الجزء 17

645 28 59
                                    

هذا البارت قصييييير جدّا وفيه حدث واحد بس والله كسلاااااااانة جداااا😭😭😭😭😭
قراءة ممتعة✨🌚

ـــــــــــــــــــــــ

شهر ونصف مرّ
تغيّر الطّقس..لم يعد الجوّ السّاخن الذي يجعل سوسن تتأفّف لأن فصل الصّيف قد رحل،...وقد بات فصل الخريف يُظهر ألوانه الجميلة ويُسقط أوراقه الملوّنة من الأشجار،..أصبحت أجوائه هادِئة.....تتغيّر لون السّماء أحيانا فتصبح مغيّمة وتجعل الطّقس بارد، يكون ذلك جميلاً جدّا...

تكون سوسن على سريرها غارقة في النّوم، يضرب ضوء الشّمس الخفيف جدّا المنبعث من الزّجاج وجهها ولكنّها لم تنزعج من ذلك ولم تُبدي أي ردّة فِعل لأنّ السّت أسابيع الماضية من الّدراسة قد أتعباها حقّا لدرجة أنّ لاشيء يمكنه إيقاظها الآن...ياسمين في عملها وعاكف أيضا في عمله والخادمة لديها إجازة اليوم والسّاعة الواحِدة ظهراً، عمر فقط المتواجد في الأسفل، يجلس في الحديقة مع الكتب يدرس وأمامه على الطّاولة شاي،..
في غرفة سوسن بينما تواصل نومها بعمق، يبدأ المنبّه بالّرنين وهذه المرّة الألف التي يرنّ فيها ويبدو أن سوسن لم تكن تستجب له...ولكن الآن وأخيراً، قد بدأت تفتح عينيها، تفتحها أكثر كلّما أدركت أنّ هذا الصّوت المزعج بجانبها الآن، وهاهي قد تذكّرت أنّه المنبّه، رفعت ذراعها بكسل شديد وأسكتت المنبّه بضغطة واحدة..
سوسن بصوت ناعِس: اففف...افف ألن تدعوني أنام!
رفعت الهاتف ونظرت إليه، رغم الضّباب الذي كان بعينها بسبب النّوم ولكنّها استوعبت الرّقم بعد النّظر إليه لمدّة دقيقة
سوسن: أحقّاً الواحدة؟!...اففف
أنزلت الهاتف وجلست بكسل، مسحت وجهها وفركت عينيها بإصبعيها لترى جيّدا..ثمّ نهضت، ذهبت مباشرة إلى الإستحمام...خرجت عندما انتهت وارتدت ملابسها..
هذا اليوم توجد نسمات باردة قد تصيب سوسن لذلك إرتدت المناسب

