الفصل العاشر

220 7 0
                                    

حد الخطر

حرفيًا لا أحد نام في فراشه تلك الليلة ومع أول خيوط الفجر دب النشاط مجددًا في العقول التي كانت أرهقت من التفكير ..

الضوء الأول في اليوم هو ملهم رائع للبشرية وسعيد الحظ من يلهمه الضوء الصواب ..

 - سيد حسام انتظر أنت لا تستطيع القيادة بعد ثم لماذا لم تطلب مني نقل حقيبتك ..؟؟

- صباح الخير يا عطية ... أنا اريد استعادة حياتي ولو اعتقدت أني مريض سأظل مريضًا ..

- ولو سيدي .. أنا سأقلك بسيارتك ..

 - وكيف ستعود عطية ..؟؟

- لا تشغل بالك سيد حسام سأجد أي موظف عائد للمزرعة واعود معه أو مع سيارة نقل المزروعات ..

الحياة غريبة .. عادلة جدًا لدرجة تبعث على الحيرة ..

تعاقبك بقسوة علي كل أفعالك وربما على أفعال لم ترتكبها وفي المقابل تمنحك التعويض ..

لم يكن ذنبه أنه كان يتيمًا لا عائلة له.. لذلك لم يحاسبه أحدهم على هذا الذنب بل وضع القدر خالد في طريقه ليعوضه ويكون بمثابة شقيق له ..

والداه توفيا فى حادث سيارة فانتقل للاقامة مع عمه الذي قرر بعد مضي عام واحد على وفاة والديه أنه اصبح رجل ولا يجوز تركه في المنزل مع زوجته وبناته فطرده في الشارع وهو في الثانوية العامة ولولا دعم خالد صديقه له لكان انهار ..

خالد وفر له المأوى وعمل في شركة والده حتى تخرج من كلية التجارة وبدأ يشق طريقه حتى أصبح رجل أعمال له اسمه ..

لكن حاسبه القدر بكل قسوة على خيانته لسلمى .. وعقابه الأعظم تمثل في حرمانه من عائلة ..

لطالما تمنى عائلة تعوض اليتم والوحدة ..

كان يريد انجاب عشرات الابناء وفي النهاية شارف على الاربعين ولم يتزوج بعد بسبب غلطة ..

سيكمل الثامنة والثلاثين بعد ثلاثة أشهر لتمر ستة سنوات كاملة على سقطته..

وغمغم بسخرية " عيد ميلاد جرحي أنا " ..

- شكرًا عطية على التوصيلة .. اصعد معي حتى ترتب توصيلة تعيدك للمزرعة ..

- لا سيد حسام سأقابل سائق الشاحنة بعد ساعة لنعود سويًا ..

هل اجرى عطية الاتصالات  وقام أيضًا بترتيبات مع السائق الذي سيعيده وهو لم يسمع  كل هذا من شدة انهماكه في التفكير ..؟؟!!

لم يعد كسابق عهده مطلقًا ..

ولوح لعطية باشارة تحمل الكثير من الشكر والتقدير وترك له مبلغًا محترمًا وصعد لشقته ..

مغلقة كئيبة بها رائحة العفن على الرغم من فخامتها .. العفن لم يكن عفنًا حقيقيًا ملموسًا بل كان في أنفه هو فقط ..

عطر الخيانةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن