التاسع عشر

185 7 1
                                    

الطعنة

الطعنة حينما تأتي من أقرب الناس لقلبك تكون مميتة حتى ولم تصيبك في مقتل حقيقي فقتل الروح أشد وطئًا من قتل الجسد ..

آخر ما كانت تتوقعه أن يفعلها وينطقها ويستمر في ما انتوى عليه ويقدم فعلًا على هدم علاقتهما..

لأخر لحظة,, لأخر لحظة كانت تظن أنه سيخطفها من النجع ويرحلا لمكان مجهول مكان لا يعرفه سواهما وراهنت على ذلك لتستفيق على يمين طلاق سعت له بكل طاقتها ..
ولم يشفع لغالب رؤيتها لدموعه وهو يقول بانهيار فاق انهيارها.. 

- لقد حميتكِ من نفسكِ ومن رغبتكِ في الانتقام ..أنا لن اخسركِ زبيدة وصدقيني ستنقشع الغمة،، عنادي أمامكِ الآن يزيد الطين بلة لكن ثقي انكِ لي أنا مهما أن افترقنا .. أنا احارب في أكثر من جهة زبيدة ويومًا ما،، نعم يومًا ستغفرين لي حتى ولو كان طلب الغفران مقدمًا بدمي ..

بدمك ؟؟!! أي دم لديك ؟؟ أنه دم بارد مغشوش ..

أنت قتلتني بدم بارد .. ولا يواسيها أبدًا نبل هدفه .. 
وصرخت خيرًا .. صرخة معذبة عبرت فيها عن شعورها..
 - اخرج من حياتي .. ارحل من هنا ولا تجعلني ارى وجهك مجددًا .. وفق من أحلامك ربما تحقيقك لحلم العدالة المستحيل الذي تحلم به  اقرب اليك من مجرد تفكيري في رؤية وجهك مجددًا.. ارسل لي ابنائي فلن اسمح لهم بالإقامة في منزل حية سامة ستقتلهم حقًا للتخلص منهم ليخلو لها الجو معك أما أنت فحقًا حقًا اتمنى من الله أن تعلم مقدار ما فرطت فيه في كل لحظة من حياتك القادمة لتتعذب حتى الممات ورؤيتي لعذابك ستخفف عنى الكثير .. اخرج فورًا واسمح لي بالتنفس لهواء نظيف لم نتشارك فيه سويًا ..

- أنا اعلم ما خسرته زبيدة بالفعل ولا حاجة بي للانتظار  لأعلم واعلم أيضًا أن الله لن يضيعني لأنه عزته وجلاله يعلم نواياي ورغبتي في اعلاء عدله وحقه وتوفير العدالة للجميع .. سأظل احبكِ لأخر نفس في حياتي تأكدي من هذا ..

وبدأ صراخها يعلو .. هل يحسرها ..؟؟

وصراخها استدعى الجميع للتدخل لإخراج غالب الذى لأخر لحظة كان ينظر لها بلهفة وهم يباعدونه وكأنها المرة الأخيرة التي سيراها فيها ..

                                        **

- لا يا معتصم هذا خطيرًا جدًا بالاضافة لو علم جدي سيعنفنا ..

- لا تخف يا غالب سأتحمل أنا كل المسؤولية أمامه لو شاهدنا ..

وغمغم بضيق ..

- أنا لا اقول هذا لأني جبان فقط أنا افضل الانصياع للأوامر وجدي منعنا من دخول الحوض الغربي .. ليس قبل أن نبلغ على كل حال هكذا قال ..

- وأنا اعشق التمرد يا غالب.. كل رجال عائلة السمالوطي يدخلون ونحن رجال مثلهم  ولا حاجة بنا للوصول للبلوغ كي نثبت ذلك ثم لن يرانا جدي سنتسلق النخلة ونراقب ما يحدث من علو ..

عطر الخيانةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن