الخامس عشر

233 11 0
                                    

المغفرة لم تصنع لك

 احْبِبْ مَنْ شِئْتَ ؛ فَإِنَّكَ مُفَارِقُه , وَاعْمَلْ مَا شِئْتَ ؛ فَإِنَّكَ مَجْزِيٌّ بِهِ , وَعِشْ مَا شِئْتَ ؛ فَإِنَّكَ مَيِّتٌ  

أحيانًا كل ما نحتاجه هو الوقت .. فالوقت يعالج معظم الأثار السلبية للصدمات والخيبات وحتى لتهدئة الاثارة والانبهار المصاحبين للإنجاز ..

وهذا يسري على كل شيء فحتى الحرائق الهائلة المرعبة تبيت نارًا لتصبح رمادًا تذروه الرياح .

لا شيء دائم لا الحزن الشديد ولا الفرح الغامر وفقط تتبقي الذكرى أو المرارة لتعلم علينا وتغير منا ..

وكان الوقت فرصة للكثيرين ..

ربما كان المتفق عليه شهر واحد من أعمار البعض في مقابل راحة البال ونيل المراد بعدها لكن التعود هو نصف الطريق لراحة البال ..

وحتى أن التعود هذا جعل الشهر شهرين وربما حتى ثلاثة فالعد توقف منذ اللحظة التي تغيرت فيها المصائر..

آريام التي كانت تري أن اقامتها في الصعيد لشهر كامل هو عقاب قاسي تعودت وباتت فردًا حقيقيًا من أفراد المنزل ..

من الجيد أن تعامل كسيدة حقيقية .. كانت على نفس قدر الاحترام الذي نالته زوجة زيدان وعلى نفس درجة الحب التي كانت لهناء .. وتأكدت أن الاحترام لا يقدر بمال وهي تعامل كملكة متوجه.. والتعود تحول مع الوقت لشغف ..

حياة جديدة مرفهة لطالما تمنتها وحينما رفضتها اتتها صاغرة  فليس كل ما يتمناه المرء يدركه وكان ما يجعلها تتحمل هو غياب الوحش الذي اغتصبها ..

صحيح زوجها غائب في بلاد أخرى لكنها تحتفظ بمكانتها كزوجته حتى ولو كان غائبًا وترتدي أفخر الثياب وتلمس أجود  أنواع الأقمشة بأصابعها الرفيعة والتي اصبحت ناعمة جدًا بفضل الكريمات الباهظة ..

ومن الرائع أن تستيقظ مبكرًا لتشرف على اعداد الفطور أو تراقب الخادمات وهن يخبزن الفطير الساخن الشهي يومًا بيوم .. كانت تتعلم الحياة من جديد..

حياة المشاركة ,, حياة العطاء .. أن  يكون لها دور فعال وفي المقابل مكانة واحترام .. واحبت عائلته من كل قلبها .. والدته كانت سيدة فاضلة حكيمة وعادلة وتوزع الحب بين زيدان وغسان بالتساو والاحترام على وجتيهما بالتساوى أيضًا .. ووالده كان مهيبًا حقًا لكنه لم يكن مخيفًا  بالمعنى المعروف فقط له هالة من الاحترام يصعب تخطيها وكانت تحترمه لأقصى حد فيكفي أن غسان يخافه ويحترمه ليجعلها هذا تخافه في المقابل..

ومن الرائع أن سامي اخفي الحقيقة عن والديهما فكانا كل فترة يقدمان لزيارتها في سيارة يرسلها لهما والد غسان وتعيدهما حينما يقرران العودة,,

وفي النهاية اقامتها اصبحت مريحة لحد كبير وتوطدت علاقتها بالجميع في المنزل حتى بشيرويت السمالوطي زوجة صديق غسان  التي حضرت لزيارتها عدة مرات ..  

عطر الخيانةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن