السادس والعشرون

209 7 0
                                    

ألم في القلب ..

هناك لحظات يجب على الانسان فيها تحمل عواقب فعلته مهما أن كانت مؤلمة أو قاسية أو حتى مهينة ومنها هذه اللحظة ..

 كان يعلم أنها تحاسب الآن .. حتى ولم يؤذيها سامي جسديًا لكنها سيكون عليها مواجهة احتقاره ولن يتركها بمفردها تواجه عواقب فعلته ..

والتجأ لحيلة الكشف .. لا فقط من أجل أن ينقذها منه بل ليجد لنفسه مدخلًا له ..

وصدق حدسه كانت تبكي ..

آه يا سامي حاسبني أنا لا هي ..

- دعني القي نظرة على الجرح ..

وحاول عدم النظر في عينيه .. مازال لا يجرؤ على فعلها حتى وهو يحاول بكل قوته لإزالة الفوضى التي احدثها لكنه مازال أقل منه بكثير ليرقي لتلك المرحلة .. مرحلة الرجولة ..

ستكون عيناه مكسورتان تشعران بالخزي والعار ..

وشعر بسامي يتخشب تحت ضغط كفيه فقال دون أن ينظر إليه ..

- هل تشعر بأي ألم ..؟؟

الألم في قلبي دكتور لا في يدى ..

- ليس في يدى علي أي حال ..

يكفي هذا سامي .. لقد استويت .. لم يعد بجسدي ذرة لم تندم أو تتألم أو تطلب الرحمة ..

- هيا سامي أنت بخير لا يصح أن تفوت سفرة الدكتور.. تعالى شاركنا الطعام..

والده يجبره على الخروج وعلى مشاركته لعدوه الطعام .. لكن العدو حينما يعلن استسلامه ويطلب السماح فماذا سيكون عليه أن يفعل ..؟؟

العيش والملح ..

هل لو تشاركنا يا دكتور العيش والملح ستعود وتخون ..؟؟

وسقطت آخر دفاعاته حينما مد غسان له يده ليتكئ عليها وينهض وهو يقول..

- إلى الطعام سويًا صهري.. ليكون بيننا عيش وملح ..

وأكمل في سره " ولا يخون العيش والملح إلا أولاد الحرام فهل ستكون أحدهم دكتور ..؟؟!! "

                                   **

- معتصم ما بك حبيبي ..؟؟ أنت تتألم ..؟؟

- لا أنا بخير شيرويت ..

- معتصم أنا اشعر بك فلا تحاول خداعي ماذا يؤلمك ..؟؟

- حقًا شيرويت  لا شيء هام سأرجئ الشكوى لبعد المجلس ..

وتمسكت بكفيه بحنان ..

- لا معتصم ستخبرني الآن وحالًا ..

وأمام الحاحها لم يستطع التحمل .. كل شيء له حدود حتى القدرة على التحمل والجلد .. وكأنه كان يريدها أن تضغط عليه ليداري ضعفه في حنانها ..

ألم مبرح مع جرعة حنان مضاعفة من شيرويت جعلاه أضعف ما يكون,, ربما تربت عليه بكفها الجميل  فيذهب الألم ..

عطر الخيانةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن