عندما رأى كايل ليلى قادمة عبر ممر الغابة نحوه، انتشرت ابتسامة دافئة على وجهه كأشعة الشمس الغاربة "ليلى!"
كانت تركز على قدميها أثناء المشي، ولكن عندما سمعت صرخته بإسمها، رفعت نظرها فورًا. اتسعت عيناها عندما رأته. شعر بحبٍ لا حدود له عندما رأى سرعتها تزداد وهي تبتسم له.
"متى وصلت هنا؟" سألته.
"منذ قليل. ذهبت إلى الكوخ، وقال بيل أنك قد طُلبت للذهاب إلى القصر، فظننت أنني سآتي لإنقاذك."
"إنقاذي؟"
"من الواضح لماذا طلبتِك السيدة كلودين، أليس كذلك؟"
"لم يكن كذلك اليوم" ابتسمت و بدأت بالمشي مرة أخرى.
بمواكبة خطاها، بدأ يسير بجانبها.
"ولم تكن السيدة كلودين هي من طلبتني. بل كانت الدوقة الكبرى"
"الدوقة هيرهارت؟ هي من طلبتكِ؟"
"نعم. هنأتني لدخولي الجامعة، وسألت إذا كان هناك أي هدية أريدها."
"ماذا قلتِ؟"
"أنني لا أريد شيئًا، وأنني ممتنة فقط لأنهم سمحوا لي بالبقاء هنا."
"هذه اجابة شبيهة بليلى" قال ضاحكًا على ردها المتوقع.
مد يده بخلسة ليمسك بيدها. على عكس السابق، لم تبدُ متوترة عند قبول يدها في يده. هذا التغير الطفيف في سلوكها جعله يشعر بسعادة كبيرة.
سارا يدًا بيد على الطريق المألوف، يتحدثان عن الأمور المعتادة؛ ما كانا سيفعلانه في ذلك اليوم، الحلقة الجديدة من رواية الجريمة في الصحيفة، وخططهما لفصل الصيف.
سرعان ما حل الغسق. أصبحت الغابة مظلمة بسرعة، واستغل كايل الظلام ليجمع شجاعته.
ضاغطًا يدها، جذب ذراعها. فقدت توازنها للحظة، ثم استقرت بظهرها على جذع شجرة كبيرة على جانب الطريق. وقف أمامها. حدثت الحركة في ومضة، لكنه شعر أنها كانت دهرًا.
"كايل؟" قالت بصوت خافت ومرتجف. كان لون شفتيها القرمزي واضحًا حتى في الغسق.
أغمض عينيه بإحكام، وجمع كل شجاعته، ومال نحوها. فورًا شعر بدفء بشرتها على شفتيه. ولكن بشكلٍ غريب، كان الإحساس مختلفًا عما توقعه.
فتح عينيه، وانفجر في الضحك مما رآه. لقد قبَّل للتو ظهر يدها. كانت تنظر إليه بيدها مغطاة على فمها، و وجهها متورد.
"هذا النوع من الأمور يبدو غريبًا بالنسبة لي، كايل" تمتمت. "إذا فعلنا هذا النوع من الأمور، يبدو و كأننا نقوم بشيء سئ، وأنا لا..." ترددت، ثم خفضت عينيها. كانت رموشها الطويلة والشقراء تشير لأسفل.
ألا تظنـين أن ما تفعلينـه أسـوأ؟ أراد أن يسألها، ولكنه كبت نفسه، وبدلاً من ذلك، نظف حلقه. كانا خديه حمراوين تمامًا مثل خديها. "آنسة لويلين، إذا كنتِ لا تعرفين كيف تُقبِلين، فماذا تعرفين؟"
أنت تقرأ
ابكي ، أو بالأحرى توسلي
Romanceيتيمة في سن مبكرة، تشعر ليلى لويلين بأنها أسعد فتاة في العالم بعد أن انتقلت للعيش مع عمها بيل، البستاني الذي يعيش في عقار أرڤيس الخلاب في إمبراطورية بيرغ. بالنسبة إلى ليلى، تبدو أرڤيس كالجنة؛ فهي تحب استكشاف الغابة الواسعة، دائمًا ما تحمل دفتر ملاحظ...