السابع عشر

200 8 0
                                    

الطريق للعذاب ..

الوصول للهدف يحتاج للمثابرة والصبر وحتى لاستخدام الطرق الملتوية ففي الحرب تستطيع استخدام  كل الامتيازات المتاحة ومع قدر لا يستهان به من الخسة ستصل,, النصر قريب ويتبقى فقط القليل ..

الجميع يعتقد هدى ذكية وخبيثة لكن الفضل الأوحد يعود له ولذكائه ولتخطيطه المتقن ..

- هل ارسلت عواد للعاصمة كما امرتك ..؟

- نعم يا حاج ,, وسيقضي هناك يومين كاملين ..

- هذه الفرصة التي ننتظرها منذ زمن ..

- وهل أنت واثق من أن ولد ابو اسماعيل سيذهب لزوجة عواد ثم انها قد تذهب لمنزل أسرتها كى لا تبقى وحيدة فلا طفل لها يؤنس وحدتها..؟؟

وامسك بشعر ذقنه يفتله بتفكير ..

- ربما لن يفعل لكن سيكون علينا حثه على الذهاب فبعدما اخلينا له الجو وهيئنا لهما الرذيلة لن يتم المراد وتذهب جهودنا هباءً؟؟ .. جد طريقه وارسله لسهيرقبلما تغادر لمنزل عائلتها فلابد أن يمسكا بالجرم المشهود اليوم قبل المجلس .. يجب أن نضغط على غالب بكل الطرق ..

- اشعر بتوتر رهيب ولا اريد أن اتعلق بحبال الأمل المتهتكة ..

- تعلق يا ولدي وتشبث فيها بكل قوتك فقد اقتربنا جدًا يا ماهر وستكون أنت الشيخ كما وعدتك ..

- لكن اللعين ما زال يعافر,, هل تعتقد أنه سيعيد المجلس حقًا يا أبي ..؟؟

- هو خاسر في كلتا الحالتين لو اعاده سيؤنب نفسه ولن يحتمل فمبادئه السامية لن تحتمل القتل العرفي الذي سيتم بأمره وسيترك المكان طواعية بعدما نفضح ولد ابو اسماعيل اليوم ونكشف خيانته وعلاقته بسهير زوجة عواد وسيكون عليه الحكم بقتلهما رجمًا كما هو العرف لذلك سيترك المكان لأنه لن يحتمل هذا ,, وبعدما تنحى معتصم ستكون أنت المنشود ولو تزوج هدى سيموت قهرًا عندما تتركه زبيدة جميعنا نعلم كم يعشقها .. اعاده أم لم يعيده سندمره بالبطيء وستتمكن أنت من الحكم ..

- داهية أنت يا والدي .. كنت أنت أكثر من تستحق المكان ..

- حينما حرمت منه خططت لسنوات لاستعادته حتى ولو من خلالك  سنحكم بالحديد والنار وقريبًا جدًا فلا يساورك الشك في هذا أبدًا ..

                                                                     **

لا تعلم كيف اجتازت المسافة للأسفل وربما كان القفز خلفه هو الطريق الاقرب للاطمئنان عليه في التو واللحظة لكن التعقل ضربها فكيف ستساعده وهي مصابة مثله وأيضًا حماية لجنينها الذي هو قطعة منه ومنها فقفزت على الدرج وهرعت للحديقة حيث سقط وكان سبقها للمكان كل حاشيته واتصل بعضهم بالإسعاف بالفعل ..

الألم الذي اختبرته منذ لحظة سقوطه لا يوصف .. وكأن قلبها هو الذي سقط وارتطم بالأرض مسببًا لها صدمة عصبية حادة والم جسدي محسوس واخترقت الرجال لتصل إليه .. الحمد لله كان واعيًا ويتحدث فصاحت بانهيار:

عطر الخيانةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن