-في مقهى AR-OVE-
كانوا البنات كلهم رهف شهد جُمان مجتمعين بالكوفي، وكانت هذي اول زيارة للكوفي مع بعض، و أول زيارة لـ جُمان للدوحة من بعد ايام عزاء اللواء مبارك اللي حضروها هي وأهلها ٣ ايان كاملة وبعد العزاء سافروا جميع..
انبهرت رهف: واااو ابداع التصميم والديكور
ابتسمت جُمان: فعلاً، ليت جود معانا كانت بتستانس
تنهدت شهد: لها وحشة القاطعة
ألتفت عليها جُمان بوجه عابس: حتى احنا أهلها ما قمنا نشوفها اغلب يومها بالمستشفى بين مناوبات ليلية وصباحية
أردفت رهف بثناء على جود: الله يقويها التمريض ضغط وتعب
ثواني وتقدمت أريج من خلف البار تسلم على شهد، شهد اللي في بدايات شهرها الرابع وقفت على حيلها بصعوبة تصافح أريج وتسلم عليها: هلا حبيبتي أريج شخبارج؟
ابتسمت لها أريج: بخير الحمدلله..
مدت يدها تصافح رهف و جُمان: نورتوني بنات
ناظرتها رهف بفخر: والله لما قالت لي شهد كوفي مشروع بنت وطني و محلي قلت لاااازم اروح ادعم، تسلم يدج على هالقهوة
حطت اريج يدها على صدرها بإحراج: حبيبتي استاذة رهف، ماصدق انج قدامي وتمدحيني تراني معجبة كبيرة فيج
جلست أريج معاهم تتعرف عليهم وانصدموا كلهم أن عمرها ٢٢ سنة صاحبة الكوفي وتدرس في الجامعة بنفس الوقت، وأن كل الكيك والسويتز هي وصفاتها الخاصة، شخصيتها طموحة جداً وعندها اهداف والنجاح اللي حققته بالكوفي مُبهر..
نطقت رهف: وناسة احس لازم تتعرفين على امي جوها هالسوالف، هي بعد تحب تسوي حلى وكيك، أبوي الله يرحمه كان وده يفتح لها محل باستري وسويتز لكنها رفضت
ابتسمت أريج بحماس: صج؟ ماشاءالله عليها تحمست أقابلها
مَدت نظرها أريج لما شافت الشخص المُعتاد يدخل في وقته المُعتاد ويجلس بنفس الطاولة اللي يحجزها كل يوم، لانت ملامحها و صَدت عنه لكن هذا كله ما غاب عن عيون رهف اللي بنفسها انصدمت من وجود ريّان: ريّان شعنده هنا؟
ألتفت شهد تشوفه يجلس على الطاولة المقابلة للباب ويطلب قهوته وعقدت حاجبها لما انصدم ريّان من وجودهم..
ابتسمت رهف بخفة لما شافت ارتباكه: بروح له
وقفت تمشي لطاولته: اخوي اخر العنقود حبيبي، مو على اساس مشغول بالدوام وما عندك وقت تمرني؟
تنحنح ريان: عندي بريك ومريت هنا قلت اخذ قهوة وارجع للدوام ينتظروني كلهم
ضحكت بخفة: بريك؟ طقيت مشوار طول بعرض عشان قهوة؟ ماعندكم كوفي قريب من شركتكم؟
ابتسم لها وسحبها من ذراعها: اجلسي ولا تفضحيني
جلست رهف معاه على الطاولة: عاد شنو قهوتك المفضلة؟
لمعت عينه وناظر أريج اللي تركت الطاولة وراحت تباشر شغلها ورجع يشوف رهف اللي تطالعه بحاجب مرفوع: قهوتي المفضلة لون عيون صاحبة الكوفي
قرصته رهف بقوة: ريّانو خل عنك الملاغة وأعقل!!!
تنهد ريّان: يعني ما تخلون الواحد يحب وينحب شفيكم
رفعت حاجبها: عيب عليك هالحركات ولا تزعج البنت، من نظرتها واضح انك ممتر الكوفي كل يوم داخل عليها
صَد ريان عن أريج اللي تناظره بطرف عين: شدراني انكم تعرفونها وطاقين ميانة معاها؟ باخذ قهوتي وماراح ارجع
تكتفت رهف: نعرفها ولا ما نعرفها مفروض تبطل هالحركات تراك كبرت مو مراهق، ولا تبي تدخل موسوعة قينيس كأول محامي تنرفع ضده قضايا تحرش!!
توسع بؤبؤ عينه: تحرش مرة وحدة؟ تراني قاعد مؤدب ما سويت شي ولا ضايقتها بكلامي..
تنهد ورجع يناظر أريج اللي كانت مشغولة مع الموظفين وابتسم بخفة: وما دام النظر مسموح، اشوفك كل يوم و أروح
نغزته رهف: بس اخذ قهوتك وتوكل ريّان..
ناظرها ريّان بطرف عين: تراني جاد في شعوري، يوم وقفتي مع راكان و شهد ليه واقفة ضدي!
مسكت كفه: مو واقفة ضدك، بس اذا البنت مالها رغبة فيك وتقلب عيونها كلما شافتك لا تزعجها وتضايقها..
تنهد وسحب كف من كفوفها: باخذ قهوتي وأطلع
راح يمشي عند البار ووقف يطلب قهوته المُعتادة، غَض النظر عن أريج اللي لما شافته يقرب للبار ويكلم الباريستا انسحبت بهدوء وراحت تجهز قهاوي باقي الزباين..
اخذ قهوته بكل هدوء يجر خطواته بتثاقل يخرج من المقهى، رهف تراقبه باهتمام لين حرك سيارته وابتعد وراحت ترجع لطاولة البنات، تاخذ شنطتها: اعذروني بنات وايد مشغولة
ابتسموا لها: خذي راحتج
طلعت بسرعة لأنها تأخرت على موعد مهم، شخص هام حجز معاها موعد يُقال إنه يبي يفصح بقصته الخاصة لها شخصياً بعد ما وثق في قلمها ومقالاتها الأخيرة..
وصلت المكتب واستقبلتها السكرتيرة ترحب فيها، ابتسمت لها رهف وربتت على كتفها: لما تخلصين شغلج تقدرين تروحين
هزت رأسها بالنفي: لا بقعد معاج، الاستاذ سيف موصيني
رفعت حاجبها: ما عليج منه لما تخلصين روحي وانا أموري تمام
ابتسمت السكرتيرة: لما يروح الضيوف انا بطلع وراه
دخلت رهف للمكتب تفتح اللابتوب وترتب الطاولة قبل وصول ضيفها المجهول، دقايق ودخلت السكرتيرة تعلن عن وصوله، ابتسمت رهف بمجاملة ووقفت تستقبله..
أستغربت ان الضيف في بداية الخمسينات من عمره يلبس بدلة رسمية ولابس نظارته الشمسية، أشرت له يجلس في مكانه ورجعت هي خلف مكتبها تناظره وبداخلها شَك..
تساءلت: تقدر تشيل نظارتك!
هز رأسه بالنفي ونطق بصوت مبحوح: لا مرتاح، انا استحي أواجه الناس وعيني بعينهم..
رغم استغرابها سمحت له يبدأ ويتكلم: قلت لي تبيني انشر قصتك؟ طبعاً تعرف شروطي القصة يكون معاها دليل ملموس وتوقع عقد عدم ممانعة، مابي ترفع علي قضية تشهير بعدين
ابتسم بخفة: أكيد لا يكون عندج شك فيني
تقدم بجذعه لمستوى المكتب اللي يفصل بينهم: قصتي بدأت من يوم انولدت، انولدت في عيلة غنية وكان عندي أخ اكبر مني، كان اخوي مميز في كل شيء ومجتهد من عمر صغير قدر يبرز نفسه بينما انا كنت طفل خجول وهادي وأعاني من مشكلات نفسية بسيطة تتعلق بطفولتي، كَبرت وزاد انطوائي على نفسي ومعاه زاد كرهي لأخوي وغيرتي منه لأنه كان مميز بعيون الكل وانا اعيش في ظله، بدت تظهر علي اعراض اضطرابات عقلية او مثل ما تسمونها كلكم "جنون" وصرت أخذ ادوية ثقيلة و اهلي يخفون هالشي عن الباقين مستعيرين مني..
حست بشيء مُريب في كلامه: للأسف احنا بمجتمع يستعير من المرض النفسي، مع ان هو حاله حال المرض العضوي...
قاطعها بصوت ضحكة: اي بالضبط، انا طبيعي مافيني شي..
سكت ثواني ورهف تناظره بدهشة ورجع يكمل كلامه بنبرة حادة نوعاً ما: صحيح، عقلي طار بعدها رسمياً و حبيت بنت طيرت لي عقلي زيادة! طلبت من ابوي يزوجني هالبنت وطبعاً وافقت عشان اسم عيلتي بدون ما تعرف عن وضعي..
شبكت كفوفها تحاول تخفي توترها: وبعدين؟
سند رأسه للخلف بهدوء يناظرها: بعدين لما تزوجنا اكتشفت اني اتعالج، وكانت ناوية تهرب مني لكنها حملت وتورطت وقعدت طول فترة الحمل في البيت لكن.. بهالشهور هذي كلها صارت تقارن بيني و بين اخوي، حَبت اخوي وعشقته لدرجة الهووس، لو أخوي ما عطاها وجه كان ما حبته..
هزت رأسها بالنفي رهف: هذا تصرف فردي منها!
ضرب الطاولة بقوة: لا هو تصرف من شخصين، بعد ما ولدت عيالي التوأم طلبت الطلاق لأنها ظنت انه بيتزوجها....
رهف فَزت من مكانها: لو سمحت هدي أعصابك
قاطعها بضحكة: اسف لو خرعتج، مو نيتي والله!
بلعت ريقها وجلست بمكانها: اختصر لو سمحت
حك جبينه يتصنع التذكر: بعد ما تركتني دخلت بحالة صدمة صعبة وصرت رسمياً فاقد للأهلية، عقلي يجي ساعات ويغيب أيام، اهلي دخلوني المستشفى واللي احبها راحت وتزوجت غيري وما عاد لها أثر او رجعة، خربت حياتي بسبب أخوي
نزل النظار عن عيونه ونطق ببرود: وقتلته...
رهف اللي ضيقت عيونها تحاول تتذكر هالوجه وشهقت بخوف وصدمة تغطي فمها بكفوفها الثنتين: ابراهيم!!!!
حست قلبها بيتوقف عن النبض من خوفها، اخر خبرها فيه بأمريكا كيف رجع و شلون، وقفت على حيلها: أنت...
قاطعها بضحكة: اي انا، ابراهيم بن عبدالعزيز
وقف يمشي لها خلف مكتبها وهي متصنمة بمكانها: جيت أخذ فرحة ولد شاهين، اللي ضيّق علي دنياي...
دفعته رهف بكل قوتها: يا مجنون...
رفعت السماعة تكلم السكرتيرة: الو كلمي الشرطة.....
سحبها ابراهيم بكل قوته يرميها على الأرض وارتطم جسدها الضعيف على الرخام وصرخت بوجع، وعلى صوت طيحتها دخلت السكرتيرة تصارخ: أنت شقاعد تسوي!!!!
رفعت جوالها تتصل على اول رقم خطر على بالها بهالاثناء قرب ابراهيم يسحب السكرتيرة ويضربها بنفس الطريقة اللي رمى فيها رهف على الأرض، كانت رهف تحس بالألم في كل جسمها حاولت بصعوبة توقف على حيلها تناظر السكرتيرة اللي طايحة فاقدة الوعي بسبب ارتطام رأسها بحافة الطاولة، رجع أبراهيم يسحبها من ذراعها: بمثل لج الجريمة عشان تعرفين شلون ذبحت شاهين أخوي..
صرخت رهف: تدري ان الشرطة تدور عليك في كل مكان! مكتبي فيه كاميرات ماراح تقدر تتهرب هالمرة...
ضحك ابراهيم: ما يهمني تصدقين!
شد قبضة كفوفه على عنقها يخنقها ورهف تحاول تفلت من قبضته وتدفعه لكنه أقوى منها وعيونه تحولت للون الأحمر، يسندها على المكتب ويخنقها بكل قوته وهي تمد ايديها على المكتب تحاول تمسك شي تقدر تدافع عن نفسها فيه، مسكت طرف مشرط تستخدمه لفتح الظروف وقص الأوراق، مسكت المشرط ويدها ترجف وحكمت قبضتها عليه: اتركني!!!
نطقت حروفها بصعوبة بسبب اختناقها لكن ابراهيم ما وقف، كانت عيونه تشوف شيء واحد تعاسة سيف ولد شاهين وينتشي ابراهيم بفرحة على أثرها يشد من قبضته على عنق رهف ويشعر بتباطؤ نبضها وصعوبة انفاسها..
نزلت دموعها تبلل وجنتيها بألم وصرخت: مابي أسويها...
ماتبي تستخدم المشرط وتقتله، لكنه اجبرها و غرست المشرط في خاصرته بعمق حتى صرخ هو بألم: يا بنت اللذينا....
لما ارتخت قبضته من عليها دفعته رهف في ما تبقى من قوتها المُستنزفة وطرحته على الأرض، قامت تكح وتسعل من اختناقها ومباغتة الاوكسجين لرئتها بشكل سريع، مدت كفوفها تتحس عنقها ومكان اصابعه ولا زالت تحس بالاختناق كان جسدها يرجف، كل خلية في جسمها ترجف وعيونها تهل دموعها بخوف وهي تشوفه متمدد على الارض يتألم ويناظرها بحقد يحاول يرجع يقوم، حتى نظرته خوفتها وراحت تبتعد عنه تركض للجهة اللي طاحت فيها السكرتيرة: قومي تكفين!!!
فتحت عيونها السكرتيرة بتعب ورجعت تغمض، بكت رهف بصوت عالي: تكفين قومي معاي ماقدر اخليج معاه...
ألتفت تشوف ابراهيم يحاول يستعيد قوته، مسكت السكرتيرة من ذراعيها واضطرت تسحبها وتطلع معاها تترك المكتب بكل مافيه، وصلت أمام المصعد وتسمع صوت خطواته مسحت دموعها بخوف واحكمت قبضتها على السكرتيرة اللي طايحة وحاولت تضغط زر الطوارئ، بالوقت اللي انفتح فيه باب المصعد و شافت سيف وخلفه سعود يطلعون منه ولما شافها سَيف بهالشكل توقف نبض قلبه: رهف!!!
رهف لما التقت عينها بعينه زاد بكاها وصوت نحيبها: سَيف...
بدون شعور حررت السكرتيرة من قبضتها وتركتها على الأرض وراحت تركض تحضن سيف: ابراهيم هنا.....
توسعت عيون سيف بذعر: شنو؟
ألتفت على سعود: روح شوف!!!!
سعود ركض يدل طريق المكتب
سيف اللي وصله اتصال غير واضح من السكرتيرة وكان مع سعود حَس في وجود مشكلة وعلى طول توجه للمكتب، ما توقع يشوف رهف بهالشكل جبينها ينزف و ملابسها مبعثرة وشعرها طايح والأهم اثار الاختناق اللي تعتلي عنقها و زُرقة شفاهها ورجفتها بحضنه وكفوفه اللي مليانة دم
جَن جنونه وحاول يبتعد عنها بقهر: المجنون...
رهف تمسكت بسيف بكل قوتها وهي تبكي: لا تروح..
ارتخت قبضتها اللي كانت تمسكه بإحكام، حس بثقلها بحضنه ونزل عيونه عليها يشوف رأسها يبتعد عن صدره تناظر عيونه وتشوف صورته ضبابية، وقبل ما تفقد وعيها حاوط خصرها سَيف بقوة يشيلها وطاحت بحضنه فاقدة للوعي..
ضمها لصدره: رهف حبيبي!!!
رجع سعود يركض: ماله أثر، المكتب مليان دم وبحالة فوضى لكن ابراهيم مو موجود تتبعت اثار الدام توصل للاصنصير في الجهة الثانية كلمت الشرطة و الأمن في المبنى يبحثون عنه..
نطق سيف بخوف: اتصل على الإسعاف بسرعة!!
سعود توه يستوعب ان رهف فاقدة الوعي بحضن سَيف، ارتجف قلبه بخوف ومسك جواله يتصل على الإسعاف وعينه على سيف اللي يضرب خد رهف بخفة يحاول يصحيها بعبارات رقيقة ونبرة مليانة خوف "رهف قلبي تسمعيني!!.."
أخذوها للمستشفى مع السكرتيرة اللي كان الجرح في رأسها عميق، الشرطة تدور على ابراهيم في كل مكان ولحسن الحظ كاميرات المكتب صوروا كل شيء وحتى خروجه من المبنى كان واضح لكنه ركب سيارة و أختفى بعدها بحالته الحرجة ومع الجرح اللي في خاصرته وسببه رهف، سَيف في المستشفى جَن جنونه وعقله مو قادر يستوعب كيف ابراهيم يتجرأ ويقرب من رهف؟ كيف عنده الجرأة لهذا كله...
قرب سعود يربت على كتفه: هدي نفسك سيف!!
نطق سيف بحدة: شلون أهدي نفسي؟ ما شفت حالتها؟ وربي يا سعود إنه ماراح يفلت مني وانا اللي بخلص عليه هالمرة..
كان قلبه يرجف بخوف، أبراهيم اللي غدر في ابوه وقتله بضربة على الرأس و خنقاً، رجع يكرر نفس الشي مع زوجته وحبيبة عمره، كان قلبه يوجعه على الحال اللي رهف وصلت له..
وصلوا عيلة مبارك كلهم بخوف بعد ما وصلهم الخبر، كانت ريم تبكي اول ما شافت سَيف ركضت له: وينها بنتي!!
نزل عيونه سيف على الأرض يحس بإحراج منهم، لأنه ما قدر يحمي رهف وينفذ وصية المرحوم مبارك..
نطق بصوت خافت: بغرفة الفحص
ضربته ريم على صدره بقوة: ما عرفت تحمي زوجتك من أهلك؟ اذا مو قادر تحميها اتركها ما جاها منك الا الوجع
كانت تبكي وتضرب صدره بقهر وخوف أُم طبيعي على بنتها الوحيدة، سَيف واقف ثابت قدامها يتلقى كل ضرباتها بدون ما يتحرك او يمنعها؛ من حقها تخاف وتلومه على كل شيء..
تقدموا ريّان و راكان يسحبونها: يمه شنو ذنبه تكفين
اخذتها شهد تحضنها: لا تحاتين مافيها الا العافية ان شاء الله
وقف سيف عند باب الغرفة يسمع صوت نحيب ريم ومواساة عيالها لها، ألتفت يشوف سعود اللي كان واضح عليه الخوف والذعر على اخته ووحيدته..
طلع الدكتور و قَز سَيف يستعدل بجلسته: طمني يا دكتور؟
عقد حاجبه الدكتور: كتبت تقرير طبي مفصل عن حالتها، وبالاضافة لبعض التحاليل اللي بننتظر نتيجتها بالساعات القادمة، حالياً وضعها مستقر لكن أأكد عليكم يلزمها راحة نفسية وتبعد عن اي عنف نفسي او جسدي!!
تنهدت شهد براحة: نقدر نشوفها؟
هز رأسه بـِ نعم: المريضة صاحية تفضلوا
اندفعوا كلهم مرة وحدة للغرفة، ريم راكان ريان و شهد، بخطواته مترددة ومُثقلة دخل سعود للغرفة.. ما بقى الا سيف واقف بمكانه في الخارج يناظر باب الغرفة بهدوء، الغضب ياكله على محبوبته اللي تأذت بسببها وهي مالها ذنب في أي شيء..
رهف بداخل الغرفة تدور بينهم بعيونها عليه، انحنى ثغرها بزعل لغيابه وبنفس الوقت اكلها القلق خوفاً من غضبه وطيشه، ألتفت على سعود واللي فهم نظرتها ونزل ينحني لمستواها يسمع تساؤلها بهمس: وين سيف؟
رفع اكتافه بعدم معرفة: موجود برا لكن مادري ليه ما دخل
نطق ريّان: امي سمعته كلمتين، الله يعينه
عقدت حاجبها رهف تناظر ريم: شنو قلتي له؟
تنهدت ريم بندم: رميت كل اللوم عليه باللي صارلج..
تنهدت رهف بتعب: يمه تكفين!!
سكنّت ريم وهي تشوف رهف تطلب من سعود ينادي سَيف، واتبعوا الجميع آثر خطوات سعود وخرجوا من الغرفة، ولما سمع سَيف ان رهف طلبت تشوفه فَز قلبه الموجوع و راح يمشي للغرفة يفتح الباب بشويش عيونه طاحت على رهف اللي في وسط سريرها ويغطيها البياض، ارتجف قلبه في لقاء عيونها العسلية اللي تناظره بتعب، قفل الباب خلفه وراح يمشي له وعينه ما تجي بعينها وجلس على طرف السرير قريب منها
نطقت رهف بصوت مبحوح: لازم آنا اسأل عنك و أناديك؟ ليه ما تجيني و أنت تعرف اني ما احتاج لأحد غيرك بهالوقت!!
رفع عيونه يناظرها وكله ندم: ماقدرت أدخل معاهم، رجولي ما ساقتني رغم ان قلبي يتخبط بداخل صدري يبي يشوفج
مسك كفوفها الناعمة: انا السبب، لولاي ما كان وصلج....
قاطعته رهف بحدة: توقعت اننا تخطينا هالمرحلة يا سيف؟ أنت تدري اني ما ألومك على شيء يجيني من أهلك، وأنت لا تبتعد عني عشان ملامة أمي لك.. تراها ما تقصد
هز رأسه بالنفي: ما هم أهلي، أنتي أهلي كلهم مالي غيرج
ابتسمت بتعب وعيونه تلمع: أحبك...
قالتها بدون سابق إنذار وبدون مقدمات، حَست فيها و نطقتها بدون شعور، ما تدري انه بكلمة منها يجيها كله
ابتسم سيف بخفة وانحنى يبوس رأسها: زَر عقلي من خوفي عليج
عيونه طاحت على عنقها الملون بالأزرق بالكامل وكلها اثار أصابع ابراهيم، انعصر قلبه واشتعل بنار الغضب والقهر والغيرة والجنون من كفوف لامست عنقها الناعم في كل هالعُنف، و هو اللي يخاف عليها من نسمة هواء ولا يسخى فيها، مرر أنامله على عنقها و فَزت هي بحركة لا ارادية تبتعد عنه بخوف، لوهلة رجع لها نفس شعور اعتداء ابراهيم عليها.. خوفها اللي دام لمدة ثواني حَرق قلب سَيف، حلف و أجزم انه يقتل ابراهيم بأيديه ولا ممكن شيء يردعه، ينتزع قلبه من بين ضلوعه مثلما زرع الخوف والذعر في قلب محبوبته.. مد يده خلف ظهرها يرفعها بخفة عن السرير وياخذها بحضنه يخبيها بين الحنايا وضلوع صدره، هذا مكانها، هذا مقرها، الكَنف الدافي اللي تحتمي فيه من بعد عين مبارك القاضي..
رمت نفسها بحضنه تتذكر الموقف وخوفها، كان بينها وبين الموت شعرة وحدة، لو ماتت وتركت أمها وأخوانها وأهلها يعيشون صدمة جديدة، والأهم لو ماتت بنفس الطريقة اللي مات فيها شاهين وما قدرت تهرب وتنقذ نفسها، سَيف كيف راح يتحمل؟ خافت عليه من بعد عينها، تعلقت فيه بكل قوتها تشعر باضطراب نبض قلبه وقبضته اللي تحاصر خصرها والثانية تسند ظهرها، كان واضح انه يكتم غضبه وشعوره قدامه، تفهم رغبته العارمة في إنه يكسر الدنيا ويحرقها..
ابتعدت عن حضنه وأردفت: سَيف لا تدور عليه، فاهمني!
هز رأسه بالنفي: مو فاهم ولا راح أفهم
مد يده على مكان الجرح في جبينها وزفر بغضب وقهر وهو يشوف وجهها الشاحب وتعبها: يختبرون صبري فيج..
كانت رهف تراقبه يبوس الجرح في جبينها وينزل يبوس خدها، مدت كفوفها على ذقنه وطبعت قُبلة عميقة ثغره وناظرها هو بذهول لما قالت: لا ينفذ صبرك عليهم، تذكر أني أبيك عمر كامل معاي، خلني في بالك وقلبك وبين عيونك..
نزل عيونه على يدها اللي تمسك ذراعه: وانا ابيج فوق العمر عمرين، لكن مستحيل أتهاون مع شخص حاول يضرج
تنهدت رهف بتعب: سَيف! اللي فيني مكفيني مابي نعيد نفس الموضوع مليون مرة، افهمني بليز
ابتسم في حين أنامله تبعد خصلات شعرها عن وجهها بنعومة ويمسح على رأسها بخفة: احاسبه بالقانون، كل شي موثق هالمرة تطمني ماراح اتهور..
تناظره بِـ شك وهو يناظرها بحالة هيام تامة، حرب بين المُرهفة ورحلة تحولها لمفترسة و بين السيّف البتار.. قطع عليهم حرب النظرات الباردة دخول شهد للغرفة وهي تنحنح بدون لا أحم ولا دستور: ترا طولتوا خالتي تبي تشوفج
صَدت رهف عن سيف بإحراج من قربهم وناظرت شهد بحدة اللي واقفة عند الباب تغمز لها تغيضها: حياكم..
تنحنح سَيف ووقف يعدل غترته لما دخلوا الجميع، وهنا تساءلت رهف عن صحة سكرتيرتها وقالوا انها بخير وتواصلوا مع أهلها..
تنهدت رهف: مسكينة ابي اروح اشوفها
ساعدها سيف تقوم وتوقف على حيلها وتلبس شيلتها تغطي شعرها واخذها لغرفة السكرتيرة تسلم عليها وتتحمد لها بالسلامة وتعتذر بنفس الوقت عن اللي صار وتحاول تعوضها..
'
في سرير المستشفى بوقت متأخر من الليل كانت متمددة و شهد مرافقة عندها، طلبت رهف من أمها تروح للبيت مع ريان وترتاح و شهد تبقى معاها بما أن سيف بيروح لمركز الشرطة مع اخوانها راكان و سعود ويمكن يتأخرون، كانت خايفة وقلبها يرجف لكن وجود شهد معاها خلاها تسلى و تتناسى اللي عاشته في هاليوم..
فتحت شهد فيلم بالتلفزيون يتابعونه، وكان فيلم رهف المفضل وممثلها المفضل بعد فَكانت سهرة لطيفة مع نغزات من شهد على اهتمام سيف المبالغ فيها قدام الكل..
تنحنحت شهد: عاد اعترفي منو تحبين اكثر البطل ولا حبيب القلب؟ منو أوسم شوفي هالعضلات المفتولة بس..
كانت رهف تغطي وجهها بإحراج: شهد تكفين ارحميني!!
قربت شهد تبوس خدها: وازينهاا اللي تخجل، ياربي لو اللي في بطني بنت تطلع عليج
ناظرتها رهف بطرف عين بغرور: اكيد بتطلع على عمتها شيخة الشيخات وجميلة الجميلات، عيل تطلع عليج؟
كشرت شهد وضربتها بخفة: بلا غرور، لو يشوفج حبيب القلب مغترة صدقيني راح ينحاش
ضحكت رهف: لا ترا مهند يحب غروري عليه يعجبه...
لانت ملامح شهد من طرت رهف مهند وتلاشت ضحكتها وهي تشوف رهف مكملة: عاد تصدقين زعل لأني أجلت العرس...
نطقت شهد بتوتر: رهف شتقولين انتي؟
عقدت حاجبها رهف: شفيج شهد ما تسمعين، اقولج انا و مهند قررنا نأجل الزواج فترة وكلمنا أبوي..
سكتت رهف ثواني تستوعب اللي قالته، حَست بدوخة بسيطة برأسها وغمضت عيونها تنفض رأسها بخفة ولما رفعت عينها شافت سيف واقف عند الباب يناظرها بصدمة و دهشة، ألتفت شهد على سَيف ورجعت تناظر رهف اللي تحجرت الدموع بعيونها وعلى وجهها ملامح الخوف والصدمة، من اللي قالته..
رجع سيف بخطواته يطلع من الغرفة ويسكر الباب خلفه، شهقت رهف بخوف: شهد انا مادري....
قاطعتها شهد: ارتاحي رهف ارتاحي!!
هزت رأسها رهف بالنفي: انا بقوم اشوفه ساعديني
رفضت شهد: انتي تعبانة رهف وين بتروحين؟
نطقت رهف بحدة: بروح لزوجي!!!
تنهدت شهد بنفاذ صبر من عناد رهف وساعدتها تنزل من السرير، جرت رهف خطواتها بثقل و تعب وهي تشوفه مقفي عنها في آخر الممر، نطقت بصوت كله تعب: سَيف...
ما وقف ما تدري هل صوتها خافت ولا هو متعمد انه ما يوقف لها ولا يلتفت، تمسكت بالسيّب ورفعت صوتها: سَيف لا تروح
وصله صوتها للمرة الثانية، لكنه ما قدر يتجاهل رجفة صوتها ومحاولة ثباتها، غمض عيونه بألم ووقف بمكانه ثواني يشد على قبضة يده بقهر و غيض قبل ما يلتفت لها وتلتقي عيونه المشتعلة بنار الغيرة بعيونها الحايرة ودموعها اللي واقفة على طريف، ارتجف ثغرها بخوف من حالتها وخوف من صَد سيف عنها حاولت ترتب كلامها لكن خانتها الحروف وتلاشت من طرف ثغرها الراجف وما بقى الا عيونها تحكي عنها..
ظَل سيف واقف بمكانه وحاولت هي تمشي له لكن تحس جسدها مُثقل ولا هي قادرة تخطي له أي خطوة، تعبها عجزها وحيرتها وقلقها كلهم أثقلوا كاهلها وجثت على ركبتها تبكي بتعب تغطي وجهها الشاحب وعقلها المشوش، حست بأيدين سيف على اكتافها يهمس لها: رهف قومي
ناظرت عيونه ونطقت: سَيف انا..
زادت في بكاها وما قدرت تتكلم، شالها سَيف بحضنه يرفعها عن الأرض وهي تدفن رأسها بصدره وتبكي، ما نطق سيف ولا كلمة دخل للغرفة ونزلها على السرير شهد تركتهم لوحدهم وطلعت، دنى لمستواها يمسح دموعها وهالشي زاد قهرها، ناظرت عيونه: سَيف انا...
قاطعها بهدوء: لا تتعبين نفسج، ارتاحي
ما تحملت بروده وصرخت: ليه تتجاهل وكأنك ما سمعت شي، تكلم عاتب صرخ كسر سوي اي شي!!!!
نطق بنفس الهدوء: ما صار شي..
ضحكت هي بسخرية: ما صار شيء؟ ما سمعت اللي قلته؟ ليه ساكت تكلم! قول انك سمعتني وانا اطري مهنـ....
قاطعها بنبرة حادة: لا تجيبين طاريه رهف لا تطرينه!!!!
ضرب الكرسي بقوة: انا ماسك أعصابي بالقوة لا تخليني افقد اعصابي و أجن يا رهف تكفيين!!!
كان يصرخ ورهف تعض شفتها تحاول تكتم شهقتها: انا اسفة
ناظرها وانكسر قلبه عليها، هو ملاحظ من فترة انها تنسى و تنسى كثير لكن ما توقع في يوم انها تنسى الشهور اللي عاشوها سوا لفترة مؤقتة وترجع بذاكرتها لايام مهند وحبها القديم..
راح يحضنها: انا خايف عليج رهف، تكفين لا تخوفيني
تساءلت رهف: انا شنو فيني؟ ليه انسى؟ ليه اتوهم؟
ابتعد عنها يمسح دموعها: مافيج شي، نقول ضغط الشغل، والتحاليل تطلع الصبح بتكون سليمة تطمني
نزلت عيونها على كفوفها اللي ترجف: لا سيف، انا ملاحظة من مدة الماضي يتداخل مع الحاضر وكأنهم حدث واحد، انسى وايد شغلات مهمة، احياناً انسى ان ابوي توفى واروح للبيت أركض أدوره، انسى اني قدمت استقالتي والقى نفسي مقابلة مديري السابق عيسى في مكتبه بدون سابق انذار...
مد يده سيف يحضن كفوفها: طالعيني رهف
كانت عيونها تراقب كفوفه وتعافر رغبتها المُلحة في احتضانه
كرر مطلبه: اسمحيلي ألمح نجاتي في عيونج!
رفعت عيونها عليه تناظر عيونه بخوف، خوف من مصيبة ثانية تطلع من ورا نسيانها المستمر، خايفة تحول بينهم الأقدار وهي باقي ما شبعت منه، تخاف عليه من دنيا بدونها..
قرب سَيف يبوس محاجرها الباكية: لا تبكين وتعورين قلبي
نطقت بصوت خافت: ابي نروح البيت
عقد حاجبه: بنشوف نتيجة التحليل اول...
قاطعته: مابي اشوف شي، ابي اطلع!!
ترفض كل الاحتمالات والخيارات، ما تبي تسمع او تشوف اي شي، أضطر سيف يرضخ للأمر الواقع ويرخصها من المستشفى قبل ما يشوفها الدكتور حتى، وصلوا شهد للبيت..
ناظرته رهف: زعلان؟
ألتفت عليها: انا خايف مو زعلان، في فرق يا رهف
سكتت رهف وكملوا طريقهم للقصر بهدوء، شعور غريب اجتاح كيانها لمجرد دخولهم بوابة القصر حَست بقشعريرة تسري بكامل جسدها، مسكت كف سَيف تشد عليها وناظرت عيونه الساجية تحاول تخفف من خوفها ومن قلقه، تدري انه انجرح من طرت مهند لكنه يكابر على نفسه عشانها، وبداخله غضب يحرق بلاد و شعوب و أمم، لكنه يبتلع هذا كله عشانها..
كان القصر هادي مافيه حَس أصايل كعادتها تنام بدري، لكن رغم الهدوء بداخل رهف شعور مزعج..
تساءلت رهف: شصار مع.. ابراهيم؟
نطقت اسمه بصعوبة وكأن كل حرف فيه يتشبث في عنقها ويخنقها، لاحظ سيف رجفة عيونها: يدورون عليه، ما بيروح بعيد دامه مُصاب وماله حد يساعده..
تنهدت: عنده عياله الاثنين، شلون ما يساعدونه؟
تمدد بجانبها على السرير: مراقبين بيتهم، ومافي أي حركة
توسدت رهف صدره وبقلبها ألف اعتذار على اللي صار الليلة، يده تربت على شعرها بنعومة وهي دموعها تصب بكل هدوء..
غمض عيونه بقهر من بكاها: خلينا نتطمن عليج تكفين
أردفت بصوت خافت: انا خايفة سيف مابي الأوهام والشكوك اللي في بالي تكون حقيقة
كملت بين شهقاتها: ابي قلبي وعقلي يحبونك لآخر أنفاسي، لو تلاشت كل ذكرياتي أبيك انت الحقيقة الوحيدة في حياتي..
لمها في حضنه يداري خوفها ويطمنها، هو بنفسه يحتاج من يطمنه ويهديه، استنزفزت كل طاقتها مع دموعها اللي انهمرت مثل سحابة متلبدة في قلب السماء، ولما سكنت في صدره وارتخى حيلها فَهم انها نامت، مسح الدمعة اللي تمردت على خده ونزلها من حضنه على المخدة بهدوء، نهض من على السرير واستدار للخلف يشوفها نايمة بوجه عابس وحاجب معقود وعيونها متورمة من كثر البكاء، نزل يبوس رأسها وبداخله وجع ما تتحمله جبال، من كان يتوقع إن البنت اللي دخلت حياته في اول يوم تعصف وتبرق من كرهها له اليوم بكت في حضنه كل وجعها ومخاوفها واحتمت فيه و نامت..
اخذ جواله بهدوء وخرج من الغرفة مع اذان الفجر، راح للمسجد يصلي صلاته و انطلق بعدها فوراً للمستشفى، ما عاد فيه صبر يبي يعرف نتيجة التحليل ويتطمن عليها، يتطمن او يتطمن مافي خيار ثالث راح يتقبله غير انها تكون بصحتها وعافيتها.. توجه لمكتب الدكتور اللي كان مناوب وهو مسؤول عن حالتها، دخل مندفع بمخاوفه وآلامه ينتظر حد يطمنه..
نطق الدكتور: زوجتك تعاني من فقدان مؤقت للذاكرة أو اوهام؟
عقد حاجبه سَيف: جيتك عشان هالموضوع، كيف عرفت؟
تنهد الدكتور: في صورة الرنين المغناطيسي يظهر خلل في الاجزاء المسؤولة عن الذاكرة العملية، غريب رغم صغر سنها!
ارتخت ملامح سَيف بعدم فهم: شنو يعني؟
عدل الدكتور نظراته: نحتاج نعيد التحاليل عشان نتأكد، الخلل مُريب وماله اساس ابي اسوي تحاليل شاملة عشان أفهم...
طالع عيون سيف يشوف الخوف فيها: لو شكوكي في محلها، الحالة ما تؤدي للوفاة لكن، تؤدي لفقدان ذاكرة جزئي او كلي مع هلوسات و أوهام مستمرة...
كلامه وقع مثل الخنجر على قلب سَيف، حس بضيق في صدره وأنفاسه تعافر بداخل صدره: زوجتي مافيها الا العافية، لكنها تمر بظروف صعبة وضغط نفسي كبير...
قاطعه الدكتور: جيب زوجتك نفحصها ونتأكد، كلامي مجرد فرضيات على أساس صورة..
نطق سيف بحدة ومن بين أسنانه: في علاج؟
رفع الدكتور أكتافه بعدم معرفة: ابي اتاكد اكثر، لكن لو كان ضمور في الخلايا علاجه مستحيل..
ترك مكتب الدكتور وهو ماشي بدون وعي منه، كيف يتقبل الفكرة ويهضمها وكيف يشرح لرهف الوضع؟ صعبة عليه..
نفض كل هذي الاحتمالات من رأسه، حبيبة قلبه ومُرهِفته ماتنسى، وان نست هو باقي قدامها ويذكرها كل يوم وكل ثانية، مع الشروق مسك خَط لمركز الشرطة يراقب تحركات ابراهيم..
أنت تقرأ
لا بأس يالقلب الشجاع
Romanceأه لو تدرين لا عوّد العاشق حزين يمشي على جفن و جبين لا باس يا القلب الشجاع ضاع الأمل مالك عذر من لمسة عيوني الشعاع زندي انثنى رمحي أنكسر و قلتي عسى جفنك عساه ما يحترق حاولت ما أغمض عيوني و نفترق..