الخيانه

57 6 4
                                    

بينما كان أمير يتجه عائدًا إلى القلعة بعد حواره المؤثر مع دراكو، كانت الأفكار تتسابق في ذهنه. ولكنه لم يكن يعلم أن الليلة كانت لا تزال تحمل له مفاجآت أخرى.

عندما مر بجانب حديقة هوغورتس، لاحظ حركة غير طبيعية بين الأعشاب الكثيفة. توقف، ناظراً إلى الحديقة المظلمة، حيث كان هناك شيء يتحرك ببطء. ثم، بلمح البصر، رأى قطة صغيرة ذات عينين تتوهجان بظلمة الليل.

عرف أمير على الفور أن هذه القطة لم تكن عادية. كانت بوس، الساحر الغامض الذي طالما كان يراقبه من الظلال. اقترب أمير من القطة بخطوات حذرة، وكانت نظراته مليئة بالغضب.

"أعرف أنك هنا، بوس!" صاح أمير بصوت منخفض لكنه حاد. "لا تختبئ وراء هذا الشكل. أنا سئمت من ألعابك."

القطة توقفت عن الحركة ونظرت إلى أمير بتحدٍ. كان هناك شيء مرعب في نظرتها، وكأنها تسخر منه. لكن قبل أن يتمكن أمير من قول شيء آخر، بدأت القطة تتحول ببطء. جسدها الصغير تمدد وبدأ يأخذ شكلًا بشريًا طويلًا ومرعبًا.

في لحظات، وقف أمام أمير رجل طويل يرتدي رداءً داكنًا، ووجهه كان مشوهًا بابتسامة خبيثة. كانت هذه هي المرة الأولى التي يرى فيها أمير بوس بشكله الحقيقي.

"ما الذي تريده مني؟" سأل أمير بغضب وهو يتقدم خطوة نحو بوس.

بوس ضحك بهدوء، وصدى ضحكته كان يتردد في الأرجاء. "أنا هنا فقط لأذكرك يا أمير، أن اللعبة لم تنتهِ بعد. لا تزال هناك قطع كثيرة يجب تحريكها."

أمير تقدم أكثر، وعيناه تتوهجان بالغضب. "لن أسمح لك بمواصلة هذه اللعبة. إذا كنت تعتقد أنك ستفلت بما تفعله، فأنت مخطئ."

بوس استمر في الابتسام بتلك النظرة التي تحمل الكثير من السخرية. "أوه، أمير، أنت لا تفهم. الأمور أكبر بكثير مما تتصور."

في تلك اللحظة، اندفع أمير نحو بوس بقبضتيه مرفوعتين. لكن قبل أن يتمكن من الوصول إليه، شعر بقوة هائلة تمسك به وتدفعه بعيداً. سقط أمير على الأرض بقوة، ورفع رأسه ليجد أمامه كريغان، ذلك الكيان الغامض الذي طالما كان يحوم حوله كظلٍ مخيف.

كان كريغان يقف بشكله المخيف، ظله يمتد عبر الأرض وكأنه وحش عملاق. عينيه كانتا تتوهجان بخبث، وصوته كان باردًا وقاسيًا عندما تحدث. "أنت تتدخل في أمور لا تفهمها، أمير."

أمير نهض بصعوبة، وعيناه لم تفارقا كريغان. "لن أدعك تفعل ما تشاء."

كريغان اقترب ببطء، وكل خطوة منه كانت تزيد من الرعب في قلب أمير. "أنت لست سوى قطعة صغيرة في هذه اللعبة، أمير. وكلما حاولت الهروب، كلما وقعت في الفخ أكثر."

ضحك بوس مرة أخرى، وكان صوته يمتزج بصوت الرياح الباردة التي كانت تمر بين الأشجار. "لن تهرب من قدرك، يا أمير."

امير و عالم هاري بوتر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن