14- أرغب بها

664 49 28
                                    

تململت ليلى بضعف بينما كان ماتياس ينظر إليها.

تتـصرف وكأنـها قويـة، لكن في أعماقـها هي جبــانة، فـكر وهو يسترجع ذكرياته عنها منذ كانت صغيرة. نهض وسار نحوها، متوقفًا عندما كان على بعد خطوة واحدة منها.

نظرت إلى يده ورأت أنه كان ممسكًا بما كان بلا شك نظاراتها. بالكاد استطاعت أن تصدر صوتًا، قالت بصوت خافت، "أنا... آسفة"، معتذرة بلباقة رغم الغضب الذي كان يشتعل في عينيها. "لم أتوقع أن تكون هنا، سموك. أنا حقًا آسـ-"

"هل تظنين أنه كان سيكون لا بأس بالأمر لو أنك اقتحمت هنا لو لم أكن موجودًا؟" سأل، مائلًا برأسه قليلاً.

كانت عيون ليلى الكبيرة والحمراء تزداد رطوبة في كل مرة ترمش فيها. كانت على وشك البكاء، لكنها حافظت على وضعية واثقة.

"كـ...لِص؟" سأل بنبرة ساخرة هادئة.

كانت وجنتاها الورديتان مرئيتين حتى في الظلام. "كنت فقط أريد استعادة ما هو ملكي"، قالت.

"آه، تعنين هذه؟" سأل، ملوحًا بالنظارات.

أخذ الاحمرار في وجنتيها يملأ وجهها بالكامل، حتى أذنيها. "نعم"، أجابت بثقة. "نظاراتي، التي قمت بإخفائها."

انـظـر كـم ترتـعــش.

بينما كان لا يزال ممسكًا بالنظارات، توجه نحو النافذة. كانت النافذة التي رمى منها قبعته إلى النهر.

"لـ...لا!" صرخت، وهي تلحقه. "أعدها! من فضلك!" انزلق الشال من كتفيها وسقط على الأرض. وضعت ذراعيها بشكل محموم على صدرها لتغطية الفتحة العميقة في ملابس نومها.

"أليس من السخيف قليلًا أنك تصنعين ضجة حول رؤيتي لك في تلك الملابس، بينما انتِ رأيتِ كل جزء من جسدي؟" سأل، مبتسماً بسخرية.

الآن كان عنقها أيضًا أحمر ساطع. "ذلك لم يكن خطئي!" أصرت، وهي تهز رأسها بخوف. "لم أرد أن أراك هكذا، ولم يكن هناك ما يمكنني فعله بشأن-"

"هل تظنين أنني أردت رؤيتكِ هكذا؟"

"ماذا؟ آه... أنا آسفة. لم أعني ذلك هكذا." بسرعة، أخذت الشال ولفته حول كتفيها وصدرها.

ضحك برفق على تعبير وجهها الذي بدا نصف مجنون. "لماذا تتصرفين فجأة وكأنك سيدة؟ كنتُ أعتقد أنك قلتِ أنكِ لست سيدة."

"مهما كنتُ أنا، أنت سيدٌ نبيل، سموك"، ردت بغضب، محافظة على التأدب، دون التراجع.

ضحك بخفة مرة أخرى. "حسنًا..." توقف عن الضحك وتحدث بصوت أكثر هدوءًا. "من يدري - ربما لستُ سيداً نبيلاً بعد كل شيء."

"لـ..لا!" صرخت بإلحاح بينما ربطت أطراف الشال في عقدة مشدودة أمام صدرها. "أنت سيد نبيل!"

"حقًا؟"

ابكي ، أو بالأحرى توسليحيث تعيش القصص. اكتشف الآن