13.اللقَاء الثَّاني.

76 11 1
                                    

"عندما لا تستطيع أن تقترب،ولا أن تبتعد،
ولا تستطيع أن تنسي،ولا تستطيع أن تتجاوز،
فـ أهلا بك في المنتصف المميت الذي لا حول لك فيه ولا قوة".

#محمود درويش.

"المرأة تغفر ولا تنسي ،ثم تغفر ولا تنسي ،ثم تغفر ولا تنسي ،
وفي لحظة غير مبررة تتذكر كل شئ دفعة واحدة فلا تغفر".
# نجيب محفوظ.

...........................................
أول من تدارك الأمر كان والد "رائف" الذي أخذ ينظر لهم ،ثم أخذ يقهقه بشدة ،فنظر له الشباب ثم أخذوا يضحكوا هم الأخرون، تحدث "وائل" من بين ضحكاته قائلاً:

-مش معقول يا "رائف" معلش يا جماعة أصل ابني دمه خفيف أوي،وساعات بيستظرف في أوقات غريبة.

ثم كف عن الضحك،بعد أن نظر لولده نظرة حادة ،ومن ثم حمحم قائلاً،وهو يوجه بصره نحو والد "شذي" مرة أخري:

-حضرتك أنا دكتور تحاليل .

"عودة لما قبل يومين"

كانت تجلس "رودينا" في غرفتها تتحدث مع "شذي" بالهاتف ،ثم غمغمت بسعادة:

-أنا مش مصدقة إن احنا الأتنين ممكن نتجوز في نفس الوقت ،سبحان الله كأن ربنا كاتب لنا نبقي زي بعض علطول،نبقي مع بعض كل سنين التعليم ،حتي لما روحنا الكلية روحنا نفس الكلية،وادينا هتجوز مع بعض اهوه.

اجابتها "شذي" بنبرة هادئة علي عكس طبعها:

-اه فعلا حاجة غريبة،بس أنت يا "رودينا" عندك حرية الأختيار إنك ترفضي أو توافقي ،لكن أنا مجبرة علي كدا.

اجابتها الأخري بنبرة ساخرة:

-يا عيني،تحسي إن عمو "محمود" حالف عليك ما تتجوزي غيره.

-لأ مش حالف ،بس "رائف" ما اختارنيش بإرادته ،الظروف ال جبرتنا علي كدا،لكن أنت العريس هو الـ عايزك ،فهمتيني..؟!

-فهمتك يا ستي ،بس ممكن أنتي تعيش حياة أحسن مني مين عارف....!!

اجابتها "شذي" بعدم اقتناع:

-يمكن..؟!
صحيح أنا قولت لبابا إن دكتور" وائل"دكتور تحاليل ،مش دكتور نفسي ،علشان نبقي في الأمان.

هتفت "رودينا" بنبرة مستفهمة:

-طب وأنت قولتي لـ "رائف" ..؟!

-لأ ،هقوله إزاي..؟؟ وبعدين أتكسف الصراحة.

اجابتها "رودينا" متفهمة ما تشعر به صديقتها:

-خلاص يا "شذي" ،أنا هكلمه أقوله.

لكن بعد محاولات كثيرة بالأتصال بـِ "رائف" الذي كان هاتفه مغلق،اضطرت "رودينا" لأن تتصل بوالده ،بعدما فشلت في الوصول لـ "رائف".

............................................

"عودة للحاضر"
تنفست كل من "رودينا" و"شذي" الصعداء ،فقد أُنقذ الموقف في اللحظة الأخيرة،بسبب تصرف هذا الأحمق.

"القطار ٢٠١" ©Where stories live. Discover now