قبل أن يصعدا على الدراجة النارية، توقف هاجريد فجأة ونظر إلى أمير بعينيه الصافيتين. بدت على وجهه علامات الحيرة، فقال: "لكن يا هاري... كيف عرفت اسمي؟ وكيف عرفت عن هوغورتس قبل أن أشرح لك؟"
شعر أمير بارتباك مفاجئ. ورغم إدراكه أن هناك أشياء من المستحيل أن يفسرها، حاول أن يخلق تفسيرًا بسيطًا. تمتم بهدوء: "أمم... لا أعلم بالضبط، ولكن حين كنت صغيرًا، أتذكر أنني سمعت اسمك يرن في أذني... اسم هاجريد كان مألوفًا بالنسبة لي. أما هوغورتس، فقد تلقيت رسالة منهم، عرفت من خلالها بأنني سأكون جزءًا من هذا العالم."
بدت علامات الارتياح على هاجريد، ولكنه سرعان ما تحول إلى الجدية وهو ينظر إلى أمير، وكأنه يفكر فيما سيقوله. عندها قرر أمير أن يسأل السؤال الذي طالما أراد إجابته، وبدت على وجهه لمحة حزن عميقة: "هاجريد... ماذا عن والديّ؟ كيف... كيف ماتا؟ من... من فعل ذلك؟"
تنهد هاجريد وأخذ نفسًا عميقًا، ثم وضع يده الكبيرة بلطف على كتف أمير، وقال بصوت مفعم بالأسى: "إنه أمر صعب يا هاري. لقد فقدتَ والديك على يد شرير يدعى فولدمورت... إنه أسوأ ساحر عرفه عالمنا. قتلهما بدون رحمة، ولكنه لم يستطع قتلك. ترك لك هذه الندبة..." وأشار بإصبعه إلى الجرح على شكل البرق على جبين أمير. "ندبة تشهد على شجاعتك وقوتك، وعلى كونك الناجي الوحيد من هجومه."
رغم أن أمير كان يعرف تلك القصة من قبل، إلا أن سماعها من فم هاجريد بتلك الطريقة أثار فيه مشاعرًا غامرة. شعر كما لو كان الحزن ينغرس في صدره ببطء، ولم يكن الأمر مجرد قصة خيالية بل وكأن والديه الحقيقيين قد قتلا. تغلب عليه شعور ثقيل بفقدان لا يمكن وصفه، وتساءل في صمت كيف استطاع هاري بوتر، الطفل الصغير الذي نجا، أن يتحمل هذا القدر من الحزن.
بعيون حزينة، نظر أمير إلى هاجريد وقال: "شكرًا، هاجريد. لا أعتقد أنني سأنسى هذا الحديث أبدًا."
ابتسم هاجريد ابتسامة دافئة، وربت على كتف أمير مرة أخرى، قائلاً: "تعال الآن، يا هاري. لديك مغامرة جديدة تنتظرك."
صعد أمير خلف هاجريد على الدراجة النارية، وشعر بقبضة قوية تشده نحو عالم جديد ومثير. انطلق هاجريد بالدراجة، وحلّقا معًا في سماء لندن الليلية، الهواء يلفح وجهه، والنجوم تلمع من حولهم. كانت الدراجة تشق السحب، وأصوات الرعد الخافت تتلاشى أمام هدير محرك الدراجة السحري، وعيناه تتأملان المدينة الممتدة تحتهما.
بعد رحلة طيران ليلية ساحرة على دراجة هاجريد الطائرة، وجد أمير نفسه يخطو داخل بنك جرينجوتس العملاق مع هاجريد. كان البنك مليئًا بالأقزام ذات النظرات الحادة التي تفحصت أوراقهم الرسمية. شعور بالغموض أحاط بالمكان، وأحس أمير بالرهبة والدهشة، وهو يتذكر كيف قرأ عن هذا البنك السحري في الكتب التي كان يهوى قراءتها، والآن يجد نفسه حيًا أمام مشهد لم يكن يتوقع أن يراه يوما.
أنت تقرأ
امير و عالم هاري بوتر
Fantasyكان امير شخص طبيعي حتى في يوم ما تنقلب حياته رأساً على عقب و يدخل عالم هاري بوتر ©جميع الحقوق محفوظة لكاتبه جي كي رولينج