part 19

369 22 48
                                    

-هل يمكن لحبنا أن يتغير؟..

- حبنا مثل الشمس، يضيء كل يوم ولا يتغير...

📽️📽️📽️📽️📽️📽️📽️📽️📽️📽️📽️📽️📽️📽️📽️📽️

في قلب المدينة القديمة، حيث يعم الصمت وتهيم الغموض على الشوارع الضيقة ، تقع بناية مهجورة منذ زمن طويل. تُهملها العيون ويخشاها العابرون. الباب المتهالك يئن عندما يُفتح، وكأنّه يرحب بالداخلين بنذير شؤم. والنوافذ مكسورة. وواجهتها مغطاة بالأتربة.

لكن خلف هذا الغلاف البالي، تكمن مفاجأة غير متوقعة. على الرغم من الفوضى والأوساخ التي تغطي الأرض والجدران، إلا أنه من الداخل يعج بالتكنولوجيا المتقدمة. عشرات الشاشات العملاقة تغطي الجدران، تعرض خرائط رقمية ثلاثية الأبعاد وأوجه أشخاصٍ كأنها شبكات مراقبة. و المفاجأة الأكبر أن صور إيفلين وألكسندر من بين تلك الوجوه التي تلمع على الشاشات، تتكرر صورهم في كل زاوية، محاطة ببيانات وتحليلات مفصلة عن تحركاتهم.

الحواسيب المتطورة تصدر أصواتًا خافتة، وأضواءها تتراقص في الظلام، بينما تتشابك الأسلاك حول المكان كشبكة عناكب حديثة. طاولة كبيرة في المنتصف مغطاة بوثائق، وأمامها يجلس رجلان يرتديان ملابس داكنة، أعينهما تحدقان في الشاشات.

"ألكسندر..." قال أحدهم بصوت منخفض، وكأن مجرد ذكر اسمه يملأ المكان بشيء من التوتر.

كانت الصور والخرائط تتوالى أمامهما، وكل ضجة في المكان تبدو وكأنها تنذر بشيء قادم، شيء أكبر وأخطر.

أدار الرجل الأول كرسيه ببطء نحو الشاشة التي تعرض صورة إيفلين، وجهه مظلم تحت الأضواء الخافتة. ابتسم ابتسامة باردة، تنم عن خبث خفي. قال بصوت خافت: "إيفلين... إنها مفتاح كل شيء. ألكسندر يحميها كما لو كانت أثمن ما يملك، كما أنني سمعت أنها أصبحت حبيبته هذه الأيام."

الرجل الآخر، كان جالسًا بجواره، نظر إلى الصورة بعيون مملوءة بالكره وقال بنبرة أكثر قسوة: " إذن... لماذا لا نأخذها؟ نختطفها، نجره إلينا كما نجر فأرًا نحو المصيدة. دعنا نرى كم سيبقى قوياً عندما تكون هي بين أيدينا."

ابتسم الأول بنظرة موافقة. "لكن ليس أي اختطاف عادي... يجب أن نشعره بالعجز. نراقب خطواتها، ننتظر اللحظة المناسبة. في لحظة ضعفها، حينما تكون بمفردها، سنأخذها. لن يعرف حتى كيف حدث الأمر."

رفع الآخر حاجبه وقال بخبث : "ونحن نرسل له رسالة... لن تكون مجرد مطالبة بفدية. سنرسل له شيئًا يجعل دمه يتجمد. صورة لها... أو ربما قطعة من شيء عزيز عليها، شيئًا يجعله يشعر بأن وقته قد انتهى."

ابتسم الأول ابتسامة باردة، عيناه تلمعان في الظلام. "وأثناء ذلك، سنزرع الفوضى في كل مكان. سنجعل ألكسندر يتساءل عن كل خطوة، عن كل شخص من حوله. سنراقبه وهو يفقد السيطرة على إمبراطوريته ببطء."

mister's affection.//عاطفة السيدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن