الجزء 19

452 26 76
                                    

عارفة أني تأخرت جدّا بس يلا نزلت استمتعوا بالقراءة🤍

ـــــــــــــــــــــــ


في المقهى عندما انتهيا سوسن وعمر
سوسن: عمر أنذهب؟
عمر: ندفع الثّمن ونذهب
سوسن: حسناً
ذهب عمر ودفع الثّمن ثمّ عاد، حمل سترته تلك وخرجا...ركبا السّيارة وانطلقا

في الطّريق بينما عمر يقود
سوسن: عمر شكراً على هذا اليوم..
عمر: لاداعي للشّكر
يبتسم وينظر إليها..ويكمل: نحن أصدقاء!
تلتفت هي إليه وتردّ: نعم
لم تكن ابتسامة تخرج من قلبها...لأنّها لا تكتفي بالصّداقة فقط، إكتشتف هذا حديثاً فكلمة أصدقاء أصبحت تحزنها لأنّها تريده أقرب إليها،..أكمل عمر قيادته وهو يبتسم، ولكن سوسن تنظر إليه بتأمّل وشيء بداخلها متردّد...إلتفت عمر إليها لوهلة لأنّه أحسّ بعينيها ناحيته...إستغرب من نظرتها تلك وبقي يبادلها النّظرة....أدركت حين غرقها بعمق عينيه وتوتّرت، عدّلت شعرها وهي تلمحه بطرف عينيها، لازال ينظر بعقدة حاجبيه تلك...
بصوت هادئ: آسفة...
عمر:.........
إلتفت للأمام وهو يحكّ رقبته، شيء جعله حائِراً!..يصدّق بأنّ سوسن تقبّلته وجعلته قريباً منها أكثر من قبل ولكن لما هذه النّظرات؟....شيء عادي إن كانت نظرات عادية ولكن هذه جعلته يسافر بتفكيره للمدى البعيد رغم عدم فهمه بالحبّ...ليست المرّة الأولى إنّما الثّانية أو قد تكون الثّالثة حتّى، فتصرّفاتها مع الفتاة الجامعية تلك لن تكون عادية وعمر فهم أنّها غيرة وسبق لها أن أدخلت عمر في حيرة لدرجة جعلته يقول لنفسه غبيّ من تفكيره في ذاك ولكنّه فكّر بشكل منطقيّ الآن...........فلا شيء مستحيل!
قرّر ترك هذه الأفكار لوقت لاحق وإبعادها الآن...سوسن فقط متوتّرة لأنّ هناك شيء كاد يخرج ولكنّه عاد من لسانها إلى الدّاخل وذلك جعل نبضاتها تسرع...تنهّدت بعمق..وبدأت بالنّظر للأمام..

وصلا للمنزل وأخيراً لأنّ كلاهما لايتحمّلان التّوتر الذي طغى السّيارة....خرجت بسرعة من السّيارة
سوسن: نتلتقي غداً
عمر: إلى اللّقاء
دخلت إلى المنزل لتقابل أختها ياسمين
ياسمين: سوسن!
سوسن:.......
ياسمين: أين كنتِ طوال اليوم قلقت عليكِ؟
سوسن: خرجت لأرّفه عن نفسي فقط!
ياسمين: لديكِ عادة أن تخرجي بدون علمنا وتغيبي اليوم كلّه ونحن عادي إن قلقنا
سوسن: لما سأقول ياسمين طبعاً لن تمنعوني!
ياسمين: لوحدكِ؟ أم كان معكِ أحد!
سوسن:......وحدي
ياسمين: امممم......سؤال؟
سوسن: إسألي
ياسمين: عمر
نظرت إليها سوسن بتوتّر
ياسمين:...أتتقبّليه بشكل جيّد الآن؟
سوسن: اا....نعم، أتقبّله، عادي
ياسمين:..........
سوسن: سأصعد لغرفتي
ياسمين: ليديا تدعونا لبيتها لأنّها ستقيم حفلة مبيت، أتذهبين؟
سوسن: لن أفوّت
ياسمين: حسنا هيّا بسرعة إذاً، لديكِ ساعة وتكوني متجهّزة
تومئ برأسها: حسناً

بعد الإسحمام خرجت سوسن من الحمّام وارتمت على سريرها وإستلقت على ظهرها، لازال روب الحمّام عليها، وشعرها لم يتمّ تجفيفه بالكامل...فالشّيء الذي بداخلها أوقفها...يجعلها طوال الوقت تفكّر فيه، ويجعلها قلقة ولكنّها لا تعلم من أيّ ناحية، شبكت كلتا يديها ببعضها فوق بطنها وهي تنظر للسّقف بعقدة على حاجبيها.
تتمتم سوسن: أصبح كلّ تفكيري!.....أن يكون معي أصبحت كلّ رغبتي...أعلم أنّه يحمل مشاعراً تجاهي ولكن ليس هذا ما يُشغلني.......أنا حقّا تجاوزت حدودي بتفكيري ورغبتي ولكن لايمكنني فعل شيء لأنّني بشكل لا إرادي وقعتُ بين حبّ وإعجاب لا أعلم سبيل الإفصاح بهما! توجد بداخله مشاعراً تجاهي ولكن يُقلقني أنّني لا أعلم ماهي، خائِفة أن تكون فقط إعجاب!
بعد تفكير دام لدقائق قليلة تنهّدت سوسن بعمق وقامت من إستلقائها...أكملت تحفيف شعرها وإرتدت ملابساً لاتبرد بداخلها في هذا الجوّ، أخذت بيجامة نومها وبعض المستلزمات لهذه اللّيلة ونزلت للأسفل بينما كان عمر في منزله على مكتب غرفته وسط تلك الكتب والحيرة أخذت عقله...
قطع تفكيره العميق ذاك صوت صرب
صرب: أخي لما لا تجيب هل تعلم من متى وأنا هنا أنادي؟
عمر: ماذا تريد ياصرب؟
صرب: مابكَ؟
عمر: لا شيء...
جلس صرب على كرسيّ بجانب عمر
صرب: أخي..هل أنتَ بخير؟
عمر: نعم
ينظر للكتاب الذي أمامه فقط، ويكتب.
صرب: منذُ أيام وأنتَ تشرد هكذا هل انتَ مريض؟
عمر: بخير..
صرب: ولما إجاباتكَ هكذا قصيرة؟
رفع عمر نظره ناحية صرب وقال: ألا تراني أدرس؟
صرب: لا أظنّ كل هذا ستفعله الدّراسة! هل هناك شيء يِشغلك؟
عمر: صرب كفّ عن الأسئلة واخرج
صرب: لن أخرج حتّى أعلم فأنا أخوك ياهذا يجب أن أعلم مايضايقكَ؟
يواصل الكتابة بدون ردّ...
صرب:...أيقلقكَ حالنا هذا؟..هل أنتَ حزين لأنّنا فقراء وأنّك لاتملك مال ولا تسطيع تعييشي؟
ينظر إليه فقط..
صرب: أجب....لا تصمت هكذا أرجوك أفرغ كلّ مابداخلكَ ولا تبقى هكذا.....أنتَ كلّما تحزن تخبّأ نفسكَ بين الكتب والدّراسة ولا تقل شيء، أنتَ كتوم لدرجة أنّك حتّى إذا تألّمت لاتقول..!
لازال ينظر، بتلكَ النّظرات...
صرب: أعلم كلّ هذا فعيناكَ تتكلّم، أرجوك أخي ولو لمرّة واحدة....أعلم أنّك لاتفضفض ولن تفضفض بسهولة ولكن ألن أحظى بهذا أبدا؟..أخ لأخ؟
أعاد عمر نظره للأسفل وبصوت هادئ: لايوجد شيء..
تنهّد صرب...قال: حسنا..، وقف وأكمل كلامه: سأترككَ ولكن إعلَم أنّكَ تتحمّل شيء يفوت طاقتكَ، ستتضرّر كثيراً من هذا........تصبح على خير.
خرج من الغرفة وأقفل الباب....أنزل عمر القلم وأقفل الدّفتر بهدوء...هادئ جدّا بينما داخله العكس، صراعات كثيرة بداخله، لا يعلم لأيٍّ سيهتم....حالته تجعله يبقى صامتاً...كلّ شيء بداخله متردّد...ولايوجد شيء يفرحّه....حالته الفقيرة هذه، تجعله عاجزاً مع حبّه المستحيل ذاك...خصوصا الحبّ فهو يجعله يتألّم...فقره وحبّه يصنعان له ضِعفا داخلي يدمّره شيئاً فشيئاً ولا يفعل شيء...هل من المعقول أن يحبّ الإنسان إنساناً هانه آلاف المرّات؟ وأن يحبّه أكثر رغم علمه أنّه لن يكون من نصيبه؟...أن يحبّه لدرجة التّعلق مع أنّه مجرّد سائق لديه؟،...رغم ذلك فحبّه مختلفاً وربّما عِشقاً...عاشقاً لفتاة يفكّرها هو أنّها ببداية تقبّلها بينما لم تكن تختلف رغم حبّه هو الأكبر...

لِيَكونَ الحُبُّ مَلْجَأُناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن