من قهر سيُقهر ،ومن ضر سيُضر ، ومن ظلم سيُظلم،
ومن عاب ابتلي، فإن الله يُمهل ولا يُهمل.# مقتبسة.
هُناك عتاب يأتي دوماً كلام علي هيئة سكوت أو ابتعاد أو علي هيئة تجاهل.
لـ نزار قباني.
....................................
كان "لؤي" بغرفته ، يضع أمامه حقيبة كبيرة للسفر،
ويضع بها كل ما تطوله يده وقد يحتاجه ، بداخله نار إن خرجت ستحرق الكل ،هو لم يستحق أن يحدث له هذا ،لمَ كُتب عليه الألم طوال حياته ..؟!،فقد توفي والده وكان لايزال طفلاً في السابعة من عمره ،كبر فجأة بدون أي مقدمات ووجد علي عاتقه ثلاث نساء ، ووالده لم يترك لهم سوا المنزل الخاص بهم ،ووالدته أيضا أجرَّت جميع ال"شقق" به حتي يستطيعوا أن يأكلوا، كافح واجتهد منذ طفولته حتي يصبحوا في هذا المستوي، ولكن ابنة خالته المتغطرسة جعلته يشعر وكأنه حشرة بلا قيمة،كانت والدته و"رزان" تبكيا بحرقة علي ما حدث له، نظر لهم "لؤي" ،ثم تنهد وقال:-أنتوا بتعيطوا علي إيه...؟ أنا كدا كدا كنت مسافر علشان الشغل دا سواء إن كانت بنت أختك وافقت أو لأ،عملين لي مناحة علي ايه بقي..؟!
أجابته والدته بنبرة باكية:
-يا ابني ما تمشيش وأنت كدا ،استني أسبوع حتي تلحق فيه تظبط أمورك .
قاطعها "لؤي" قائلاً بنبرة تهكمية:
-أسبوع ايه يا ماما ..؟!،مش هقدر أقعد هنا ولا ساعة كمان ،أنا بلغت الراجل خلاص ،والطيارة اتحجزت ،وقومي يالا كلمي "جيهان" وخليها تجيب جوزها وبنتها معاها علشان مش عارف هشوفهم تاني أمتي..!!
-طب خلاص اعمل الـ يريحك ،وإن كان نفسك في الجواز ،أنا هشوفلك عروسة كدا علي قدنا ،وبعدين يا ضنايا ما أنا قولت لك من الأول بنت أختي مش هتنفعك.
وكأنه بركان ثائر قد انفجر وخرجت الحمم البركانية التي ستحرق جميع ما حولها ،قال بنبرة مرتفعة مقهورة:
-لأ يا ماما أنا مش عايز غيرها ،ومش هتجوز خالص ،أنا مش عارف رفضتني ليه ،مش بشر زيكم ولا أنا ايه يعني ؟! ، يل*عن أبو الحب الـ يخلي الواحد بالمنظر دا ،ولا هو علشان أبوها كان غني وابن عيلة وأنا بقي الـ أبويا راجل غلبان ، قوليلي عيبي ايه يا ماما ،عيبي ايه...؟! ، علشان حتة ميكانيكي يعني ، ما أنا خريج زفته هندسة ،أعلي كلية في علمي رياضة ،وذاكرت فيها و طفحت ال**** علشان أبقي معيد ولا دكتور في الكلية وكانت النتيجة ايه..؟!!، الواسطة الـ نفعت والفلوس الكتير ،لكن واحد غلبان زيِ ،لأ يروح يخبط دماغه في أحسن حيطة ،فتحت الورشة وقولت اشتغل علشان أعرف أصرف عليكم واهي حاجة بشهادتي ، وأعرف أتجوز البنت الـ بحبها ،بس بنت أختك باصة لفوق أوي وفاكرة إنها هتبقي دكتورة بجد.
ثم انهي الحديث قائلاً:
-بس ربنا يا ماما يمهل ولا يهمل ،وعلي قد وجع قلبي وكسرته دي،بنت أختك هتشوف السواد في حياتها ،أصل كسرة نفس الناس دي مش بالساهل ،ورقبتها الـ رفعاها دي هتتكسر ،وهتندم ندم عمرها،وساعتها هتعرف إن دا حقي .
YOU ARE READING
"القطار ٢٠١" ©
Acakلكل مرحلة في حياتنا "فرصة"،أغتنمها وكأنها الفرصة الأخيرة. #القطار ٢٠١.