مرّت الأيام سريعًا في منزل عائلة ويزلي، حيث كان الجميع يستعدّون للعودة إلى هوغورتس. مع بقاء أسبوعين فقط، كانت الأجواء في "الجحر" مليئة بالضحك والفرح، خاصة مع اقتراب العودة إلى المدرسة واللقاء بأصدقائهم القدامى. رون، هيرمايني، وجيني كانوا يستغلون كل لحظة للاستمتاع بأيام الصيف الأخيرة، يتحدثون عن توقعاتهم للسنة القادمة وما ستخبئه من مغامرات.
ولكن في وسط هذه الأجواء المبهجة، كان أمير يشعر بعبء ثقيل يكتم أنفاسه. كان الجميع يلاحظون ابتساماته الضعيفة، والطرق التي يحاول بها إخفاء ألمه، ولكن لم يستطع أحد منهم أن يفهم تمامًا ما كان يمر به.
يده اليمنى، التي كانت ملفوفة بضمادات بيضاء، كانت مليئة بالندوب التي خلفتها النيران. تلك الجروح لم تكن مجرد إصابات جسدية، بل كانت تذكارًا دائمًا للصراع الشرس الذي واجهه مع فولدمورت وكريغان. في كل مرة يحاول فيها تحريك يده، كانت تنبض بالألم، وكأنه يتلقى تعذيبًا متجددًا يذكّره بضعفه في تلك اللحظة الحرجة. كان بالكاد يستطيع الإمساك بالعصا السحرية دون أن يشعر بوخز الألم في كل حركة.
ولكن لم يكن هذا الألم الجسدي هو ما يعذبه أكثر. كانت الليالي أشد وطأة عليه. في كل ليلة، وعندما يغمر الظلام الغرفة، كان يجد نفسه محاصرًا في كوابيس مرعبة. في تلك الأحلام، كان يرى اللورد فولدمورت وكريغان، وجوههم مليئة بالشر والانتقام، وهم يقفون فوق جثث أصدقائه. جورج، هاري، رون، هيرمايني… كانوا جميعًا هناك، ولكنهم لم يكونوا أحياء. كانت عيونهم مفتوحة، مملوءة بالخوف، ولكن أرواحهم كانت غائبة.
كان حلمه يتكرر كل ليلة، وكأنه يعيد مشاهدة شريط ذكرياته المظلمة. كان يرى جورج يسقط أمامه، مضروبًا بتعويذة قاتلة، وهاري يقف عاجزًا أمام قوة فولدمورت، ودماؤهم تغرق أرضية المعركة. كان يستيقظ متعرقًا، يلهث من الرعب، وعيناه تبحثان في الظلام عن أي أثر للحقيقة.
كان أمير يشعر بالذنب. "لو كنت أقوى… لو كنت أسرع…" كانت هذه الأفكار تلاحقه باستمرار. كان يحاول إقناع نفسه بأن ما حدث في الماضي لا يمكن تغييره، ولكن تلك الأحلام كانت تحطم كل جدار يبنيه لحماية نفسه. كيف يمكنه العودة إلى هوغورتس وهو يحمل هذا العبء؟ كيف يمكنه أن يقف بجانب أصدقائه دون أن يشعر بالخوف من أن يتكرر ما حدث؟
رغم كل شيء، كان يحاول ألا يظهر ضعفه أمام الآخرين. كان يجلس معهم على مائدة الإفطار، يستمع إلى أحاديثهم، يضحك على نكات فريد وجورج، ولكنه في أعماق قلبه كان يشعر بالعزلة. كان يتمنى لو أنه يستطيع التحدث مع أحدهم، لكن الكلمات كانت تخونه في كل مرة يحاول فيها التعبير عن مخاوفه.
عندما كان الجميع يغفون في المساء، كان أمير يقف عند نافذة الغرفة التي يتقاسمها مع رون، يتأمل النجوم المتلألئة في السماء. كان يعرف أن العودة إلى هوغورتس لن تكون سهلة. كان يعلم أن الصراع مع فولدمورت لم ينتهِ، بل على العكس، كان يعرف أنه قد بدأ للتو. وكان يشعر بأن يده المجروحة هي تذكير دائم له بأن الحرب لم تنتهِ، وأن هناك الكثير مما يجب عليه مواجهته.
أنت تقرأ
امير و عالم هاري بوتر
Fantasyكان امير شخص طبيعي حتى في يوم ما تنقلب حياته رأساً على عقب و يدخل عالم هاري بوتر ©جميع الحقوق محفوظة لكاتبه جي كي رولينج