التاسع والعشرون

227 9 0
                                    

لا صوت يعلو على صوت الحق

صوت الحق أعلى حتى من صوت الرصاص ..
عودة لدقائق سابقة ..
ما قاله له سيد جعله يغادر فورًا .. وبعودة غالب لم يعد هناك ما يهمه لدى ماهر لذلك لم يهتم حتى ولو اكتشفه وركب سيارته وانطلق  ..
كان يحارب الزمن الذي لا يرحم ليصل في الوقت المناسب وكان يجري الاتصالات ويجمع الناس حتى تلقى اتصال من جابر ..

- أخيرًا تمكنت من الاتصال بك .. هناك ملثم هيئته تبدو كهيئة السيد غالب يمر في الطريق الترابي ..

- هل تلمح أي شيئًا مريبًا من حوله ..؟؟

- حتى الآن لا ..

- حسنًا جابر ابقى كما أنت وسيصلك الدعم حالًا.. وابلغني بأي جديد علي الفور ..

وعاد لجمع الناس .. سيكون هذا  الملثم هو غالب بعون الله,,  يفصله فقط خمس دقائق عن بداية الطريق الترابي ووصل أخيرًا وركن سيارته وتسلل وهو يحمل مشعله وقلبه يخفق بعنف هل تأخر وفات الأوان ..؟؟

الطريق يبدو هادئًا والظلام على وشك القدوم ووسع من خطاه ولمح من بعيد ظلال تتحرك ومن حيث لا يدري هجم عليه رجل قوى كالثور جعل مشعله يسقط ..

انه فانوس مساعد ماهر .. إذًا ماهر جعله يراقبه وبالتأكيد ابلغ الرجلين عن مكانه ,, وهذا يعني انتباههم لمكان غالب بالتبعية ..

ولعن غبائه الذي جعله لا ينتبه ولا يحتاط .. والوضع أصبح مسألة حياه أو موت وذلك الضخم يبدو مصرًا على قتله وهذا يمنحه الحافز ليفعل بالمثل حيث أن حياته ليست هي فقط التي في خطر بل حياة غالب أيضًا ..

وركله بقدمه في بطنه بقوة جعلته يتراجع للخلف قليلًا كان يسعى لكسب الوقت والتقط مشعله وفور اقتراب فانوس منه اشعل النار في المشعل فهب في وجه فانوس واشتعلت النيران فيه وصرخاته مزقت قلبه لكن البادي اظلم .. للأسف لن تكون سلمية تمامًا كما كان يتمنى ..

وظل فانوس يدور في الهواء ويصرخ والنيران تتوهج من حوله حتى سقط جثة هامدة ونهض هو ليواصل طريقه ركضًا ووقف في منتصف الطريق مصدومًا من هول ما رأى ..

لقد تأخر بالفعل لقد كان السيد غالب يقف كأسد جسور في مواجهة رجلي ماهر وهما يصوبان عليه أسلحتهما .. ولعن نفسه لحرصه على عدم حمل اسلحة .. كم يحتاج لسلاحه الآن ..

كل ما عمل لأجله ينهار ..

غالب ليس مجرد شخص بل هو رمز لثورة ربما ستخمد بموت رمزها ناهيك عن فقدان شخص صالح مثله ..

ويا لها من حسرة فقد سمع صوت اطلاق النار وانطلقت اربعة طلقات في نفس الوقت ولدهشته ظل السيد غالب شامخًا كما هو وسقط الرجلان أرضًا وظهر من خلفهما السيد راضي وهو يحمل سلاحه وفوهة مسدسه تخرج دخانًا كثيفًا وفجأة صرخ السيد غالب من الألم وسقط أرضًا ..

عطر الخيانةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن