34

119 8 0
                                    

"آه..."

قفزت ومددت يدي نحو الرجل الذي قفز في الماء، ولكن عندما رأيت كيان قد صعد إلى السطح، جلست مرتجفًا.

عندها فقط رأى كيان وجهي الشاحب وسبح إلى الشاطئ.

"لماذا تفعلين ذلك؟

"لا، أنا مندهش".

بدا وكأنه لم يكن لديه أي فكرة عن سبب دهشتي.

"ألا تعرفين السباحة؟"

"لأن الماء خطير."

"إنها ليست خطيرة. الناس يولدون بالفطرة ليعوموا."

"لأن بحيرة فالموند متجمدة إذا انكسر الجليد وسقط أحدهم، فلا توجد طريقة لإنقاذه."

وبينما كنت أتلعثم بصوت مرتجف، تنهد كيان.

"الجو حار في روين والماء ليس باردًا جدًا. منذ صغري وأنا في الماء وألعب في الماء."

"منذ أن كنت صغيراً؟"

"منذ أن كنت طفلاً صغيراً؟"

"كذبت."

ضحكت بهدوء.

"تعال هنا."

مدّ كيان يده.

"تعال أنت أيضاً."

"لا أحب ذلك. إنه مخيف."

"لا بأس. إنه ليس مخيفاً. إنه ليس بهذا العمق."

"إنه عميق!"

كان الماء في البحيرة يصل إلى صدر كيان، بحيث لو نزلتُ فيه لاضطررتُ إلى رفع كعبيّ حتى يكون تحت رقبتي، وكان عمقه كبيرًا لدرجة أنني بدوتُ وكأنني في مياه عميقة.

"عندما كنت مريضًا، كنت تبدو جريئًا بما يكفي لمواجهة الموت، لكنك كنت جبانًا".

"أستميحك عذراً؟"

بدا الرجل الذي كان يشد حاجبيه كالمعتاد اليوم سعيدًا جدًا في عينيه.

"السباحة. سأعلمك."

لكنني لم أستطع أن أقع في مثل هذا الاستفزاز.

هززت رأسي.

"هل أخرج لألحق بك؟"

"ليس هناك حاجة لتعلم أي شيء."

"ولكن ما الذي لن تتعلميه إذا أتيحت لكِ الفرصة؟ ألستِ دوقة خاملة ليس لديها ما تفعله على أي حال؟"

"ستصبحين أكثر انشغالاً الآن."

"لا أعتقد أنك ستصبحين أكثر انشغالاً قبل انتهاء مهرجان الخريف."

وبينما كان كيان يمسك بذراعي، أمسكتُ بكلتا يدي بالعشب النابت على الأرض.

ربما أصابه ذلك بالذهول، لكن الرجل ارتسمت على وجهه فجأة نظرة حائرة.

"اخلع ملابسك."

"حتى لو لم أتعلم السباحة...."

"إذا قررتِ الاستمرار على هذا المنوال، ستضطرين إلى التبلل طوال الطريق إلى القلعة، أليس كذلك؟"

Falling for the Enemy | إنجاب طفل العدو حيث تعيش القصص. اكتشف الآن