هذا اليوم توجد نسمات باردة قد تصيب سوسن لذلك إرتدت المناسب

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

سوسن: يا إلهي...جائِعة جدّاً
نزلت إلى الأسفل، المنزل هادئ جدّا...لابدّ من أنّه لا أحد يوجد هنا، الكل في عمله والخادمة في إجازة..
اليوم يوم الأحد لذلك لدى سوسن إجازة..
سوسن: اليوم سأرتاح من الدّراسة ولكن أحقّا لن آكل؟
قالتها بملامح حزينة ثمّ غطّت وجهها بكلتا كفّيها مبدية إستيائِها من ذلك: افففف
توجّهت إلى المطبخ، فتحت الثّلاجة لعلّها تجد شيئاً مجهّز ولكن كلّ شيء بارد وهي لاتريد ذلك..
فكّرت قليلاً ماذا ستفعل ثمّ...
سوسن: هل أقلي البيض.....لن أفهم
ظلّت تنظر قليلاً إلى البيض الذي في الثّلاجة، محتارة..
سوسن: اففف...سأجرّب ماذا سيحدث
أخذت من الثّلاجة بيضتان، وبدأت تبحث عن المِقلاة..تدوّر بعينيها على المطبخ لأنّها بالتّأكيد لاتعرف مكانها، بدأت بفتح الخزانات..
في الحديقة لازال عمر بمكانه، ولكنّه ينظر للجهة اليمنى التي يوجد بِها المطبخ...ينظر ويضحك بخفّة مستغرباً من ذلك لأنّ الذي يعرفه أن سوسن لاتفهم في المطبخ أبدا، ولكنّها ربّما ستنفّذ كلام قالته ذات يوم، أنّها ستجرّب...وبعد معاناةٍ في المطبخ قد وجدت سوسن المِقلاة بعد تركها للخزانات مفتوحة
ينظر لها تتكلّم مع نفسها فيضحك أكثر
سوسن: أحقّاً مقلاة تحتاج كلّ هذه المعاناة؟ فكيك الطّبخ يالله ساعدني!
أنزلت المقلاة على المنضدة وبجانبها البيضتان ووضعت كلتا يديها على خصرها قائِلة: وماذا سأفعل الآن؟....هل سأكسر البيض وأضعه على المِقلاة فقط؟
فكّرت قليلا ثمّ رفعت يديها وبدأت تجمع شعرها، ربطته بالرّبطة التي كانت على يدها، رفعت أكمام القميص وغسلت يديها ثمّ عادت إلى أمام المقلاة والبيض....نظرت سوسن إلى جهة اليسار لتجد عمر، ظلّت تنظر إليه قليلا ثمّ أعادت أنظارها للأمام
سوسن: سيضحك عليّ الآن...ليضحك ماذا يوجد..
وضعت المقلاة على الغاز، حملت البيضة وبدأت تضربها على طرف المقلاة ولكن الذي حدث أن البيضة انكسرت بسرعة ونزلت إلى المقلاة، نزلت أيضا بعض القشرة ولكن سوسن بدأت بإيزالها بسرعة
سوسن: اففف يعععع....
كسرت البيضة الثّانية بسرعة وغسلت يديها من ذلك الشيء المقزّز
سوسن: حسنا الآن سأنتظرها فقط
وقفت سوسن وبدأت بإنتظارها..خمس دقائِق وسوسن تنتظر، وفجأة عندما لتراها، وجدت أنّها قد بدأت بالإلتصاق وهناك بعض الإحتراق على أطرافها..
سوسن: مابِها هذه؟
أخذت أداة التّقليب وبدأت بلمس البيتان ولكنّها قد التصقت حقّا بدأت بإيزالها وعندما رأت أسفلها وجدتها احترقت
سوسن: غير معقول ماهذا؟
قرّبت إصبعها ولمست البيضة فاحترق إصبعها
سوسن: اه..
أخذت سوسن منديل وضغطته على إصبعها ولكن المنديل لامس النّار واشتعل كلّه، رمته بسرعة على المقلاة وبدأت بالصّراخ
سوسن: بالله ماذا يحدث؟ ماهذا؟
حاولت فعل شيء ولكنّها لم تستطع الإقتراب حتّى لأنّ النّار كانت مرتفة وقد اعتلت للأعلى
رأى عمر ذلك لذا ركض بسرعة وفتح الباب الزّحاجية
سوسن: عمر بسرعة بسرعة...بسرعة أطفئها
عمر: ماذا فعلتي؟
تصرخ: لم أكن أعرف أن هذا سيحدث
عمر: حسنا إبتعدي...
رجعت سوسن للوراء، إقترب عمر ببطئ وأطفأ الغاز بمنديل كان في يديه والحمد للع أن ذلك المنديل أيضا لم يشتعل بالنّار
فتح الصّنبور وبلّل المنديل بالماء..ومن بعيد قليلاً رماه على المقلاة ليطفأ النّار قليلا..ثمّ حمل عمر المقلاة ووضعها على المغسلة وفتح الماء
وضعت سوسن يدها على قلبها لأنّه كان ينبض بقوّة خوفاً من ذلك: اووه...الحمد لله
عمر: ماذا كان سيحدث لو لم أكن هنا؟
سوسن:..لا أعلم قلت لم أقصد..
أخفضت نبرة صوتها: الحمد لله أنّكَ موجود..شكراً
كان ينظر إليها...
سوسن: سأنظّف المطبخ
عمر:....لننظّفه معاً
نظرت إليه:....حسنا، سأكون مسرورة
عمر: نبدأ؟
أومأت بالإيجاب: نعم
عمر: حسنا، أعطني كيس لأجمع هذه
أعطته كيس صغير وبدأ عمر بجمع كسور البيض..
عمر: لم تضعي الزّيت على المقلاة صحيح؟
سوسن:..لا...هل يوضع؟
عمر: يوضع
سوسن: لم أكن أعرف
عمر: لا بأس...عرفتي الآن
سوسن: لأمسح المنضدة لأنّني حرفيّا أفسدتها بالبيض
تقدّمت سوسن وبدأت تمسحها...
عمر: وأنا لأغسل المقلاة، يبدو أنّها احترقت
تضحك سوسن
يغسل عمر المقلاة...وعندما يتحرّك يضرب جبينه بباب الخزانة التي تركتها سوسن مفتوحة
عمر: اي
يضع كفّه على جبينه ويثني جسده
سوسن: عمر...
ذهبت إلى ووقفت أمامه مباشرة: عمر هل أنتَ بخير؟
عمر: بخير
سوسن: دعني أرى
وضعت يدها على يده وأزالته من جبينه لتجد جبهته قد أصبحت حمراء
سوسن: هل تألمت؟
عمر: لا
سوسن: ولكنّها حمراء لنضع عليها الثّلج
عمر: لا داعي لذلك
سوسن: بلى..سأجلب الثّلج
فتحت الثّلاجة وأخرجت منها قطعة ثلج مغلّفة بكيس
عمر: لما تتركين هذه مفتوحة أساسا
سوسن: نسيتها
أغلق عمر كلّ الخزانات
عندما أتت سوسن بالثّلج لاحظ عمر أن إصبع يدها يغلبه اللّون الأحمر ويوجد فيه علامة حرق
أخذ من يدها الثّلج: هل حرقتي يدكِ؟
سوسن: نعم ولكن لايهمّ
عمر: يهم، سيظلّ يؤلمكِ لذا لنضع له ثلج
سوسن: عمر لا أريد
عمر: ليس بإرادتكِ هيّا، مدِّ يدكِ
سوسن: سأضعه بنفسي
لم يهتم لكلامها فأخذ يدها بنفسه، تفاجأت هي من ذلك، ولكن طريقته لفعل ذلك وإهتمامه قد أثار إعجابها حقّاً..
خطى عمر نحو الطّريق ويد سوسن لازال بين يده، كان يأخذه معه وسوسن تتبعه وهي فقط تنظر إليه....جلسا على كراسي المنضدة..
سوسن نبرة منخفضة: عمر...إنّه جرح صغير دعكَ منه
لم يهتمّ لكلامها، قال وهو ينظر إلى إصبعها وعلى حاجبه تلكَ العقدة: لقد أخرج علامة الحرق أنظري...لايجب أن يبقى هكذا
بينما يواصل عمر وضع الثّلج على إصبعها، تنظر إلى وجهه هي بابتسامة خفيفة وقلبها تتسارع نبضاته مع كلّ لمسة منه، ليس ذنبها أن يحدث ذلك لأنّ الذي يداوي يدها الآن يسرق قلبها ببطئ ويسحبه إليه..تغرق أكثر وأكثر، قريبة أن تقع في تلك الحفرة بالكامل...أن تقع بحبّ الطّبيب المستقبلي، لا أحد يعرف، لاهي ولا هو، يمكن أن يصبح طبيب قلبها ويداويه ببعض من الحبّ..
لقد كان وسيماً جدّا خصوصا وهو قريب منها، ورائحته تدخل إلى أنفها فتغرم بها سوسن أكثر..
فجأة..تبدأ سوسن بالإقتراب، تقترب وتقترب أكثر..بمّ عندما تتوقّف تنظر إليه وهو يبادلها النّظرات، كانا قريبين..مسافة صغيرة بين وجوههما...نظرت سوسن قليلاً وعندما أدركت أنّها قد تورّطت وستخجل من الرّجوع إلى الوراء في هذه اللّحظة، ترفع يدها وتضعها على جبينه بخفّة..تمرّر إبهامها وهي تحاول تجاهل ذلك، لأتّ هو كان ينظر إليها ويحرّك عينيه على وجهها كلّه وذلك ماجعلها تخجل أكثر وأكثر ففعلت نفسها منشغلة بجبينه
سوسن: ضع له أيضاً
لم يجبها...عندما لم يجبها أخفضت نظراتها للأسفل والتقت مع نظراته..عمقت نظراتهم حتّى أصبحت أعمق ولكن عمر قطع ذلك بنهوضه....إن ظلّ أكثر فنبضات قلبه صوتها سيُسمع لسوسن ولكن لم يكن ذلك مختلف عنها لأنها أيضا كذلك...ماذا أصابهما حتّى أصبحا هكذا؟..سوسن ليست متأكّدة إذا بدأت تحبّ أم لازالت أمّا عمر فهناك علامات كثيرة تأكّد ذلك..
سوسن: تنهض سوسن من على الكرسي
سوسن:...شكرا لكَ، على كل شيء  فعلته الآن
عمر: العفو...وإن أردتي الأكل لاتحاولي الطّبخ
كان ينظر إليها وهو يحاول عدم النّظر
سوسن: الجوع ذهب أساسا...مع الخوف لم أعد جائِعة
عمر: جيّد...سأخرج
خرج عمر بدون إنتظار إجابتها
تنهّدت سوسن وهي تتبع خطواته بعينيه..

لِيَكونَ الحُبُّ مَلْجَأُناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن