي ولا تنسي أنّني كنتُ مثل أمّكِ لاتقولي هذا مجدّداً
إبتسمَت ياسمين: شكراً لكم حقّاً
إليف: ياسمين إذا لاحظتي فهذه المرّة الألف التي تشكرينا فيها، المنزل منزلكِ يابنتي!
ضحكت ياسمين: حسناً
أنت تقرأ
لِيَكونَ الحُبُّ مَلْجَأُنا
Romanceلا أَرى لِهَذا الحُبِّ مَبْدأْ فَهِيَ فَتاةٌ مُدَلَّلَةٌ لا تُحِبُّ الْفُقَراءْ، وَهُوَ شابٌّ فَقيرٌ؛ فَكَيْفَ سَيَجْتَمَعُ هَذا الثُّنائِيْ لِتُصْبِحَ لَهُ قٍصَّةَ حُبِّ؟ غَريبٌ أَنْ يَحْدُثَ ذَلِكَ وَهُما بِاَتَمِّ الإِخْتِلافْ! ♡♡ رواية در...