17- هدية مفاجئة

514 56 38
                                    

انتشر الخبر بسرعة بين موظفي أرڤيس أن ليلى، الفتاة التي كان السيد ريمر يعتني بها، قد دُعيت إلى حفلة في القصر. عند سماعهم بذلك، كان معظمهم في البداية غير مصدقين، ثم شعروا بالتعاطف مع ليلى المسكينة. جميع الموظفين الذين عملوا في أرڤيس لوقت طويل كانوا يعرفون أن السيدة كلودين تعامل ليلى كما لو كانت جروها.

"هذا بيني وبينكم فقط، لكنني لا أفهم لما النبلاء قساة جداً." قالت الشيف مونا. بمجرد أن سمعت الخبر ركضت إلى كوخ بيل لتخبره به. كانت لا تزال تتنفس بصعوبة.

صُدم بيل الذي كان يستريح في الظل ليهرب من حرارة الظهيرة عندما سمع الخبر.

"يدّعون أنهم مراعون،" تابعت مونا قائلة "و لكن تخيل كم سيكون الوضع مرعباً بالنسبة لليلى."

"ليلى لن تشعر بالرعب من حفلة." أجاب بيل "كل ما عليها هو الحضور، والتحدث قليلاً، ثم العودة إلى المنزل."

"أوه، بيل. لا تعرف ما تتحدث عنه. لما الرجال دائمًا جهلاء هكذا؟!"

شاعراً بنظرة مونا الحادة، حك بيل مؤخرة عنقه و أطفأ سيجارته.

"أعتقد أنه يجب علينا أن نعلمهم درساً." قالت مونا

"هاه؟ ماذا تقصدين بذلك؟"

"أنت تعرف ما أعنيه، بيل. لنرسل ليلى إلى الحفلة وهي ترتدي ملابس فاخرة جداً تجعل هؤلاء النبيلات يشعرن بالغيرة."

"و لكن، هل هذا حقاً ضرورـ "

"هيا، بيل. ماذا كنت تتوقع أن ترتدي؟ زي المدرسة الخاص بها؟"

"ما المشكلة في ذلك؟" تساءل بيل، متفاجئاً من حماسة مونا.

نقرَت مونا بلسانها وهزت رأسها قائلة "انظر، بيل. بعد كل هذه السنوات، ألا تعتقد أنه يجب عليك أن تعرف كيف تعتني بابنتك؟"

"ماذا تقصدين بابنتـي؟ إنها ليست ابنتي. ما زلت أفكر إلى أين أرسلها..."

"بالطبع تفكر. ستفكر في ذلك يوم زفافها، و ستفكر في ذلك عندما تحمل طفلها الأول، و حتى عندما تكون راقداً في تابوتك."

"ماذا تفعلين بالحديث عن الزواج؟ إنها مجرد فتاة! أنت تتحدثين هراءً."

رأت مونا أن بيل بدأ يغضب، فتحدثت بنبرة أكثر لطفاً "تقول إنها ليست ابنتك، و مع ذلك رد فعلك هكذا؟ لا أفهمك حقاً، بيل."

"إذا كنتِ ستستمرين في هذا الحديث السخيف، يمكنكِ المغادرة."

"هيا، لنشتري لها فستاناً جميلاً، بيل. كهدية مفاجئة. الفتيات يحببن الفساتين - تخيل كم ستكون سعيدة!" ثم أضافت بنبرة آمرة "ليلى ليست من النوع الذي يطلب فستاناً، وأنت بالتأكيد لست من النوع الذي يتخذ المبادرة لشراء واحد لها، لذا سأضطر للتدخل والمساعدة."

ابكي ، أو بالأحرى توسليحيث تعيش القصص. اكتشف الآن