ويدبرها الله ..
المجهول دائمًا مخيفًا لأنه يفتح المجال لكل الاحتمالات ..
لكن الخوف على الاخرين والرغبة في حمايتهم من هذا المجهول لا يعني أبدًا الانتحار.. ربما هو يرفض تحميل أحدهم عواقب قرارته لكنه أيضًا ليس غبيًا أو متهورًا ليلقي بنفسه إلى التهلكة..
كل قرار اتخذه كان بعد دراسة وتفكير ووزن لكل الامور حتى قرار زواجه الكارثي,, لكن على الرغم من كل الدراسة والتأني والذكاء هناك رجالًا كتب عليهم الشقاء من أجل الاخرين .. هذا هو قدره ومن يستطيع الهرب من قدره ..
وكانت لحظاته المسروقة من عمر الزمن مع زبيدة قبيل رحيله هي التي تحييه وتعطيه الطاقة ليواصل ما بدأه .. ورؤيتها في خطر زلزلت كيانه وأصبح ممزقًا بينها وبين تحقيق هدفه وكان حقًا سيتخلى عن كل شيء لأجلها لولا الحاح معتصم عليه الذى كان وكأنه التقط الشعلة منه ..
وقالت " لن اموت لأجلك مجددًا " هل نجح في مسعاه وجعلها تحبه أقل لتتقبل غيابه ؟؟!!
وعلى الرغم من الألم الحارق لمجرد الفكرة لكن كانت تلك النتيجة التي يرجوها لأجلها ..
وذكرى شفتيها على شفتيه تلهمه .. وامتنع عن الطعام والشراب ليكون طعم فمها هو اخر طعم يتذكره ..
لو كان فقط يستطيع لكان ردها لعصمته لتكون زوجته لأخر عمره حتى دونًا عن ارادتها لكنه حقًا لا يستطيع فعل ذلك بها .. مع أنه يعلم أنها مازالت تحبه نفس الحب لكن أحيانًا الحب وحده لا يكفي للمواصلة ..
امنحيني اربعة وعشرون ساعة فقط يا زبيدة ولو بعدها كنت ما زلت اتنفس فسأقضي عمري كله في محاولة استعادتكِ ..
مقتل مطاوع لم يكن صدفة بل كان بناءً على ترتيب وتخطيط والفاعل مازال طليقًا .. صحيح فادي اخبره أن الرصاصة اطلقت من منزل ماهر بعد تحديد وجهتها من القسم الجنائي لكن هذا لا يدينه ويستطيع تلبيسها لأي رجل من رجاله أو اعتبارها طلقة طائشة ..
وهذا لا يشفي غليله ..
وبدأ عقله في التفكير .. وترك هاتفه في منزله بعدما قطع الكهرباء متعمدًا وارسل رسالة لزبيدة يودعها فيها ومع اتفاق مع حد رجاله على اعادة الكهرباء في ساعة معينة فسيعود الاتصال بالإنترنت وستصلها الرسالة ,, وكان حتميًا ترك هاتفه فربما يكون مراقبًا أو متتبعًا بأي طريقة واشتري خط وهاتف أخرين ليتمكن من الاتصال وتسيير أموره ..
وكان الطف جزء من خطته .. الكل يتوقع عودة غالب في سيارته الهامر المميزة لكن ركب من القاهرة اتوبيس نقل عام يصله للموقف في المنيا ومن المنيا ركب في سيارة ربع نقل في صندوقها مع المسافرين الاخرين وهو يرتدي جلباب ويخفي وجهه بلثام ..
عذرًا معتصم لأنى اخلفت وعدى لك لأول مرة في حياتي لكن لا أحد سيدفع ثمن قرارتي .. ربما فكرة مجلس العشر فكرة سديدة لكن لتتحقق عليه الوصول حيًا للبلدة وفي نفس الوقت لم يكن ليسمح بتعريض حياة بريئة للموت بسببه ..
أنت تقرأ
عطر الخيانة
Romanceعلى مقياس الوفاء تمنح زوجها الخائن صفرًا بامتياز فجرحه النازف مازال ملتهبًا ويقتلها في الصميم.. فتحاول لملمة شتات نفسها لتنهض من جديد لتجتر مرارتها بمفردها لكن للقدر تدابيره الغير متوقعة وفجأة تجد نفسها مضطرة لرعاية رضيعه الذي وضعته الظروف القاسية ع...