الجزء 131*4*

1.9K 77 28
                                    

●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●
🍂 لو أنني اعرف كلمة اعمق من كلمة انطفاء لقلتها ، انا لا اشعر بانطفاء روحي اكثر مما اشعر به الان🍂
_________________________________________
زلزال..
هالكلمة توصف اللي صار لمختار لما سمع شن قالت اخته..
انهيار..دمار..ضياع..توهان..هذا كله صارله في لحظه..
عقله اللي يكاد يكون شغال بالتفكير حتى في نومه في هاللحظه وقف..
حتى قلبه حسه وقف..وكأنه مات لكن مازال يتنفس..
تبعت هاللحظه لحظه تانيه تحرك فيها ركن الذاكرة في عقله وجابله مجموعة مشاهد مش واضحة مشاهد من هديكا الليله المشؤومة طول سنين حياته وين تخطر عليه هالمشاهد يهرب من تصديق انها صارت ع ارض الواقع كل اللي يتفكره انه وكأنه ضربها..ضرب الانسانه اللي كانت عنده الدنيا كلها في كفة وهي في كفة بروحها..حبيبه قلبه وحب حياته وجرحه الغائر اللي قاعد ينزف لهاللحظه احلى حاجه واصفى حاجه في حياته من ماضيه كله يتمنى مايتفكرش الا ايامه معاها..ايه نقم عليها وغضب عليها كان شديد لما بدلاته بغيره وفي نظره خاناته لكن انه يأذي شعرة من راسها هادي الحاجه اللي مهما تحاول تغلبه فيها نفسه المريضه وتخليه يديرها هو يرفضها وهالنفس المريضة الأمارة بالسوء غلباته وخلاته يرتكب ابشع جريمه في حق حبيبة عمره "عزيزة"..
🍃مختار في هديكا الليله لما طلع من حوش ام سالمين توجه لسيارة واحد من افراد عصابتهم اللي كان يراجي فيه ع اساس بيخش يخنب لكن لما شاف حالته قال..
/والله قلتها مايدير شي وهو سامطها.." مخمور"
وصل في السيارة فتح الباب الخلفي ركب وسكره وهو يقول يصوت مترنح..
/برالهم برا معاش في وقت..
التفت عليه وقاله..
/وين اللي قلت بتجيبه..
غمض عيونه وهو يحط في سبابته ع فمه يسكت فيه بعدين اشرله بيده يتحرك..
وصاحبه حرك راسه يمين ويسار بعدين ركز في الطريق وتحرك طول..
ويغط مختار في نوم عميق مايفيقش منه الا وهما عابرين الحدود...
لما فاق شاف واحد من صحابه جنبه راقد غير نظره للسواق لقي واحد تاني يسوق غير الاول حمحم وقال..
/شن صار فيكم؟
رد عليه اللي مقعمز جنب كرسي السواق وهو يقول..
/مختار يازعيم كل شي صار كيف ماخططت يا ثعلب لكن قولي شن صار معاك في حوش ****؟
عقد حواجبه وهو يحاول يتفكر مرت قدامه نفس المشاهد ارتفعوا حواجبه بعدين غمض عيونه بشده وقال..
/شي شي ماخديت شي..
=قتلك انت شارب واجد ماتقدردير شي وانت في هذيك الحاله..
وجه نظره للشباك للحظات بعدين قال..
/باهي انسى وخلينا في المهم..مسح بإيديه ع وجهه وقال..تو لما بنوصلوا.....
🍃وكمل توجيهاته ليهم حسب الخطه اللي رسمها لتنفيد عمليه السرقه والهروب وهما سمعا وطاعه،وبفضل الخطه اللي دارها وقعد يعد فيها لشهور قدروا يهربوا من قبضة الشرطه ويولوا فص ملح ذاب معاش ينعرفلهم طريق..
وطبعا التفكير الاجرامي اكتسبه مختار من المجارم اللي رافقهم في مالطا في سفرته الأولى ومن وراهم كسر فلوسه كلهم في القمار..والعصابه اللي دارها تعرف ع افرادها في مالطا وغادي خططوا للعودة لليبيا بش يعبوا جيوبهم ويهاجروا من جديد وكما هو معروف مختار كان مخطط لشي فشل للوصول ليه لكن ماغلبش دار خطه بديله استغل فيها عطف وطيبة قلب ناس تحبه ومشفقه ع حاله وتوسمت فيه خير...
🍂🍂🍂🍂
جبد ذراعه بقوة وهو يقول بغضب وانفعال شديدين..
"كذابة"
سدرة وهي مازال مغمضه عيونها قالت ببكي..
/والله العظيم والله العظيم هدا هو والله هدا هو..فتحت عيونها وقالت بتوسل..بالله عليك خليها في حالها بالله عليك خليهالي هادي بنتي اني ربيتها وكبرتها وتعبت عليها كان نخسرها نموت خليها بالله عليك..نبوس ايديك ورجليك يامختار خليها وانساها وانسانا وابعد علينا بالله عليك
جت بتاخد يده بش تبوسها هو تباعد عنها ومشي بسرعه وهو يقول ويردد بغضب برفض شديد بعدم تصديق..
"كذابه"
وسدرة منهارة تماما..
فتح الباب بقوة وطلع وهو مازال يردد في نفس الكلمه وضعه ماكانش طبيعي مازال يرجف وهو يسمع في نفس الجمله..
"طوبى بنتك..جريمتك اللي درتها في عزيزة المصريه"
حرك راسه بالرفض وهو يقول..
"كذابه"
وعيون العامل الافريقي معاه وهو متعجب..
طلع مختار من المزرعه وقعد يمشي وهو يتنفس بقوة ويحس بشويه وجع في قلبه..
طلع من جيب بالطوه هاتفه..حول القفاز وهو يرعش رماه ع الارض وحط ع رقم الاقجم بأصابعه اللي ترجف واتصل بيه..
حط الهاتف ع وذنه وراجى لعند انفتح الخط وقال بنبرة غاضبه مرتعشه..
"تعالى"
نزل الهاتف بدون مايسكر وهو مستمر في المشي ومازال نفس الجمله تتردد مسامعه..
🍁ومن بعيد شويه كان عبد القيوم جاي بسيارته شافه وانصدم قعد مركز لاحظه وكأنه يكلم في روحه..فجأه جاته سيارته (VIP) خداته وتحركت بسرعه وفاتت من جنبه..
قلب عبد القيوم انقبض بسرعه توجه لمرزعة المهدي لما وصل في بابها عفس الفرامل ونزل من سيارته يجري وخلاها مفتوحه والمفتاح فيها..
وصل في الباب قعد يدق عليه بقوة..فتحله العامل خش يجري وين قرب يوصل للحوش قعد ينادي..
"مهدي يامهدي"..
ويسكت لما يسمع صوت بكاء سدرة بأعلى صوته نادى..
"مهدي"
ويطلع المهدي يجري ويقول وهو متفاجئ..
"عبد القيوم!"
لحقت سدرة وطلعت وراه وهي تشوف لعبد القيوم بصدمه وقالت..
"وين طوبى!؟"
عبد القيوم بصدمه اكبر وانفعال شديد..
"كيف وين طوبى! نا جبتها هنا ليا نص ساعه خشت هنا حقيتها بعيوني..مرتي وين وين شن درتوا فيها"
التفت والمهدي وسدرة معاه شافوا للعامل الافريقي اللي خبرهم انه شافها طالعه تجري من باب المزرعة..
عبد القيوم اللي طار عقله من راسه مشي يجري بأقصى سرعه للباب والمهدي اللي شبه فهم شن صار وهو مصدوم ومفجوع لحقه يجري وطلعوا الزوز من المزرعة وخلوا سدرة في حالة صدمة وعدم استيعاب..
نزلت قعمزت ع الارض وحطت راسها بين ايديها وهي شاخصة البصر في الفراغ ودموعها ينزلوا..نست وضعها نست الصغار اللي قاعدين داخل مش متفكرة شي ولاشي غيرها..
"طوبى"
🍁اللي كان ينادي بإسمها عبد القيوم ويجري ويدور زي المجنون والمهدي يدور معاه في طريق فيها مزارع مافيهاش هديكا الحياة..
🍂الحياة اللي انسحبت من جسد طوبى وقلبها اللي ولت سودا تماما في عيونها طوبى اللي انصدمت صدمة عمر حرفيا..ايه هالصدمه هي اللي ينقال عليها صدمة عمر كامل..
عمر وكأنه وهم وكأنه سراب وكأنه ماكان..
طوبى حاليا حاسه انها خشت في حالة اللاوجود لامعالم لاهويه لاأصل..مش موجوده بكل معنى الكلمه..
"طوبى"
ينادي فيها راجلها وحبيب قلبها وهي تسمع فيه وماتسمعش فيه هي توا شبه مش حاسه بشي لأنها في حاله اللاوجود.
مش موجوده..
ويقرب صوت عبد القيوم لعند مايشوفوها عيونه مقعمزة ع طوبة كبيرة..رافعة خمارها عن وجهها..ملايتها اللي كانت متوسخة بالغبره تبين انها طاحت في الطريق لما كانت تجري..
هدا كله كوم وحالتها كوم تاني عيونها يشوفوا لجهة وحده ووجهها وكأنه مافيشي ملامح المراة خاشه عالم تاني..
وصل فيها قعمز قدامها ع ركابه شد وجهها بإيديه وهو يقول بصوت مرتعش وريقه كاد ينشف..
"طوبى..طوبى حبيبي..قلبي..ياروحي..طوبى"
وطوبى في دنيا تانيه..
المهدي كان واقف يشوفلها وهو متألم ودموعه ع حافة عيونه..
وعبد القيوم زي المجنون يكلم فيها..
"ياعمري كلميني ردي عليا طوبى"
لاحياة لمن تنادي ياعبد القيوم..
وعبد القيوم اللي حس روحه قريب تطلع ضمها ورفعها ومشي بيها والمهدي لحقه وهو يشوف لملامح وجه طوبى اللي تبان وكأنها ميته لكن قاعده تتنفس..
عبد القيوم ماباش يسأل شن صار مايبيش يصير كلام تاني قدامها يزيد يدمرها وممكن يخليها تريح فيها..
وصلوا لباب المزرعة خش بيها عبد القيوم يجري والمهدي وراه..سدرة لما سمعت حسهم شافتلهم وناضت طول  وهي مفجوعه ومش حاسه بنفسها ولاكأنها حامل خشت شهرها..
فات من قدامها عبد القيوم شافت حالة طوبى قالت بنبرة صوت مخنوقه..
"بنتي"
المهدي شافلها خداها في حضنه وخش بيها ورا عبد القيوم وهي مازال بعيونها ع طوبى..
🍁قعمز عبد القيوم طوبى ع الكرسي وهو يقول بنبرة مرتعشه..
"ميه ميه"
مشي المهدي بسرعه بش يجيبها وخلا سدرة واقفه تشوف لطوبى وحالها اشبه بحال طوبى لكن هي دموع عيونها مابطلوش نزول..
شافت عبد القيوم كيف ضمها وحط يده ع راسها وبدي يقرا عليها..
وكم مرة لخبط في الايات وعاود يقرا وكل مايغلط يقول بألم..
"حسبي الله ونعم الوكيل"
ع جية المهدي بالميه عطاها لعبد القيوم اللي خداها وصب منها ع يده وقعد يمسح ع وجهها وهو يقول..
"طوبى..ياطوبى..اذكري الله ياروحي قولي لاإله إلا الله ياعمري..طوبى إنا لله وإنا إليه راجعون ياطوبى"
وحالة الصدمة اللي خاشتها طوبى افقدتها احساسها بوجودها من الأصل مش قادرة تسمع شي ولاتحس بشي وهو اللي نزل بيها شويه!؟شي يخلي العقل يريح بالمرة..
هدا كله وسدرة تشوفلها بصدمه وعدم استيعاب ودموعها مابطلوش نزول..
🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂
وقبل اكثر من عشرين عام امها عاشت حالة شبيهة بحالتها لكن حاولت ع قد ماتقدر تطلع منها..ناضت وهي تبكي وترجف..بتعب وألم شديد مشت للحمام بش تغسل نفسها من اثر جريمة الانسان اللي عطاته قلبها يوم من الايام وكانت تشوف فيه الطف واحن الناس عليها..
وام سالمين قدام الحمام بكرسيها تسمع في صوت بكاها وتبكي معاها..
بعد ماتحممت عزيزة وبدلت حوايجها خدت الحوايج اللي كانت لابستهم وطلعت تجري بيهم للجنان وهي تبكي وترجف وريح الخريف تضرب فيها..
حرقتهم..وكانت متمنيه لو تقدر تحرق اثر انتقامه الشنيع بش تخفيه حتى هو..
وبعد ماحرقت الحوايج واخفت اثر الحرق خشت تجري لدارها لقت فيها ام سالمين تبكي بقهر..
جتها تجري دفت بيها الكرسي وهي تقول بنبرة مرتجفه..
"مش عايزة حد يعرف..مش عايزة حد يعرف"
وصلت بأم سالمين لدارها خشت بيها ووقفت قدامها شدت ايديها الزوز وهي تبوس فيهم بشفايفها المرتجفه وتقول بتوسل .
"ارجوكي ياآنتي ماتقولي لحد..ماليش غيركم في الدنيا ياآنتي ارجوكي ماتقولي لحد"
وكأنها عارفه ان عواقب اللي صار حتجي ع راسها هي بس لأنها مراة وغالبا المراة في هالمواقف في مجتمعاتنا العربيه ماتلقى حد ينصفها..خصوصا وان كان في علاقة حب بينها وبين مختار مرات بدل ماتكون ضحيه في نظر هالمجتمع يحولوها لجانيه ويجردوها من شرفها مرة وحده..
ام سالمين اشفقت ع حالها قلبها انفطر عليها هزت راسها وهي موافقه ع توسلاتها وهي طاحت ع رجليها وحطت راسها عليهم وانهارت بالبكي وام سالمين قعدت تمسح ع شعرها وهي تبكي معاها بألم وقهرة..
🍂وماهي الا لحظات حاولت فيهم عزيزة تستجمع نفسها حاولت تقوم بواجبها اتجاه ام سالمين ساعدتها بش تتوضى وتصلي وحتى هي صلت معاها بعدين فطرتها وعطتها ادويتها..
لكن ع قد ماحاولت تقاوم ماقدرتش تستمر خارت قواها وقعمزت ع سرير ام سالمين بهدة..
ام سالمين قعدت تأشرلها ع السرير تبيها ترقد..
عزيزة شافتلها بتعب وقالت..
/نامي معايا..
هزت ام سالمين راسها بالموافقه وهي تبكي..
ناضت عزيزة بالغصب حطتها ع السرير ع قد ماتقدر بعدين خشت رقدت جنبها..رقدت في حضنها وام سالمين طبطب ودموعها ماكفتش ع النزول...
🍃وبنتها اللي عانت من تعسر الولاده لطف بيها الله وولدت وطلعت من مرحلة الخطر لكن حطوها في العنايه للإطمئنان..
وسالمين بعد مااطمنت عليها مشت اتصلت من المستشفى بالحوش بش تطمن ع امها وعزيزة لكن مارد عليها حد عاودت الاتصال مرتين مارد حد انتابها قلق كبير..
رجعت وين ماقاعدين خواتها اللي جو الصبح شافت معاهم اخت كاريمان سلمت عليها وقالت..
/مش عارفه وينه جبريل لعند توا نبي نروح نشوف امي وعزيزة..
وحده من خواتها قالت..
/اتصلتي بالحوش؟
سالمين بتوتر:ايه ومايرد حد معناها جبريل لعند توا ماعداش غادي..
تكلمت اخت كاريمان وقالت..
/نروحوا بيك انا وفرج؟
هزت راسها وهي تقول بإستعجال.
/ايه ايه..هيا..
🍃وطلعت معاها لسيارة فرج اللي كان يستنى داخلها،ركبت من الخلف وهي تسلم عليه وتسأل ع حاله وهو سأل عن حالها وحال راجلها وخالته وخطيبته..
سالمين:خليتها امس تقول حالي باهي..
فرج:كيف قصدك تمن وحدهن هي وخالتي في الحوش؟
سالمين:ايه..
ضايق فرج وبان في وجهه لكن ماقدرش يتكلم واخته وسالمين حسوا بيه..
وبسرعة وصلهم للحوش وقعد في الجنان يراجي يشوف خطيبته ويطمن عليها..
خطيبته اللي لقوها اخته وسالمين راقده في حضن خالته وكان باين عليهم التعب وهما راقدين ..
سالمين بقلق:باين عليها مازالت مريضه..
اخت كاريمان قالت:نشيلوها للمستشفى؟
سالمين:اول امس شلناها وعاينت وعطوها عرم ادويه،اكيد انشغلت بأمي ونست نفسها..
=زعم ماتدعيش خالتي!؟
ابتسمت سالمين بأسف وقالت..
/خدتها من امي..
هزت اخت كاريمان راسها وقالت..
/خل نطلع لفرج نطمنه..
ومشت طلعت وخلت سالمين تتفحص في عزيزة..
لحظات ورجعت اخت كاريمان وملامح وجهها ماتتفسرش قالت لسالمين..
/انظر شن صاير برا ياسالمين..
سالمين بخوف:وين؟
=برا في الجنان حس عركه نسمع في راجلك يتعارك مع حد..
طلعت سالمين تجري واخت كاريمان قعدت في دار خالتها..
🍃والعركه برا كانت بين جبريل وخوته اللي لاموه ع الثقه اللي عطاها لواحد زي مختار ياما حذروه منه وهو للأسف من حبه ليه تبع حسن نيته وطاح في حفرة غدر مختار اللي طال القريب والبعيد..
🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂
"طوبى طوبى"
صرخت سدرة بأعلى صوتها لما شافت طوبى فقدت الوعي..
هالصرخه جابت جنة تجري وقفت في اخر الممر لما شافت حالتهم وكانت مذعورة عيونها جو ع امها وقالت بخوف..
"مامي"
وراجل امها رفع امها في حضنه وهو يقول بإنفعال وغضب شديد..
"والله تصير فيها حاجه ماني راحم واحد والله والله معاد نخليها تعرفكم تنسوها انسوها"
عبد القيوم مش بوعيه من رعبه ع زوجته روح قلبه اللي عايش بيها طلع بيها يجري لسيارته وهو يقول ..
"يارب..يارب..يارب"
والمهدي اللي عاش هالفترة اسوء لحظات حياته شاف مرته وهي تصرخ من مجموعة آلام مختلطه الم الخوف وكذلك ألم الولادة لكن وين جت عينه ع بنت خوه اللي لقاها تبكي وتنادي في أمها قلبه ولى حطام لأجزاء مجزئة..
🍃المهدي وعبد القيوم في هداكا اليوم كانت ارواحهم معلقه بين السماء والارض..
سدرة تعاني في الام الولاده اللي تعسرت عليها وطوبى اللي صارلها هبوط في الضغط كانت غارقه في النوم في غرفتها بالمشفى نفسه اللي قاعده تولد فيه سدرة..
هالحدث الجلل اللي صار مافي حد عنده بيه علم..
لكن في قلوب حاسه ان في شي سيء صاير..
زي قلب المحجوب اللي يعرف بلقاء سدرة ومختار ليه اكثر من ساعه يتصل بالمهدي وسدرة ومايرد عليه حد..
زي ماصاير مع كاريمان اللي فقدت طوبى اليوم كله تعرف بمرواحها وخبرتها انهم لما يوصلوا حتعطيها علم وطوبى سهت عنها اول النهار وفي اخره معروف شن اللي منعها..
وصلت كاريمان لأقصى مراحل القلق وقالت للصابر يكلم عبد القيوم،ويتصل الصابر بعبد القيوم مرارا ومايلقاش منه في رد
برغم  خوفه حاول يطمن مرته بقولة انهم ممكن يكونوا مشغولين بشي ما لكن كاريمان اللي شافت الخوف في عيونه ماقدرتش تطمن..
🍀وتعدي الساعات ومازال سدرة ماولدتش وطوبى قاعده هاربه بالنوم وازواجهم عايشين في حالة خوف وتوتر رهبيين  والمهدي بزيادة لأن الصغار قعدوا معاه يعاني فيهم فوق معاناته ولده راقد في حضنه وجنة مقعمزة جنبه متمسكه بذراعه وحاطه راسها عليه وهي راقده وهو يتأمل فيها بنظرات كلها حزن وألم..
🍃ويطلع نهار تاني يوم والمحجوب تحرك طول بإتجاه الخمس بعد ماقطع مسافه خدت من الوقت ساعه ومعاها وصل في مزرعة المهدي وغادي العامل خبره باللي صار وهو من خلال اللي سمعه شبه عرف ان مختار دار اللي تعود عليه عاصفه مدمرة خدت في طريقها كل شيء...
🍃🍃🍃🍃
وفي شرق البلاد..
سالمين اللي كانت لاهيه في تجهيز الغدي في هدوء تام خش عليها راجلها وهو يقول بنبرة ألم..
/سالمين..
التفتت عليه وشافتله..شافت لملامحه..ملامحه اللي كانت تحكي بروحها عن شي قبض قلبها وغم عليه بنبرة خوف قالت..
/كنك ياجبريل شن في!؟
الدمعه اللي عبت عين جبريل طاحت وقال وهو خانقاته العبرة..
"طوبى عرفت ياسالمين"
🍃🍃🍃🍃
ومش طوبى بس اللي عرفت المدرق ليه سنين طويله ياجبريل..
حتى بعض اهل الشارع اللي بدت تنتشر فيه القصه زي النار في الهشيم ومعروف من اللي نشرها بطريقه او بأخرى..
ايه مختار اللي رفض رفض قاطع يصدق ماعرف من سدرة وقال انها محاوله دنيئة وفاشله منها بش تحول بينه وبين اللي يبي يوصله...
🍃🍃🍃
"شن اللي تقولي فيه يارقيه هذا!!؟"
رقيه بصدمه؛والله هدا اللي حكاهولي ولدي قال سمعه من ولد عيلة الجعفري مش عارفه من وين سامعها ياوخيتي..
نجمه بعدم استيعاب..
/حاسه روحي فشلت..
عواطف بنتها قالت وهي مصدومه..
/والله حتى اني..ياربي وخلاص والله ماني عارفه شن نقول..معقوله طوبى تطلع لقيطه ولطفي الواعر دار الحرام وسجلها ع اسمه علاش باهي شن المبرر!!!؟
رقيه:ماني عارفه ياوخيتي كان الدوة حق مرات يطلع هو اشبح شن داير...راكم تنسوا حال ورده كيف كان بعد روحوا من بنغازي تبان منهمه ومهبيه..
نجمه وهي تفكر قالت..
/ماطولتش بعد مرواحها بشهور توفت..
عواطف:وهما يقولوا مرضتها حبسة مختار وقتها..
رقيه:لالا الحكايه اكبر من هكي الله يجيرنا وخلاص الله يجيرنا ويعافينا..
خبطت عواطف ايديها ببعض وقالت وهي مصدومه..
/تي كان هالدوة حق معناها حتى هما غشوا عيلة شنيبه!
نجمه بأسف وضيق..
/لاحول ولاقوة الا بالله..
رقيه:قلبوا الدنيا ع رووسهم وهما في قولت غشونا وفي الاخير يطلع عملهم هما اسود من عمل عيلة شنيبة..
🍃واكيد خبر زي هدا وصل في المعنيين بيه بالدرجة الاولى عيلة الواعر وعيلة شنيبه..
🍃"شن تخرفي انتي"
ام محمود قالت؛لاوالله مانخرف ياسميره الدوة هادي سمعها ولدي من ناس ماتكذبش..
سميرة بإنفعال:تي خافوا ربي يابشر حرام عليكم  اتقوا الله في هالمسكينه اللي ديما سانين امواسكم عليها راهوا عندكم ولايا..
نسرين بغضب:اني نفوت كل شي الا الحاجه هادي ياريت تروحي ومعاش تعفسيه الحوش هدا..
ناضت ام محمود ومشت طلعت وهي تقول بهمس وحمق..
/الحق في اللي جاكم بش يوريكم شن داروا فيكم عيلة الواعر..
ونسرين ناضت وراها بش تشوفها وهي طالعه وبعد ماتأكدت انها طلعت ولت لسميرة وقالت بقلق..
/معقوله تطلع الدوة هادي حق!
سميرة بإنزعاج:تي شن تقولي يانسرين راك تعرفيهم اكثر مني!
تنهدت نسرين وقالت بألم..
/معاش في حد يعرف حد في زمانا هدا ياسميرة مهما كان قريب عليه..
🍃ومن الصاله لدار مغليه اللي كانت تكلم في بنتها خديجه مكالمة فيديو وهي تبكي..
/ماتخليشي يابنتي بالله عليك..
"تريحي ميمتي قاعده هني شهر تاني مش مخلياته"
مغليه بألم:يارب اشفيه وعافيه وماذوقني حزنه يارب..
☘خديجة:يارب يارب..هيا امي بنسكر توا خل نمشي نشوف..
"باهي باهي بالسلامه بالسلامه"
نهت مغليه المكالمه وخديجه بعد تنهدت بحزن مشت للحجره اللي قاعد فيها خوها وكانوا قدامها زوز من عناصر الشرطه..
خشتلها وسكرت الباب لقت خوها فايق وعيونه يشوفوا للشباك بنظرات حزن..
خديجه قربت منه مسحت بيدها ع شعره وقالت..
/جللو تسلم عليك امي..
شافلها وقال..
/شن حالها؟
قالت:كويسه الحمد لله..
تنهد ورجع نظره للشباك هي شافتله شويه بعدين قالت..
/قولي في شن تفكر..
تنهد بألم وقال..
/في طوبى..
ضمت شفايفها لداخل بأسف وعدم رضا..
كمل يقول بنفس النبره..
/الفترة هادي نحلم بيها هلبه..
رجعت مسحت ع شعره بدون ماتعلق..
"نبي نطلب منها السماح"
نزلت يدها وهي تشوفله بحزن..
دمعوا عيونه وهو يقول..
/نبيها تسامحني مانبيش نموت وهي مش مسامحتني ياخديجة..
ضماته وهي تقول..
/معاش تقول هكي وخيي بإذن الله دير العمليه وتبرا وتقعد لبنيتك..
قاللها بنبرة مخنوقه..
/كان ماسامحتنيش طوبى مش حيصير مني بكل ياخديجه وحنموت وذنبها في رقبتي..
نزلوا دموعها وهي تمسح ع ظهره وتقول..
/بعيد السو عليك ياغالي بعيد السو...
🍃والسو ماهو بعيد من عيلة الواعر اللي قاعده تنزل عليهم الابتلاءات تباعا...
🍃"والله لما نجيبهم واحد واحد ونقص لساناتهم هالكلاب البصطارديه"
عبد المطلب بضيق شديد وصدمه قال..
/اني نبي نعرف دوة زي هادي منين جابوها منين!؟
سكت حسين وهو في قمة الغضب وسؤال بوه قاعد يدور في عقله اللي مش قادر يستوعب شي من اللي سمعه وتبع سؤال اسئلة تانيه مش عارف وين يلقى اجابتها لكن بوه كان في داخله شك مساوره من سنين..من الايام الاخيره للطفي في الدنيا..حالته..وتخميمه في طوبى اللي كان اكبر من تخميمه في سدرة وهي في الغيبوبه وغيره من العلامات اللي شافهم حتى ع بوه بعد وفاة لطفي خلوه يحس ان في شي غامض ومش واضح يخص طوبى..
🥀طوبى اللي بعد مافاقت رجعت عاشت حالة الصدمه ماترد ع حد ولاتسمع في حد وكأنها منفصله ع الدنيا وعبد القيوم يكاد يفقد عقله بالمرة عاجز تماما ومش عارف شن يدير بش يطلعها من هالحالة خوفه الشديد اللي سيطر عليه خلاه مش قادر يديرلها شي..
🍃"مش عارف شن سمعت مش عارف اني ماريتهاش لامنين خشت ولاطلعت مانندريش عليها جت من اصله"
عبدالقيوم مسح ع لحيته وهو في قمة الغضب والخوف والالم بعدين التفت ع الحيط وخبطه بيده وقال..
/بناخدها من هنا وبنعدي بيها لبنغازي ومعاش نبيها تعرف منكم حد..
المحجوب بحده:عبد القيوم..
اشر عليه بسبابته وقال..
/انت اكثر واحد يعرف انها شرعا ما تمتلكمش بصلة هي توا تعنيني انا وهلها في بنغازي بس..
وفي هاللحظه يرن هاتفه طلعه من جيب بالطوه وشاف المتصل لقاه الصابر وجه الشاشه للمحجوب وقال..
/هذى بس بعدي نا اللي يعنيلها في الدنيا بس..
ولف ومشي وطلع من الممر وهو يرد ع الصابر ونظرات المحجوب والمهدي اللي كلها صدمه تلحق فيه..
ع جية وحده من الممرضات وقفت ع المهدي وقالت..
/ياخوي زوجتك جابت بنيه والزوز حالهم باهي الحمد لله..
المهدي بقلق:متأكده!؟ مرتي حالها باهي!؟
قالت:ايه ياأستاذ شويه تانيه وتشوفها بروحك..عن اذنك..
ومشت من حداهم..
هو غير نظره للمحجوب لقاه يشوف للفراغ وهو سرحان والدموع معبيات دموع..
تنهد بألم وقال همسا..
/لاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم...

.....ولايزال للقصة بقية.....

طوبى_للكاتبة جمان فريد (3)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن