الرابع عشر

209 6 0
                                    

بطعم الحنظل..

حتى مرارة الحنظل أقل من مرارة الاهانة في حلقها ..

لو شعورها الحالي يقدر بوزن لكان بوزن الكرة الأرضية بكاملها ..

لكن في الواقع كتلة اللهب التي تنبض في ذراعها غضت الآن على أي شعور اخر ..

كانت تئن طوال فترة الحفل لكنها تحملت حتى ينتهي بسلام ويؤدي الحفل الفاخر مهمته .. ويتم الاشهار من الدوار كما حكم والد غسان ويطعم الطعام وتقام الزينة وتنطلق الزغاريد من كل مكان ..

والوليمة الضخمة التي امتدت بطول الشارع كانت الاأخر والأكبر في تاريخ النجع ..

أنه زفاف الطبيب الشهير غسان الهلالي بعد سنوات عجاف .. كما فهمت من الجميع " زوجته الألمانية لم يكن مرحبًا بها في النجع " ولولا أن غسان قوى الشكيمة لكانوا فرضوا عليه طلاقها منذ زمن ..

وأصبحت هي الزوجة المصرية التي عليها العين ..

وكل هذا حتى الألم مررته ولو بمرارة الحنظل لتمرر الليلة لكن الذ لم يكن ليمر هو معرفتها أن التقاليد تفرض علي غسان مشاركتها للغرفة ..

الصدمات التي لا تقتل تقوى يوتصقل الشخصية .. والشعور بالمسؤولية والندم أول درجة في درج الصعود من الهاوية ..

واكتشفت أنها اقوى مما كانت تعتقد ,, لقد تحملت الاغتصاب والاحتقار والألم المبرح في ذراعها وتقف الآن لتتظاهر أنها بخير لكن كل هذا يهون أمام نظرات الفخر التي شعرت بها في عيني عائلتها حينما حضر من القاهرة بدلًا من  الحافلة اثنين محملين بالجيران وبالأقارب ..

عشرات المدعوين حضروا ليبدوا انبهارهم بالزفاف الفاخر وبالعروس رائعة الجمال وبالأصل المخيف للعريس وعائلته ..

نسب يشرف بكل المقاييس ولأنهم لا يعلمون الحقيقة فكان الوضع أشبه بالحلم ..

واغلق الباب أخيرًا عليهما وبمفردهما ..

سيكون لدينا كل الوقت الذى نحتاجه لكراهية بعضنا البعض وبحرية كما قلت سابقًا ..

وها قد حان الوقت غسان لأقدم الكراهية واتلقاها منك ... لوقف هذه التمثلية الهزلية التي لا تليق بساقطة ومغتصب .. الساقطة والمغتصب يصلح ليكون اسمًا لفيلم سينمائي..

الاحترام لا يليق بنا يا زوجي العزيز ,, رحل الناس وحان وقت سقوط الأقنعة ..

وكأنه هو الأخر كان ينتظر ..

منذ قرابة ثمان واربعين ساعة وهو يتحمل ويتصرف كالبهلوان لتمر الأزمة .. ليسدد ثمن خطيئته كامل لكن هي أيضًا عليها التسديد .. لن تخرج رابحة في الأخير ..

وبحركة عبرت عن احتقاره جذب كردان والدته الذي كان يزين صدرها ليقطعه بعنف ويسقط أرضًا عند قدميها ..

عطر الخيانةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن