"النهاية"2

1.3K 76 49
                                    

#طوبى  "جنة طوبى"
#جمان_فريد
#النهايه2 (الخاتمه)
(تحوي النهايه نسبه عاليه من الدراما في بعض المشاهد اللي يعطي فيها الكاتب مساحة لخياله لتخيل بعد ماتفكر به الشخصيات وماكانت تشعر به...النهايه بأحداثها بشكل عام حزينه جدا لذلك نتمنى من اي قارئ قلبه مايتحملش يأجل قرائتها او يعرف شن صار فيها من خلال التعليقات...)
🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂
🍂 ثم أسألكِ أن تخرجي إليّ من القبر ولو دقيقة واحدة • وأشعر أنني قادر ٌ على أن أدفع حياتي كلّها ثمناً لهذه الدقيقة…🍂
ديستويفسكي...
_________________________________________
في حوش جبريل..
في المربوعه اللي كانوا فيها مع صاحب الحوش، المهدي والمحجوب وحسين ونضال وعزيز ومعتز يفطروا وهما يتبادلوا في بعض الكلمات..
وفي الصاله..
كانوا مع مولاة الحوش،سدرة وفردوس وبناتها وغرفه مطيرة وصفيه ونبيله وحداهم الصغار يفطروا بصمت تام..
هالصمت كان عكس الضجيج اللي صاير في داخلهم صخب من القلق والخوف واللهفه وكل وحده فيهم كانت تتخيل في شكل اللقاء اللي حيجمعهم بطوبى بعد كم ساعة...
سالمين وهي تاكل كانت مرة مرة تشوف لسدرة كيف تعامل في جنة بإهتمام بالغ ومخليه ولدها لعمتها مطيرة توكل فيه دموعها عبوا عيونها وهي تتأمل فيهم ومش عارفه علاش هالمنظر خلاها تحس بشعور غير مريح..
ويرن هاتفها..التفتت للطاوله وشافتله وكلهم مرروا انظارهم عليه وعليها..
اتصال يجي في وقت زي هدا حتما حيكون مريب ويخلي القلوب تنقبض..
"إن شاء الله خير"
هالجمله اللي قالتها سالمين لما ناضت لهاتفها زادت من شعور الخوف في قلوب كل الحاضرات..
وصلت سالمين في هاتفها وخداته ولما شافت المتصل بلعت ريقها من الخوف..
فتحت الخط وردت تقول..
"كاريمان!"
🍂الشارع اللي فيه حوش جبريل كان قمة في الهدوء في ساعة زي هادي ساعة الافطار وهدا الطبيعي في كل مكان ناسه يصيموا في رمضان..
لكن..في هاللحظه هالهدوء المعتاد اخترقه صوت صرخه من قوتها وكأنها كادت تشق السمي..
وتتبع هالصرخة صرخات متتابعه اكيد من سمعها في هداكا الشارع حس بفجعة وقهرة صحابها..
🍂🍂
انما الصبر عند الصدمة الاولى..
سدرة من وين بتلقاه الصبر ع صدمه زي هادي من وين!!
المراة انجنت بكل معنى الكلمة..
تصرخ وتنقز وتخبط وامها صفيه كانت تحاول ضمها وهي تبكي بالعبرة..
غرفه وفردوس و مطيره واريج والعة فيهم نار قريب يطيروا من قوتها..
اما الاء كان حالها من حال سالمين ونبيلة مصدومات والدموع تنزل من عيونهم..
🍂والرجاله في المربوعه في حالة يرثى لها..
صدمه ع ارتباك ع حزن وألم..
المحجوب انهار هو من بعد ماعرف حقيقة وضع طوبى وهو يبكي عليها في الخفاء..
ومعتز قعد يبكي عليها وهو مفجوع لين شحب لون وجهه..
اما المهدي ونضال وحسين فوق فجعتهم بالخبر وألمهم الشديد ع طوبى كانوا في قمة الخوف ع زوجاتهم اللي يسمعوا في اصوات صرخاتهم وكأنهم انجنوا وكأنهم وسط نار قاعدة تاكل فيهم..
اما عزيز اللي كان واقف جنب جبريل وهو شاده كان يكلم عنه في الصابر من هاتفه..
عزيز بتوتر وألم..
/مايردش..
جبريل وهو يرعش قال..
/شوف رقم عبد القيوم..
هز عزيز راسه وقعد يدور فيه رقم عبد القيوم وهو متألم من اصوات الصراخ والنحيب اللي يسمع فيهم..
🍂هالصراخ اللي فجع الصغار ومنهم جنة اللي سمعتها اريج وهي تبكي قدمتلها تجري وخدتها في حضنها وهي تقول بنبرة باكيه مرتعشه وملامح الفجعه ع وجهها..
"خلاص ياعمري خلاص"
وتلتفت ع سدرة لما شافتها تجري بتطلع من الحوش وهي تعيط بإسم طوبى وصفيه ونبيله لحقوها يجروا وهما يبكوا..
فتحت الباب وطلعت تلقاها المهدي..
سدرة بهلع وذعر قعدت تخبط ع صدره وهي تقول..
"طوبى يامهدي طوبى..طوبى"
غمضت عيونها بشده وبصرخه راح معاها صوتها نادت..
"طوبى"
والمهدي ضمها بقوة وهو يبكي بدون اراده منه ويسمع في آهات تطلع منها تحرق الروح من داخل...
🍂🍂🍂🍂🍂
وفي المشفى كانت كاريمان مقعمزه ع الكرسي وهي مسنده راسها ع الحيط تشوف للفراغ ودموعها ينزلوا..
جنبها راجلها اللي كان حاط راسه بين ايديه وهو في حالة صدمه..
ومقابله عبد القيوم اللي كان يشوف للأرض بتوهان ودموعه ينزلوا منه عليها..
شويه جاه طبيب وهو يشوفله بأسف قاله..
/معليش ياخوي تعال معاي بيش دير الاجراءات..
نزل الصابر ايديه وشاف لعبد القيوم لقاه رفع عيونه في الطبيب كان يشوفله مطولا بدون مايتكلم او يبدي ردة فعل..
ناض الصابر ومشاله..شده من ذراعه ونوضه وهو يقول بصوت مخنوق..
/تعال..
مشي الطبيب وهو متأسف ووراه الصابر اللي كانوا دموعه ينزلوا وجنبه عبد القيوم يمشي بدون ارادة..
هدا كله كانت تشوف فيه كاريمان وهي تبكي بألم وبصمت..
🍂🍂🍂🍂🍂
بعد ساعتين..
رقدهم مختار بعمق فاق فجأة وهو يحس بصدره مغموم كان يتنفس عادي..حط يده ع قلبه حس دقاته طبيعيه بش هالغمه كانت قويه هلبه..
ناض قعمز وحط يده ع صدره وقعد يمسح عليه وعيونه ع اللعبه القطنيه اللي كانت محطوطه جنبه ع السرير..
🍃وفي الكوجينه..
كانت امينه تسمع في صلاة التراويح من الراديو وهي مقعمزة ورا الطاوله وحاطه يدها ع خدها..
فجأه خش عليها الاقجم شافاته يمسح في دموعه عقدت حواجبها بخوف وقالت..
/مالك؟
الاقجم لف وجهه عنها وقال بنبرة مرتجفه..
"ابله طوبى بنت المعلم توفت"
خبطت امينه بيدها ع صدرها بقوة من الفجعه..
الاقجم بنفس النبرة قال..
/لابيها لاعليها مسكينه لقوها ميته في فراشها..
تسارعت انفاسها وبدت تبكي لعند ماانهارت وبكاها ولى بالعبرة..
"خيرك؟"
سكتت ع البكي فجأة وشافت للباب بخوف ودموعها زي السيل..
والاقجم كان يشوف وين ماتشوف وهو متألم..
خش مختار وهو يشوفلها قال..
/امينه قولي خيرك تبكي سمعتي حاجه عن خوك؟
حاولت تتماسك ماقدرتش حطت ايديها ع وجهها ورجعت تبكي بالعبرة..
مختار شاف للأقجم وقال..
/قول انت خيرها!؟..ضيق عيونه لما شاف عيون الاقجم كانوا حمر ومدمعات..دام النظر ليه للحظات بعدين قال..معناها انت اشبح شن سمعت عن ماليك..قتلك روح وحتى انتي ياامينه قتلك رمضني مع خوك ماعندكم ماديروا هني..
زادت امينه في قوة بكاها والاقجم لف وجهه عنه وهو يرشف ويمسح في دموعه..
مرر نظره بيناتهم بعدين غمض عيونه وقال بنبرة بان فيها الخوف...
"اقجم قول شن في"
بلع الاقجم ريقه وشافله بعدين قال..
"ابله طوبى توفت"
فتح مختار عيونه وهو يشوفله بنظرة غريبه..بس كانت تبينه وكأنه ماسمعش شن قال الأقجم..
والاقجم وامينه كانوا يشوفوا لردة فعله وقلوبهم موجوعه عليه وعلى طوبى..
🍁🍁🍁🍁🍁
"لا شن يحطوها في الثلاجة..طوبى ماتحبش الشتا ماتتحملش الصقع"
الصابر وهو متألم قال..
/تعال معاي ياولدي تعال..
عبد القيوم: وين تبيني نمشي!!؟ تبيني نعدي عنها ونخليها وحدها هنا.!؟ طوبى تخاف من الليل والظلام..
الصابر بألم..
/قول لا إله إلا الله ياعبد القيوم..
مسح دموعه اللي نزلوا ع ذقنه وقال..
/لاإله الا الله..كان تبي تروح انت روح انا مش متحرك من هنا..مانخليهاش وحدها في الصقع والظلام..
ضمه الصابر بقوة وقعد يبكي بألم..
عبد القيوم بنبرة مرتجفه قال..
/ماحصلتها ماراحت ليا ومن نصيبي الا بعد شوق عذاب وتعب لكن ماخلونيش نتهنى بيها ولا خلوها تتهنى بيا ياعمي الصابر..والله ماكنت نبي غيرها من الدنيا واجد عليا لهالدرجة! واجد ياعمي الصابر!
الصابر قال بنبرة باكيه..
/وحد الله ياولدي واستغفر ربك..مقدر مكتوب ياولدي..نصيب وكلنا لهالطريق..
عبد القيوم سكت معاش قدر يتكلم شويه وغمض عيونه وثقل بين ايدين الصابر عرفه فقد الوعي قعد يكلم فيه بخوف..
/عبد القيوم عبد القيوم..وبعدين قعد ينادي حد يجي يساعده لعند ماجاته طبيبه ومعاها ممرض كانوا ماشيين فالممر وبدوا يسعفوا في العاشق المكلوم...
🍂🍂🍂🍂🍂
"جبتلك معاي حاجه تفرحك"
الجالي وهو مقعمز ع كرسي في غرفته وسط المشفى كان يشوف لأخته بملامح وجه متعب خاليه من التعابير..
خديجه بإبتسامه قالت..
/اسمع اسمع..ورفعت هاتفها وفتحت شي طلع منه صوت وين  سمعه الجالي قلبه فز فزان وملامح الالم مع الشوق تصارعوا ع وجهه..
" السلام عليكم..قولوله اني مسامحاته دنيا واخره مش هو بس كلكم مسامحتكم ومافي في قلبي عليكم شي ونوصيكم ع جنة جنة يانسرين هادي بنتكم راكم تظلموها يانسرين"
نزلوا دموع الجالي وهو يقول..
/هادي طوبى ولا!؟
خديجه هزت راسها وهي تشوف لخوها بإبتسامه حزن بعدين قال..
/اسمع هدا..
"ربي يشفيه ويعافيه ويهديه ويطول في عمره بش يقعد لبنته ويعوضها"
خديجه وهي مبتسمه بألم..
/سمعتها شن قالت مش بس قالت مسامحه قعدت تدعيلك وخيي..
بدت ع وجهه ملامح البكاء وهو يقول..
/مش قتلك ياخديجه مش قتلك..طوبى مش بس بنت حلال طوبى ملايكه ع هيئة بشر..غمض عيونه بشده وقال..اني المغبون اللي كانت بين ايديا نعمة زي هادي وفرطت فيها..ااه..ونزل راسه وقعد يبكي..
خديجه قعدت تسمح ع شعره وقالت بحزن..
/هي تبيك تشد حيلك وتبرا ع خاطر جنه
سكت عن البكاء وهو يرشف بعدين قال..
/نسرين اللي كلمتها؟
قالتله:ايه..
قاللها:اتصلي بيها نبي نكلمها..
خديجه قالت..
/حاضر..واتصلت بنسرين..
الجالي :افتحي المايك..
خديجه:حاضر..فتحت المايك وقعدوا يسمعوا في الخط وهو ينادي اكثر من مرة بعدين انفتح وجاهم صوت نسرين الباكي
وهي تقول..
"خديجه"
الزوز عقدوا حواجبهم بخوف وخديجة قالت..
/خيره صوتك؟
"ااه ياخديجه كان نقولك شن صار..طوبى ياخديجه طوبى توفت"
شافت خديجه لخوها بصدمه لقاته يشوف للهاتف بنظرات عدم استيعاب والدموع ينزلوا زي السيل..
"تقول كانت حاسه مسكينه وهي توصي ع بنتها ياناري عليها وع بنتها"
خديجه وهي مصدومه قالت..
/كيف توفت!؟
"قالوا لقوها ميته في فراشها شكلها ماتت من الغصايص والقهر"
خديجه وهي تشوف لحالة خوها سكرت ع نسرين وقدمتله طبست عليها وضماته وهي تمسح ع ظهرها..
وهو في هاللحظه رجع سمع صوتها لما دعتله..
"ربي يشفيه ويعافيه ويهديه ويطول في عمره بش يقعد لبنته ويعوضها"
ويمر قدام عيونه شريط حياته معاها من لما كانت طفله صغيرة لعند اخر لحظه معاش يبي يذكر شي بعدها هي يوم عاناته وهو مريض لما رجعها غصب عنها..
"عندي ثقه فيك
عندي أمل فيك..
بكفي.. شوبدك بعد فيك؟!
عندي حلم فيك..
عندي ولع فيك..
بكفي
شوبدك بعد موت فيك!؟"
وصوتها يتردد لمسامعه وهو يسمع فيها تغني فهالاغنيه اللي كانت كل جمله فيها تحرق في قلبه اللي ماقدرش يحبها حب صافي سليم يخليه ع الاقل حتى لو ماكملش معاها يقعد ذكرى حلوة في حياتها..
غمض عيونه بشدة ودفن وجهه في رقبه اخته اللي كانت مغطيه بالوشاح وقعد يبكي بالعبره ويقول..
"آااه ياطوبى ااه..ااه ياقهرة عمري ااه"..
واخته تسمع فيه وهي تبكي حزنا ع حاله...
🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂
"مش مروحة لين تعلميني طريقتك في الكبه اكيد فيها سر بتعطيهولي راهو تبي ولاماتبيش"
سعد:هيه هيه..هدي هدي اصلا كان فيها سر وعطتهولك ماتقدريش تجبيها زيها..
سلافه فنصت فيه وقالت بضحكه..
/سعد!
نفيسه؛ريتي ولدك يام ريتي..
امها قالت..
/انتي اللي تجيبي فيه لروحك..
ضحكوا وهي قالت..
/خل نكلم عمر يروح بيا خير..
ويجيها اتصال من عمر..
سعد قال..
/شكله جاك بروحه..
رفعت هاتفها وقالت بإستغراب..
/ايه والله هو لكن قالي بنجيك الواحد وتوا 11!
فتحت الخط وردت..
/ايوه عمر......عقدت حواجبها وقالت..ان شاء الله خير!....بدت ع وجهها ملامح صدمه ممزوجه بالوجع وهي تقول..لاإله إلا الله!....
امها وخوها ومرته قعدوا يشوفولها بقلق..
نفيسه بألم:ياروحي لاحول ولاقوة الا بالله مالحقوش يشوفوها مساكين....الله يغفرلها ويرحمها...باهي باهي نراجي فيك...ونهت المكالمه وهي تشوف للهاتف بألم..
امها قالت..
/شن في!؟
رفعت نفيسه عيونها في سلافه بعدين غيرتهم لأمها وقالت بحزن..
/اخت سلفتي يام توفت..
بدت ع وجه سلافه ملامح القلق وهي تقول..
/من سلفتك!!؟ سدرة!؟
سعد قعد يشوف لسلافه..
ونفيسه نزلت عيونها وقالت بنفس نبرة الحزن..
"ايه..طوبى"
شهقت سلافه وحطت يدها ع فمها وهي مفجوعه..
سعد بخوف: سلافه!
ام سعد قالت بحزن..
/هادي صاحبتك ؟
نزلت سلافه يدها وهي تتنفس بسرعه وقالت بنبرة باكيه..
/كيف ماتت من شو!؟
نزلوا دموع نفيسه وهي تقول..
/قالي لقوها ميته في فراشها..
غطت سلافه وجهها بإيديها وهي تقول..
"ياالله ياالله ياالله..ياالله دخيلك"
وانهارت بالبكي..
عزوزتها قربتلها وضمتها وهي تقول..
/ادعيلها بالرحمه بابنتي..
سلافه وهي تبكي بالعبرة..
/ياالله شو تعذبت بحياتها هالمخلوقه..ياالله..وقعدت تبكي بعبارات متلاحقه ونفيسه تبكي بصمت وسعد يشوف لمرته بخوف واسف..
🍂🍂🍂🍂🍂🍂
"طوبى!!"
هالاسم طلع من مروة بصرخة فجعه لما سمعت من امها اللي كانت تبكي بحرقه خبر وفاة طوبى..
انهارت مروة زي ماانهاروا خواتها وصوت بكاهم جاب سلفة صفاء ومعاها الجيران لشقتهم..
🍂طوبى كانت جزء لايتجزأ من طفولتهم ومراهقتهم ساندتهم وساندوها في اصعب الظروف وكانت ديما ليهم اخت كبيره ..
🍂زي سدرة المهدي وخوها محمد اللي كان حاضنها ويبكي معاها..
الزوز كان يمر قدامهم شريط حياتهم معاها..
كانت مع محمد من صغره اخت وصديقه قداش لعب معاها ورسم هو وياها طوبى كانت بطلة مرحلة طفولة محمد..
وسدرة المهدي بين عيونها مواقف طوبى معاها بعد وفاة امها وكيف كانت ليها ديما ناصحة ومرشده..
احفاد عيلة شنيبه كلهم وجعهم الخبر بس محمد وسدرة بزايد..
اما الكبار مغليه تألمت وبكت عليها..سميرة بعبرتها زي نسرين اما محمد شنيبه اللي تألم عليها حتى هو كان يحس بوجع كبير ع حفيدته جنة اللي باين حظها حيكون زي حظ صغار عمها طاهر..
🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂
تاني يوم..
قبل الظهر..
في حوش الصابر اللي داروا فيه العزي..
طلعوا من بابه الخارجي..
مطيره وصفيه وهما شادين سدرة اللي كانت مهدودة ووراهم غرفه وفردوس واريج وآلاء..
كلهم كانوا يبكوا اللي بالعبرة واللي بصمت بس قلوبهم حالها واحد تنزف في دموعها دم..
لما وصلوا في باب المربوعه الخارجيه..
بلغت قلوبهم الحناجر..مش عارفين كيف بيتحملوا اللي بيشوفوه توا كيف بيقدوا عليه..
خشوا صفيه ومطيره بسدرة ولحقوهم غرفه وفردوس واريج وآلاء...
بعد ماخشوا كلهم وقفوا مع بعض وكان رجليهم جمدت ومش قادرة تتحرك..
يشوفوا في تابوتها وولا وحده قادرة تصدق او تستوعب ان هالثابوت راقدة فيه طوبى رقده لافيقة بعدها الا في يوم البعث..
سدرة..فكت نفسها من امها وعمتها..وقعدت تمشي بخطوات ثقيله وخايفه بإتجاه هالثابوت وياقداش تمنت اول ماتوصل فيه تفيق من هالكابوس اللي ماباش يتم..
ووصلت سدرة وثابوت وشافت اللي فيه بخوف بانت عليها..
بانت عليها بنت قلبها وروحها وهي متكفنه بالابيض ومش باين منها شيء الا وجهها البريئ الحلو..
حطت ايديها ع صدرها وهي تقول بحرقه ودموعها تنزل..
/علاش ياربي مش اني علاش..علاش مش اني اللي راقده مكانها علاش..نزلت ع ركابهاجنب الثابوت وهي تقول..ياروحي ياروحي..ياروحي يابنتي..ياغبني غبن ياقهرتي قهرة ياحسرتي حسرة من بعدك..من هاليوم يابنتي حياتي ظلمت خلاص معاش يطلع عليها صبح..من بعدك انتي اني متت..اااه ياربي خود روحي توا ياربي وارحمني ارحمني..
صفيه وهي تبكي قالت..
/حرام عليك ماتعيطيش عند راسها تعذبي فيها هكي..
حطت ايديها ع فمها بعدين حولتهم وقالت.. /سامحيني يابنتي سامحيني يانور عيوني اللي ظلموا من بعدك..نزلت ع راسها وباست جبينها بشفايفها المرتعشه بعدين قعدت توزع في القبل ع وجهها وبين عيونها كيف كانت تلاعب فيها في صغرها وتوزع ع وجهها الجميل القبل وطوبى تقعد تضحك..
بس هالمرة طوبى مافيش منها اي ردة فعل..انهارت سدرة بالبكي وهي تبوس فيها لين جتها صفيه نوضتها وضمتها وسدرة شدت فيها بقوة وهي تبكي بقهر وحرقه شديده..
🍂ويقدموا باقي احبابها مطيره وغرفه وفردوس وبناتها ودعوها وقلوبهم محروقه حرق وكبودهم ذابت من الحزن..
وتجي اللحظه اللي سدرة ماقدرتش تستوعبها..
لحظه مغادرة طوبى ظهر الارض للممكوث في جوفها لين تقوم الساعه...
طلعوها وهي مازال في حالة عدم الاستيعاب والباقي طلعوا وراها وهما يبكوا بألم شديد..
ويخشوا اللي بيطلعوا ثابوتها..
الصابر وواحد من خوته وفرج خو كاريمان..وراجلها عاشقها المكلوم..عبد القيوم اللي مابوش دموع عيونه يكفوا ابدا..
خشلها هو الاول ومشي للثابوت وهو متمني لما يوصل فيه يموت معاها..ولكن لكل اجل كتاب..
تأمل وجهها الجميل للحظات بعدين غطى الثابوت ونادى الباقي يخشوا..
🍂ويحمل ثابوت طوبى ع الاكتاف ويطلعوا بيه من الحوش والنساوين طلعوا من الباب يشوفوله..
سالمين كاريمان فردوس وبناتها غرفه مطيره وصفيه وسدرة كانت عيونهم تلحق فيه لين طلعوه للسيارة اللي بتنقله..
هالسيارة اللي كانت وراها مباشرة سيارة راكب فيها الاقجم وجنبه مختار اللي كانوا عيونه المفزوعه ع التابوت وهما يدخلوا فيه للسيارة...
خش مع الثابوت عبد القيوم وسكروا بابه اللي حجب عن عيون مختار طيف طوبى...
🍂سدرة لما شافت السيارة باديه تتحرك وباب الحوش قاعد يتسكر تلقائيا لين حجب عليها شوفه المكان اللي قاعده فيه بنت قلبها..قعدت تقول بذعر..
/وين رافعينها وين..وين ماشيين بيها....وين رافعين بنتي!!
ومشت تجري للباب لكن لحقوا عليها امها وعمتها اللي يبكوا بألم وهما يسمعوا فيها تصرخ بصوت عالي..
"بنتي"
🍂وتنزل من عيون مختار الدموع وهو يتفرج ع اللعبه اللي كانت بين ايديه ويسمع في صرخات سدرة تنادي..
"بنتي"
ويتحرك بيه الاقجم اللي كان يمسح في دموعه ووراهم باقي السيارات اللي ترفع في اهل طوبى من امها وبوها والعيلة اللي تنتميلهم بالدم...
🍂وسدرة اللي كادت تنجن فقدت الوعي بين ايدين عمتها وامها...
🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂
ويصلوا ع طوبى صلاة الجنازة..
في من المصلين من كان متمالك نفسه وفي اللي كان يبكي طول الصلاة زي المحجوب وحسين وفي اللي دموعه سيل مايوقفش زي راجلها اللي لحد هاللحظه مش مستوعب شي..
زي مختار اللي ماكانش يصلي في حياته غير صلاة الجنازة عيونه كانوا عليها وهي متكفنه وهو يتفكر في اخر لقاء ليه معاها شن دارت لما قلبه تعب..وجهها اللي كله خوف قاعد بين عيونه ولمسه يدها اللي انحطت ع قلبه قاعد يحس بيها لتوا...
🍂🍂🍂🍂🍂
وياه ع قسوة اللحظه اللي تلي صلاة الجنازة..
لحظه الدفن..
خلاص من بعد هاللحظه مش حيقعد من طوبى شي غير ذكرياتها وبس..
بين ايديه رفعها حبيبها وهو يبكي بالصوت مش قادر يصدق انه بإيديه حيحطها وسط هالحفرة الغريقه اللي حترقد فيها بروحها بدونه بدون ماياخدها في حضنه ويقرا عليها ويريح في النوم هو وياها...
وين حطها..حطها بحذر وبهدوء بإهتمام بحرص ودموع عيونه يقطروا ع كفنها وهو يقول..
"سامحيني سامحيني"
وطلع وحط يده ع عيونه وانهار بالبكي..
قدمله المهدي وضمه وقعد يطبطب عليه بيد والتانيه يمسح بيها دموعه...
والصابر خدي عنه اصعب مهمه رمي التراب عليها..
كان يدير فيها وهو يبكي بصمت ويتفكر في يوم دفن ولده مقدرله يعيش هالألم مرتين وكل مرة اصعب من اللي قبلها..
هدا كله والمحجوب ماقدرش يتمالك نفسه للحظه وحسين مغطي وجهه بايديه وهو يبكي وجبريل حتى هو يبكي بصمت والمسكين معتز اللي كان يبكي بالعبرة حاضنه عزيز ويهدي فيه وهو موجوع...
ومختار...طول الوقت مركز بنظره ع القبر والدموع قاعده تبلل في لحيته ووراه الاقجم يراقب فيه وهو يمسح في دموعه...
🍂🍂🍂
وغادروا المعزين المكان وماقعد حد كان اقاربها المقربين يدعولها ومختار مازال واقف بعيد ويتفرج..
بعدين روحوا اقاربها وماقعد حد غير عبد القيوم والصابر..
عبد القيوم كان مقعمز قريب ع قبرها وهو رافع ايديه ويدعي بس..
اما الصابر كان يشوف لحالة مختار وهو يتفرج ع القبر من بعيد..
مشاله..وصل فيه وقال..
/ليش مصبي هنا؟
قعد ساكت للحظات بعدين شافله وقال بصوت يدوب طالع..
"عادي نمشي نقعمز حداها شويه؟"
هز الصابر راسه وقال..
/عدي..
هو ماصدق يسمع هالكلمه..طول مشاله واللعبه مافارقتش يده والصابر والاقجم يشوفوله بألم...
🍂ويقعمز مختار جنب قبرها..مد يده اللي كانت ترجف وحطها علي ترابه وقعد يمسح عليه وكأنه يمسح ع شعرها وهي راقده زي مادار ايام مرضها بالكورونا...
غير نظره لعبد القيوم لقاه يدعي همسا برجاء وتوسل والدموع ينزلوا..تنهد بألم بعدين رد نظره للقبر وكأنه يشوف فيها راقده وهو يمسح ع شعرها...
"انضربتي؟"
"شن صار معاك!؟"

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Sep 08 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

طوبى_للكاتبة جمان فريد (3)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن