15.سَعادة قرِيبة.

70 12 1
                                    

"ويظل الرجل يخرج للدنيا بدرعه وسيفه،ولا يهتز لمصائب الدنيا وضرباتها،حتي يُظن أنه صخر لا قلب له،حتي يلقاها هي دون سواها،فيلقي سلاحه ،و يخلع درعه فترى جراحه ....

هي فقط من يأتمنها على جراحه".

# وجدان العلى.

"ثمَّ ننسى الحزن بالحزن".

# البدُّوني.

...........................................

-هو ينفع كدا ،تبقي بنت خالتي بتكتب كتابها وأنا مش موجود،الناس تقول علينا ايه.....!!!

بضعة دقائق ،توقف عندها الزمان ،كانت نظراته نحوها تقطع قلبها بلا رحمه،كانت نظرات كل من بالغرفة مصوبه نحوه،ما بين نظرات شفقه من أختيه ،نظرات خجل من خالته،ونظرات اندهاش من جميع أفراد عائلة "أحمد" ،أول من قطع وصلة الاندهاش تلك كانت "لبني" التي نظرت له بإعجاب، ثم قالت موجهه حديثها إلي "رودينا" :

-مين دا يا "رودينا" مش هتعرفينا...؟!

نظرت لها "رودينا" ،ثم نظرت لـ "أحمد" الذي كان يطالعها بتعجب وكأنه يطلب منها توضيح هذا الأمر السخيف ،ابتلعت ريقها قبل أن تقول بتوجس:

-ما هو قال يا "لبني" يا حبيبتي وهو داخل، علي العموم دا يا جماعة "لؤي القاضي" أخو "جيهان" و"رزان" ولاد خالتي، مهندس ميكانيكا ،وكان مسافر وشكله لسه راجع حالاً...!!

وقف "أحمد" من مجلسه ثم اتجه نحو "لؤي" ،مد يده له حتي يصافحه ،بضعه ثواني ،قبل أن يمد "لؤي" يده هو الأخر ،ابتسامه صغيرة لاحت فوق ثغر "أحمد" قبل أن يرحب به قائلا:

-ازيك يا باشمهندس ،ولا أقولك أبو نسب أحسن..!!

-لأ ،خليها "لؤي" وخلاص مش لازم القاب ، وإن شاء الله لينا قاعدة مع بعض نقعد نتكلم فيها براحتنا.

انتهي الحوار علي ذلك،وتم كتابه عقد القران ،في أجواء متوترة للغاية ،ما بين "رودينا" و"لؤي" ،وايضا "لبني" التي لم تبعد عيناها عن "لؤي" طوال الجلسه،ويبدو أنها قد وجدت ضالتها..!!

............................................

بعد أن ذهب الشيخ،أخذت صديقات "رودينا"يرقصون معها وبالأخص "شذي" التي كانت تريد أن تُخرجها من الحالة التي أصابتها،بينما "أحمد" كان يجلس مغلوب علي أمره ،فهو كان يريد أن يأخذها ليتناولا العشاء في أحد المطاعم الراقية ،لكن والدته ووالدتها أصرتا علي أن يتناولا الطعام مع العائلة ،وأن يخرجا في يوم أخر ، وبعيد عن كل ذلك وتلك الضوضاء كان يجلس في "الشرفة" أخر مكان بالمنزل ومقابلا له كان يجلس صديقه "مازن" الذي كان حزين من اجل صديقه وهو لا يقدر علي تقديم أي شئ له قد يخفف من حزنه هذا،ابتلع "مازن" ريقه ببطئ شديد قبل أن يقول له بنبرة هادئة:

-"لؤي" ،اتكلم قول أي حاجة ،قولي أنت جيت بدري قبل معادك ليه ،أنت جاي إجازة وراجع..؟

نظر له نظره مطولة ،ثم أخذ يقهقه بشدة ،لدرجة أن صوت ضحكاته وصل إلي من في الداخل،ثم اخفض منها رويدا رويد، ومن ثمَّ سعل بخفة قائلاً لصديقه بنبرة ساخرة:

"القطار ٢٠١" ©Where stories live. Discover now