الجزء 26

395 25 56
                                    

إستيقظتُ صباحاً
آخر ما أتذكّره أنّني نِمت بحضن عمر وأنا سعيدة جدّاً..إلتفتتُ لِلخلف لأراه ولكن!...ليسَ هنا، أين عمر؟
جلستُ، ثم ناديت: عمر؟
إرتديتُ حذاء المنزل، ووقفتُ ومجدّداً: عمر؟
نظرتُ إلى أرجاء المنزل، طرقتُ باب الحمّام ولازلتُ أُنادي ولكنّه لايُجيب!...على الأغلب ذهب ليشتري خّبزاً...وإلاّ أين سيكون؟
دخلتُ إلى الحمّام، غسلتُ وجهي وعندما انتيهتُ خرجت....غيّرتُ ثِيابي

مشّطتُ شعري وجلست، لم يأتي بعد

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

مشّطتُ شعري وجلست، لم يأتي بعد...لماذا تأخّر؟
حملتُ هاتِفي واتّصلتُ عليه، ولكنّه لايُجيب!..إتّصلتُ مجدّداً ولا يُجيب!!!
تأفّفت: اففف
قمتُ وبدأت أمشي بخطواتٍ قلِقة، لما تأخّر هكذا؟...ولما يخرج بدون إخباري؟
حسناً...لأنتظِر قليلاً بعد

بينَما أنتظِر، بدأ قلبي بالنّبض بِسرعة بدون سبب!...هل بدون سبب حقّا؟..عمر!..أشعر بأنّ شيء سيّء جدّا يحصل...حبيبي!..قلبيي يُخبرني!..
فجأة طُرق الباب، إبتمستُ لوهلة مُظنّة أنّه قد جاء..ركضتُ بِسرعة أفتح الباب وإذ بقلبي يخيب ظنّه فورَ رؤيتي ل٣ رِجال يقفون أمامي:..م..من أنتم؟
نظروا الثّلاثة إلى بعضهم قليلاً، ثمّ أعادوا نظرهم إليّ
كرّرت سُؤالي بصوتٍ أعلى: من أنتم؟
فتح الآخر هاتِفه، قام بشيء ورفَع الهاتِف قِبالتي...
هُ..هو..ذاكَ النّذل على الشّاشة الآن....أصبحتُ أكره رؤية وجهه!!!
نظرتِ للرّجال: هل هذا أرسلكم؟
تكلّم الذي على الشّاشة بصوتِه المُثير للإشمئزاز: نعم صغيرَتي أنا أرسلتهم!
صرختُ مباشرة: أُصنت ولاتقل صغيرتي!
قالَ: إهدئي مابال غضبكِ السّريع هذا؟..أليست البنات تفرح عندنا ترى وجه أبيها؟
أجبته بنفس النّبرة: أنتَ لستَ أب أنت‌ شيطان!...وأنا لستُ ابنتكَ وبحياتكَ لاتحلم أن أكون ابنتكَ وتكون أباً لي!
نطق مجدّدا: اووه حسناً يكفي لقد تكلّمتي كثيراً...دعيني أقول الذي عِندي وأذهب
لم أردّ، صمتتُ أنتظر ماسيقوله، وبالي مازال مشغول على عمر
تكلّم ذاكَ:..يبدو أنّكِ قلِقة على عمر!...لاتخافي إنّه بأمان عِندي!
عبستُ بشكل لاإراديّ عندنا سمعتُ ذلِك، وسألتُ: م...كيف ماذا تقول؟
أطلقَ ضحكته الهستيرية تلك وتحدّث: حبيبكِ الجبان ذاكَ
قاطعته: عمر ليس جباناً أيّها الغبيّ هل تفهم؟!
تأفّف: افف أصمتي رجاءاً ودعيني أكمل...حبيبكِ ذاكَ يتعذّب قليلاً الآن
صُعِقتُ بما سمعته...كيف..كيف يتعذّب؟..مابال حبيبي الآن؟ أين هو وماذا فعلوا له؟
سألتُ بنبرة مُنخفضة: كيف؟...أينَ هو عمر؟
أجابَ: من الأفضل أن لاتسألي عنه بعد الآن هل تعلمين لِماذا؟
لم أجِب....قرّب هاتِفه من الشّاشة ونطقَ بصوت مُنخفض:  لأنّني قاتِل أباه وأمّه!..عمر حُرم من والديه بسببي!
..................أشعرُ بأنّني عاجِزة عن الحَركة، وعن الكَلام..عاجِزة عن تحريكِ رموشي حتّى!...الذي سمعته ليس حقيقي، ليس حقيقي ولا يُمكنه أن يكون كذلك!...مُستحيلل...عمر لم يُحرم من والديه بسبب والِدي؟ لم يفعل!..أنا...أنا لا أستطيع...لا....يالله ساعِدني.
يضحك مجدّداً: أعرف أنّك انصدمتِ ولكنّني حقّا أريد الإنتقام!..أنتقم من إبنتي هل يُعقل شيء كهذا؟، لايُعقل ولكن أنتِ أردتي هذا
لم أُجبه، ولا أستطيع النّطق بحرف.
عاكِف: أخبِري عمر...لينفصل عنكِ مُباشرة، إجعليه يكرهكِ هيّا!
كان هذا آخر ماقالَه ثمّ أغلقَ الخطّ
كان كلّ شيء قاسي عليّ، والكلمات كانَت أقسى....مرّات تقسو عليكَ الحياة بالكلمات! ومرّات بالأفعال!..وأنا كلّ شيء! لم يعُد شيء سهل عليّ بعد الآن..كلّ شيء صعب، كلّ شيء....قلبي وكأنّ سكين قد أصابه، وقسمه لأجزاء!..داخِلي يحترق ولا أعرف ما السّبيل لإطفاء تلك النّار، وما السّبيل بعد الآن للعيش؟.
رفعَ أحدُهم مِنديل والآخر أعطاه شيء،
وكانَ ذلك آخر ما رأيته.
.
.
.
.
.
.
.
فتحتُ عيني ببطئ..ببطئ شديد وكأنّ شيء ثقيل على جفني يمنعنيي من فتحها، لِوهلة رأيتُ كلّ شيء ضبابي.. شعرتُ بأنّني فوق شيء بارِد، وعلى حسب ما أحسّ بِه فأنا على الأرض وذِراعي تحت رأسي، ساقاي مجموعة عِندي...ربّما كنتُ مُنكمِشة لأنّني أشعر بالبرد، لا أعرف لأنّني أحسّ وكأنّني مُخدّرة!...بدأتُ الآن أرى كلّ شيء واضِح، ولكن جَسدي وكأنّه لايريد الحراك، عاجِز حرفيّاً...حاولتُ النّهوض وقد ساعدَتني ذِراعاي بإسنادهما على الأرض...جلستُ وأنا أعدّل شَعري، أُحاوِل إستوعاب ما أنا عليه...لِلحظة، مرّ كلّ شيء أمامَ عيني كشريط سِنمائي!...وقد أصابَتي خيبة أمل صعبة جدّا، عندما تذكّرتُ....عمر؟..أينَ عمر؟ نظر لليَمين، لايوجد أحد..لليسار....اُنصدِمتُ بالمنظر الذي أراه الآن أمام عيني، عجزتُ عن الوُقوف حتّى!.
لقد كان عمر!...كانَ عمر مُعلّق على شيء!، يديهِ مقيّدة ورِجليه لاتلحق للأرض لأنّه مُعلّق!..جِلدَه أحمرر! وعينيهِ مُغلَقة!..شهقتُ عندَ رُؤيتي لمنظرِه ووقفتُ..أتّجهتُ مباشرة إليه ووقلت بكلماتٍ تكاد تُنطَق بالكامِل: عم..ع..عمر! عمر هل أنتَ بخير عمر؟
لا يُجيب...عمر لايُجيبني!
نطقتُ مجدّدا ودموعي بدأت تسيل: عمرر حبيبي هل تسمعني؟ أنا هنا أناديكَ ياحبيبي هل تسمعني؟
إستيقِظ أرجوووك!!!
تمنّيت في هذه اللّحظة لو أستطيع إحتضانه، ولكنّه مُرتفع، لايُمكنني اللّحاق إليه...ساعِدني يا إلَهي لا أريد أن يتعذّب حبيبي هكذا!، لا أريده أن يتأذّى!
بدأتُ أحرّكه وبصوتِ هادئ ومُنخفض: حبيبي...عمر!..إستيقِ،  لقد وَعدتني بأنّك لن تتركني!، قلتَ لي بأنّكَ ستحميني ولكنّكَ لاتسمعني الآن؟..أرجوك إستيقِظ لا أريد أن تفغو أبداً؟..لا أريدكَ أن تغيب دقيقة عنّي وأنتَ نائِم هكذا قُم!
ل..لقد استجابَ لِرجائي وبدأ يفتح عينيه!..بدأ ينظُر إليّ، إبتسمتُ لأنّ قلبيي اطمأنّ بعد أن رأى أعينه مفتوحة...ولكنّه لايُجيبني لماذا؟: عمر؟..أجِبني؟
نطقَ حَرفاً: ح...
إبتسمتُ مجدّداً، بل ضحكت!..: حبيبي هل أنتَ بخير؟
أجابَني: ب...خير
أعرف أنّه يتألّم كثيراً، هو فقط يُريد أن يطمإنني
فجأة!..سمعتُ أصوات خُطواتٍ خلفي، وقد كانوا أولئِكَ الرّجال الثّلاثة
واحِد بيده عَصى، والآخر..يُمكنني أن أقول أنّه يحمل الذي طبع العلامات على جسد عُمر...صرختُ أنا بوجههم مُباشرة: ماذا تريدون مِنه أنتم؟ لماذا فعلتم له هكذا؟
نطقَ أحدهم: إبعتي من فضلكِ يا آنِسة، هذه أوامِر السّيد عاكِف
صرختُ مجدّداً: ليلعنَ عاكِف سيّدكم ويلعنكم معه!
إقتربَ الآخر وبدأَ يُبعّدني: ماذا تفعل أنتَ؟..أُتركني؟
نظَر الذي يجرّني لصاحِبه وعندما أومأ له ذاكَ أكمَل ماكان يفعله، جرّني وأخذَني بعيداً عن عمر، وأنا واصلتُ الصّراخ....إقتربوا الإثنين من عمر وبدأوا بضربه مجدّداً...جعلوا عمر يفطن من هذه الضّربات وقد كان يتأوّه بصوت جعَل قلبيي ينكسر لآلاف القِطع.
كنتُ أشاهِده يتعذّب وأنا ليسَ بوُسعي فعل شيء غير البُكاء عليه!..كلّما حاولتُ الذّهاب إليه منعوني وجعلوا الضّربات أقسى....لقد جعلوه يرتدي فقط قميص بدون أكمام لكَي يتألّم أكثر...ليتَني أستطيع الدِّفاع عنه، ولكنّه يتعذّب بِسببي الآن!
صرختُ وصرخت...صرختُ كثيراً ولم يرأف أحد بِصرخاتي، بكيتُ كثيراّ ولم يرحم أحد!
ليسَ بحيلَتي شيء غير هذا!..لأنّني ضعيفة جدّا وجبانَة، جبانَة لا أستطيع إنقاذَ حبيبي!.
لم أعُد قادِرة على التّنفس...تعبتُ كثيراً..لا أستطيع التّحمل أكثر!
بدأتُ أرى كلّ شيء ضبابِي لِوهلة، حاولتُ المُقاوَمة، ولكنّني..........
.
.
.
.
Tolga Pov:
ناداني عمر هذا الصّباح، لا أعرِف لِماذا لم يقُل لي ولكنّني ذهبتُ...عندما وصلتُ للمنزل وقّفتُ السّيارة أبعد من المنزل بمسافة ليسَت طويلة، لأنّني لمحتُ رِجالا يَضعون سوسن في السّيارة، وعلى مايبدو فهيَ فاقِدة وعيها...اِنطلقوا بعدما ركبوا كلّهم وتبعتهم أنا...مرّت ١٠ دقائِق وهم يقودون وانا أتبعهم والآن أوقفوا السّيارة أمامَ مُستودعِ كبير، إستغربتِ لما يأتوا بها إلى هُنا؟...نزلوا من السّيارة وأدخلوها ونزلتُ أنا أيضاّ، لا أريد الدّخول ولفت إنتباهِهم، أريد أن أفهم مايحدُث ببطئ... ولأفهم، يجِب أن أتّصل بأحدِهم...إتّصلتُ باولجان وأجابَ فوراً "تولغا الآن كنتَ معي ماذا تُريد بهذا الوقت؟"   "اولجان أنا سأُرسِل لكَ موقِع وأنتَ تعال إليه بِسرعة"
"لما سآتي؟"  أجبته "ستفهم هيّا بِسُرعة ياهذا، الأمر عاجِل"  "اففف حسناً أرسِل هيّا وبيرك بجانِبي سيأتي معي"  "جيّد".
أرسلتُ له الموقِع وجلستُ أنتظره، لقد كنتُ قلِق جدّاً ناحية عمر سوسن، أينَ عمر الآن ولِما لا يردّ على اتّصالاتي؟ والفتاة ماذا تفعل الآن بالدّاخل؟.
.
.
.
إنتظرتُ لمدّة نِصف ساعة تقريباً، والآن هاهُما وصلا...فور نزولِهم من السّيارة توجّهت نحوهم بِسرعة: شباب يجِب علينا الدّخول الآن، وبِسرعة!
قالَ بيرك: لنَفهم الموضوع بالأوّل
أجبته: حسناً...لأخبركم
نظرا كِلاهما إليّ، ينتظِران ما سأقوله
.............
بعدَ أن أخبرتهم بِكلّ شيء، بيرك: تولغا...سوسن! هل هِي بالدّاخِل الآن؟
أجبت: نعم
صرخَ: وماذا ننتظر ياهذا؟
ثمّ ركضَ، ركضنا خلفَه وأنا أُناديه: بييرك...توقّف ستفضحناا!
لم يُعِر لنا إهتماماً...دخَل إلى المُستودع واضطررنا على الذّهاب معَه...فورَ ما دخلنا، اُنصدمنا بالمنظر الذي نراه الآن....لقد كان عمر!...صديقي لقد كان مرمِيّاً على الأرض فاقِداً وعيه بجِهة! وحبيبته بجِهة أُخرى!.
واجَهنا ٣ رِجال يأتون إلينا...لايمدّنا الوقت للصّدمة حقّا!..لِنُقاتِل أوّلاّ...: بيرك! اُهجمم..
هاجَمناهم بوَحشية، لأنّ الذي أراه أمامَ عيني الآن ليسَ سهل!..لقد كانَ عُمر أغلى صديق بهذه الدّنيا..هل يأذوهُ؟ هل عُمر الشّجاع يتأذّى؟ لن أدعهم يفرّون بهذه السّهولة طبعاً...تلقّيتُ لكمات عديدَة على وجهي ولكنّني قاومتُ حتّى هزمته برصاصة!
ساعدتُ بيرك على المُتبقّي ولأنّني فعلتُ ذلك فقد ذهب بيرك مُسرعاً نحو سوسن، وأنا ركضتُ نحوَ عمر.
رفعتُ رأسه وبدأتُ أقول بقلَق: عمر صديقي هل أنتَ بخبر؟ ياهذا هل تسمعني؟ إستيقِظ!
لقد كانَ جسدَه أحمَر، لقد شوّهوه حقّا..اللّعنة عليهم!!!
نطقتُ مجدّدا: أخي إستيقِظ أنتَ لستَ جباناً لتكون غافٍ هكذا! أنتَ قويّ ياهذا هيّا قُم وافتَح عينيكَ!
رفعتُ نَظري عن عُمر أرى مابال الأخُرى؟..لقد كانَت فاقِدة وعيها أيضاً...ولكنّهم لم يلمسوها الحمد لله أنّهم لم يفعلوا ذلك لأنّها لن تتحمّل.....رأيتُ بيرك يحملها بين ذِراعيه، وخارجاً بِها لِذا أتى اولجان وساعَدني على رفع عُمر...أقَمناه وحاولنا جعله مُتمّسّك بِنا بِصُعوبة ولكنّنا تمكنّنا من إخراجِه.
.
.
.
.
.
.
.
.
لقد مرّت ساعتين تقريباً...وقبل هذه السّاعتين كُنا بمَنزل عمر لأنّ صرب نادى بيرك ليأتي عِندَه، وذهبتُ أنا أيضاً لأنّني أشعرُ بالملل، ولأنّ تولغا أيضاً سيكون هناكَ فذلِك جيّد لي ولكنّني لم أجده!...ذهبا بيرك واولجان أيضاً ولا أعرِف لِماذا..لقد بقيتُ مع ايبيكا.......بعد ساعتين طُرق الباب، إتّجهتُ لفتحِه بِسُرعة وانصُدمتُ بالمنظر الذي رأيته أمامي!
.
.
.
مرّت ٥ ساعات..لقد انتظرتُ استيقاظها بفارِغ الصبر...كانت فاقِدة وعيها واستيقظت وأول ماسألَت عنه عمر!..لم تتحمّل رؤيته فبَكت، حاولتُ تهدئتها وهي الآن تنام.
كنتُ جالِسة على الأرض بجانِب الأريكة التي تنام عليها سوسن، حزينة على حالتها..جميلَتي لقد حزِنت كثيراً!..نادِمة كثيراً لأنّني كنتُ أقِف بخطّ أبي وأُعارِضها، نادِمة جدّا، ربّما كان عليّ معرفة حقيقة ذاكَ من البِداية؟ ربّما لم يكُن عليّ إحزانها؟...لقد وجدَت الحبّ ملجأها عِندما لم تقِف أختها بجانبها! ولكنّها تدفع الثّمن الآن على حبّها.
بَينما أُمرّر أصابِعي بين خصلات شعرها، يأتي تولغا وعلى ملامِح وجهه الحزن قد بدا، قالَ: أمازالت لم تستيقِظ؟
أجبت: ليس بعد...جسدها مُتعب!..وبشرتها شاحِبة جدّا سأُحضّر لها شيئاً
تولغا: لاداعي لقد حضّرتُ حساءاً لعُمر ولها..وأنتِ أيضاً تعبتي من أن أتينا وأنتِ بجانِبها هكذا إرتاحي قليلا.
قمتُ من مكاني ببطئ، وجلستُ بجانِب تولغا على الأريكة المُقابِلة...أسندتُ رأسي على كتِفه ونطقتُ: أشعرُ بأنّني جبانَة جدّا!..أنا لا أصلح أن أكون أُختاً لسوسن
تولغا: لا ياجميلَتي لاتقولي هذا..أنتِ أجمل أخت في العالَم وليس لكِ مثيل!
تنهّدتُ، أنا لا أبكي بسهولة!..ولكنّ دَمعتي نزلت الآن: هل الحبّ ذَنب؟
لقد كان حِوارنا هادئ جدّا..: ليسَ ذنب..رُبّما يجِب على البعض المُحبّين الصّبر!
رفعت رأسي أنظرُ له وقلتُ: أنتَ حزين جِدّاً على عمر صحيح؟
أجابَ: ليتَني كنتُ مكانَه!
تنهّدتُ مجدّداً...نطقَ هو: مابكِ؟..هل آخذكِ لتستنشقين بعض الهواء؟
نظرتُ إلى سوسن: وسوسن؟
تولغا: لن نتأخّر
وافقتُ: حسناً
وقفَ هو ومدّ يده، أمسكتها أنا ثمّ خرجنا
.
.
.
.
Süsen:
لم أعرف ما الذي حصل لي...فتحتُ عيني ببطئ، مُتعبة جدّاً...أشعرُ بأنّني لستُ قادِرة على الوق....
ع..عمر؟؟..لقد ضربوه كثيراً، أتمنّى ان أستيقِظ من هذا الكابوس بأسرع وقت لأنّني لا أتحمّل أكثر!!.
نظرتُ إلى الأرجاء وعلى حسب ما أعرفه فهو منزل عمر!..وآخر ما أتذكّره أنّني نمتُ على يد أُختي وهي تمسّد على شَعري، يبدو أنّني نمتُ بسبب مُنوّم.
قمتُ من مكاني بِسرعة لأنّ كل مايُشغل تفكيري الآن هو عمر..كِدتُ أن أسقط ولكنّني تمسّكت بالكَنبة، ثمّ بالطّاوِلة...ثمّ بالحائِط، تركّزَت نظراتي قليلاً على الأرض شارِدة هناك، لقد كان وعيي لازال غائِباً قليلاً..ولكنّني أفطن شيئاً فشيئاً، تنهّدت ثمّ وبالإستناد على الحائِط وصلتُ للغُرفة التي كان بابها مفتوحاً..غُرفة عمر.
دخلتُها بخطواتٍ مُتثاقِلة وأوّل ماجاء عليه عينيي هوَ..رُؤيته جعَلت قلبي يتقطّع لآلاف القِطع!..لستُ مُتعوّدة على أن أرى حبيبي مُتعَب هكذا!...لم يكُن أبداً يحبّ إظهار ضِعفه وتعبه أمام أحد والآن ها أنا أراه!.
لم أتحمّل الوقوف بعيدة عَنه أكثر فأسرعتُ خُطواتي قدر الإمكان وجلستُ على رُكبتاي على الأرض فور وصولي.
كان وجهه مُستديراً للجِهة الأُخرى...وكأنّه يُلمّح بأنّه لن يرى وجهي مرّة أُخرى عِندما يعرِف الحقيقة!.
رفعتُ يدي ولمستُ خذّه ببطئ..ثمّ أدرتُ وجهه لِجهتي.
كيفَ لي أن أعيش بعدَ الآن؟..كيف لي أن أُكمّل حياتي بشكل طبيعي بعد الذي عرفته؟..هل سأكذِب عليه وأُخفي عليه الحقائِق وسأُكمّل معه وكأنّه لم يحصل شيء؟...داخِلي يحترقق!...ونارَه صعب إطفائها..ربّما تُخمد، ولكنّها لن تُطفأ!..روحييي تشتعل ولا أحد يشعُر بِها، تطلب النّجدة حقّا..ليتَها تخرج منّي وأرتاح!
دموعيي تسيل ببطئ، ولا تتوقّف.
تنهّدت بألم ثمّ أخذتُ بيدِه ناحِية وجهي ببطئ، ووضعتها على خذّي.....وقفتُ ببطئ وإستلقيتُ بجانِبه على السّرير، وضعتُ يد فوق صدرِه..واليد الآخر ظلّت ماسُكة ذِراعيه..تمسّكتُ بِه بقوّة وكأنّني أرجوه ألاً يبتعِد عنّي أبداً.
نمتُ فوق صدرهِ ودُموعيي الدّافِئة ببطئ تتساقطُ فوق رقبتِه.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Oct 20 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

لِيَكونَ الحُبُّ مَلْجَأُناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن