16.اللِّقاءالأَولُ.

71 12 0
                                    

يقول محمود درويش
"أحبُّكِ عشراً
ثمانٍ لكِ
وواحدة لضحكتك
والاخرى لصوتك
أما عن عينَيكِ فقد عجزَ الكلامُ عن الكلام"

"أحياناً نحب من ليس لنا والبعض يعشقنا بغير علمنا،وللنصيب حكاية أخري".

# نزار قباني.

......................................................
مرَّ الأسبوعين سريعا،وقد تم خلالهما الكثير من الأحداث ك تجهيزات "رزان" لحفل الزفاف والبحث عن فستان الزفاف الذي أخذ اسبوع كاملا ،أخذت تبحث عما تريد في جميع المولات والمراكز التجارية الموجودة بالمدينة حتي وجدت ضالتها،وبالنسبة "لشذي" فقد كُتب عقد قرانها علي "رائف" في جو أسري لطيف وكانت معها صديقتها "رودينا" التي لازالت تعاني من تدخل شقيقة زوجها فيما لا يعنيها،واليوم هو يوم حفل زفاف "مازن" و "رزان "،حيث ذهبت الفتيات إلي صالون التجميل منذ الصباح الباكر حتي يتجهزن للحفل الذي سيقام في قاعة من أفخم قاعات المدينة ،والتي أوصى "مازن" بـِ تجهيزها علي اعلي مستوي يليق به وبالضيوف الذين سيأتوا ليباركوا له.

في تمام الساعة الثانية عشر ظهراً ،كانت "نجوي" تلملم أشيائها وملابسها التي سترتديها في الحفل ،حيث أن "مازن" سيأخذها بسيارته إلي صالون التجميل حتي تكون مع ابنتيها،اتجهت نحو غرفة ولدها الذي كان لازال نائماً حيث أنه الليلة الماضية قد عاد إلي المنزل متأخرا بفضل صديقه "مازن "الذي أصر عليه أن يأتي لحفل الحناء الخاص به،فتحت باب الغرفة،ثم اتجهت نحو ولدها قائلة بنبرة حنونه:

-"لؤي" ،أنا ماشيه.

همهم ببعض الكلمات الغير مفهومة ،ثم اعتدل في نومته قائلاً لها بنبرة متحشرجة،وهو يحاول فتح عيناه:

-هي الساعة كام يا ماما..؟!

أجابته وهي تفتح ستائر النافذة ثم فتحتها نفسها:

-الساعة ١٢ يا عين ماما ،هروح لأختك وأنت قوم أفطر يالا ،أنا مجهزه لك الفطار علي السفرة بره،كُل وروح لـِ"مازن" علشان ما يبقاش لوحده.

تفوه بنبرة هادئة:

-ماشي يا ماما،خدي بالكم من نفسكم.

لثمت وجنتيه ،ثم قالت له وهي علي أعتاب الغرفة:

-حاضر ،ما تتأخرش بقي.

أومأ لها برأسه عدة مرات ،وما أن استمع لصوت إغلاق باب الشقه حتي وضع الغطاء علي وجهه مرة آخري،وذهب في سبات عميق.

...............................................
أما عن ذات العيون الزرقاء فكانت لازالت بمنزلها ،تتحدث مع زوجها وكالعادة بصوت منفعل:

-يعني ايه مش هتيجي ،أنت بتهزر يا "أحمد"...!

أجابها وهو ينظر في ملف أحد المرضى:

-والله يا حبيبتي ،عندي النهاردة شغل كتير أوي ،مش هلحق أنا.

ردت عليه بنبرة متذمرة:

"القطار ٢٠١" ©Where stories live. Discover now