"أخبروا الأشياء المتأخرة...
أن قدومها لم يعد مرحب به،فقد فات أوان اللهفة وأن مجيئها الآن بعد إنطفاء الشغف ،لن يجعلني ألتفت مهما بلغت من جمال...
للإنتظار المفرط ضريبة".# أحمد خالد توفيق.
"أكثر ما يؤلمك عندما تثق في أحد ثقة عمياء ،ويثبت لك هذا الشخص أنك فعلا أعمي".
# نجيب محفوظ.
...............................................
ضربت باب الغرفة بقوة،ثم اتجهت نحو خزانة الملابس وبدأت تخرج منها جميع ملابسها بطريقة همجية للغاية ،كان عقلها علي وشك الإنفجار و إمارات الغضب التي كانت علي وجهها قادرة علي إحراق بلدة بأكملها،دخل هو بعدها الغرفة فوجدها بتلك الحالة ،اقترب منها يحتضنها من الخلف،لكنها أبعدت جسدها عنه سريعاً بنفور ،ابتعد عنها متقبلا تلك الإهانة ثم قال لها بنبرة هادئة يستعطفها بها:-"رودينا" أنت رايحة فين دلوقتي..؟!
أجابته دون أن تنظر له بنبرة حادة:
-رايحة في داهية ،عندك مشكلة..؟!
ابتلع ريقه ببطئ،ثم قال لها بتأسف أشعل غضبها أكثر:
-"رودينا" أنا أسف.،أنا اتعصبت ومقدرتش أمسك نفسي.!
رمت ما كان بيدها من ملابس ،ثم ضحكت بشدة قبل أن تقول له بنبرة ساخرة:
-أسف..!
خلاص يا حبيبي حصل خير .-"رودينا" ،أنا....
انفجرت في وجهه قائلة بانهيار تام ،وبصراخ حاد:
-أنت تسكت خالص ،أنت دمرت حياتي ،أنا أنا استحملتك كتير ،أبوك مات وأمك دخلت في صدمة ،وقولتلي مش هنعمل فرح وقولت ماشي ،قولتلي هنسيب شقتنا علشان نقعد مع مامتك وأختك علشان مايبقوش لوحدهم وأنا الـ قعدت بيها في الآخر علشان السنيورة أختك أتخطبت ،وقولت مش مشكلة اهوه كله بـِ ثوابه،خسرت كل فلوسك وفلوس باباك وقلتلي مش هقدر أساعدك تكملي دراسات وقولت وماله أديكي بـِ تقفي جمب جوزك، أختك استحملتها واستحملت حشرتها في الـ مالهاش فيه من أول يوم جواز ،وقولت معلش ،لكن تخلص إنك تضربني بالقلم وقدام الناس كمان ،لأ يا "أحمد" ،دا الـ مش هقبله علي نفسي أبداً.
أجابها بنبرة رجولية حادة، كمحاولة للحفاظ علي ماء وجهه أمامها:
-ما أنت الـ غلطانة ،أنت ليه ما قولتليش إن ابن خالتك كان متقدملك وأنت رفضتيه..؟
نظرت إليه بدهشة ،ثم قالت له بنبرة مستنكرة:
-هو دا سبب تضربني علشانه وقدام أختك و"لؤي" و "رزان" وجوزها ، عارف أنا ما قولتش ليك ليه..؟! علشان عملت حساب لـِ رجولتك،لإن عارفة إن أي راجل طبيعي ،بيتضايق لما يعرف إن مراته كانت ممكن تبقي لغيره،يبقي دا جزائي..!!
أجابها بغضب حاد:
-اه جزائك ،أنت طلعتيني بـِقرون قدامهم،وأنا بخلي مراتي تقعد قدام الـ كان بيحبها وكمان بعزمه في بيتي..!
YOU ARE READING
"القطار ٢٠١" ©
Rastgeleلكل مرحلة في حياتنا "فرصة"،أغتنمها وكأنها الفرصة الأخيرة. #القطار ٢٠١.