لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَٰلِكَ أَمْرًا ..
لا يمكن أن يحدث هذا ..
أن يكون الحاج مبارك شاهدًا على الزواج الذي لا يريده شيء وأن يعلن الاشهار والدخلة من الدوار شيئًا اخرًا..
وليس فقط لأنه لا يريد الارتباط بآريام في العلن لشخصها ولأخلاقها التي يعلمها جيدًا لكن يكفي ما ستفعله هيلين حينما تعلم .. ربما تحرمه من إياد وتسجنه بتهمة تعدد الزوجات ..لكن هنا تكمن المعضلة فوالده لم يرد تصغيره أمام الناس مع أنه كان يستطيع لذلك لن يفعلها هو ويصغره ويرفض قراره ..
كان يعلم أن ما فعله والده يقصد به عقابه وتحداه أن يرفض أمام الناس ما قرره وكان يضعه في اختيار صعب وقرار اصعب ..
فهو تحداه أن يكسر كلامه عندما اعلن عن الاشهار من الصعيد وهو يعلم أن تلك لم تكن رغبته مطلقًا وإلا لما كان عقد القران سرًا ..
الأمور تزداد تعقيدًا وآريام لن تصمد كثيرًا .. إن كانت تحملت عقد القران لأجل اشقائها فماذا سيجعلها تتحمل السفر والبهدلة ..؟؟
ثم بالتأكيد هناك والدين لها لم يأتي ذكرهما مطلقًا .. ثم السفر سيمنعه من الاختلاء بها واعطائها حبوب منع الحمل التي تستخدم في حالة الطوارئ الا اذا ابتاعها فورًا وحاول ايجاد طريقة لإعطائها اياها .. اخر ما يريده هو وجود طفل منها فحتى ولو كانت عذراء كما تأكد بنفسه لكن العذرية لا تعني أنها أول مرة لها .. هناك طرق للعلاقة تحافظ على العذرية وهناك طرق شاذة لا تتطرق لها من الأساس لذلك منع الحمل كان واجبًا بكل الطرق والأهم التخلص من ذلك الخاتم البغيض الذي يذكره بماضيها ..الأصعب حتى من ذنبه الكبير هو معرفته بأن زوجته تتربح من جسدها ..
غلطة غير محسوبة العواقب تبعها استسلامه لشيطان رجيم قلبا كل حياته
وكل ما يفعله الآن هو الركض بدون توقف لإيقاف توابع الزلزال الذي سببه بنفسه ..
ووجد أشقاء آريام يتبادلون النظرات بعد تصريح والده .. ولمح بطرف عينه جرح آريام يطبع القليل من الدماء علي كم فستانها ..وتوتر كل الوضع حتى بات على وشك الانفجار .. يبدو أن الجرح بحاجة لتدخل سريع منه وإلا تلوث أو ربما يحتاج للمزيد من الغرز ..
اين ذكائك يا غسان الذي كنت تفتخر به دائمًا ..؟؟
هيا جد حلًا سريعًا ..
عدم رفض سامي الفوري للسفر عند سماعه لاقتراح والده والتصريح بذلك صراحةً يمنحه بعض الأمل في احتمالية موافقته واقناع والديه ..
وبدأت الأمور تترتب في عقله قليلًا .. السفر يحتاج لملابس لآريام ولأسرتها والحاج يصر على السفر اليوم .. انها مازالت الثانية عشر والنصف ظهرًا يعني أمامه حوالي ثمان ساعات للترتيب ومن الجيد أنه رتب الأمر مع فاروق ليضمن صمته ..
فعلًا .." لا تؤجل عمل اليوم للغد " .. حكمة ادرك مغزاها جيدًا اليوم ..
ويبدو جليًا أن فاروق وأم قاسم قررا الصمت وهذا أيضًا يمنحه الوقت ..
كله في صفه ما عادا آريام نفسها .. لولا الملامة لكانت صرخت وصرحت
ولحسن حظه سمع والده يقول:
أنت تقرأ
عطر الخيانة
Romanceعلى مقياس الوفاء تمنح زوجها الخائن صفرًا بامتياز فجرحه النازف مازال ملتهبًا ويقتلها في الصميم.. فتحاول لملمة شتات نفسها لتنهض من جديد لتجتر مرارتها بمفردها لكن للقدر تدابيره الغير متوقعة وفجأة تجد نفسها مضطرة لرعاية رضيعه الذي وضعته الظروف القاسية ع...