3.بِدايةَ الرِحلةُ.

210 30 12
                                    

الشعور المتبادل مريح جداً ،سواء كان بالأهتمام أو بالأهمال، بالحب أو حتي بالكره.

# نزار قباني.

تكسيرك لمجاديف غيرك،لاتزيد أبداً من سرعة قاربك.

# ويليام شكسبير.

.......................................

في الثامنة صباحاً من اليوم التالي كانت تسقي "رودينا" أزهار الحديقة الخاصة بها ،بينما والدتها كانت تُحضر الإفطار، جلست "رودينا" علي المقعد الموجود بالحديقة ومن ثمَّ تذكرت ما حدث بالأمس.

"عودة للأمس".

بعدما أخبرهم "لؤي" بحديثه اتجهت أنظار الجميع نحوه ،كانت نظرات مذهولة ومستنكرة ، نظرت له والدته كأنها تقول له "عن ماذا تتحدث أيها الأبله..!" ، لكن تأكيد "لؤي" لحديثه مره أخري جعلهم يتيقنون أنه لا يمزح حيث قال:

-بتبصوا ليا كدا ليه ،بتكلم جد علي فكرة ،أنا معجب ب"رودينا" من فترة وكنت مستني تبقي في سنة رابعة علشان أقدر أطلب إيدها من خالتو ،وبما إن الظروف دلوقتي مش سامحة إننا نيجي نزوركم ،فقولت أتكلم دلوقتي وخلاص.

ثم استرسل الحديث قائلاً بلهفة:

-مش عايز رأيكم خالص دلوقتي ،عايزها تفكر براحتها وأنا مستني ،هستناها العمر كله لو عايزة كمان ، ولو عايزة بعد الجواز تكمل دراسات أو كدا ما عنديش أي مشكلة.

أول من فاقت من الصدمة كانت "رزان" التي قالت له:

-أنت بتقول ايه يا "لؤي" دا وقته...!

في ذات اللحظة كانت "رودينا" مغيبة عن الواقع، فإبن خالتها الذي بالنسبة لها عبارة عن كائن "لزج" يعيش علي الكوكب معنا ،دائما في طفولتهما ما كان يسخر منها علي شكلها أو ملابسها ،وكان ينعتها بـِ"السمينة " أحيانا، الآن يطلب يديها وكأنه لم يفعل شئ وجعلها تكره طفولتها ،وإن جئنا للحق كان له بعض الفضل في جعلها تحافظ علي ممارسة الرياضة حتي تحصل علي بعض الثقة بالنفس.

ما أن همت "رودينا "أن تجيب عليه وتوبخه بشأن ذلك الأمر "الأبله" الذي يريده هذا الأحمق الماثل أمامها ، كانت والدتها قد تداركت الأمر بسرعة ،بعدما لاحظت احمرار وجه ابنتها مما يدل على شدة غضبها فقالت :

-والله يا حبيبي أنت فاجأتنا، أنت الصراحة ألف واحدة تتمناك ، مهندس ومجتهد وشاب مثابر ،بس أديها فرصة وإن شاء الله هنرد عليك.

- وأنا هستني ردها علي نار، تفكر زي ماهي عايزة.

انتهت تلك الأمسية الغريبة علي ذلك وأصر "لؤي" أنا يوصل خالته وابنتها لكنها أخبرته بأن السائق الذي جائتا معه منتظرهما ، ودعتا "جيهان" وابنتها ،و"رزان"،ثم ركبا السيارة ،وانطلقت نحو وجهتهما "طنطا" حيث مسقط رأس "رودينا" ومنزلهما هُناك.

"القطار ٢٠١" ©Where stories live. Discover now