المعاصي تُدمرك*

27 2 0
                                    

🟥 *تـابــع أضـرار الـذنـوب والـمـعـاصـى*
1️⃣ *الذنوب تضعف سير القلب إلى الله*
✍🏻 الذنوب لا تدع الإنسان يخطو خطوة نحو الله سبحانه وتعالى هذا إن لم تجعله يقف مكانه هذا إن لم ترده كما أن الذنب يحجب الواصل ويقطع السائر وينكس الطال والقلب إنما يسير إلى الله بقوته فإذا مرض بالذنوب ضعفت تلك القوة التى تسيره فإن زالت بالكلية انقطع عن الله انقطاعاً يبعد تداركه ، والذنب إما أن يميت القلب أو يمرضه مرضاً مخوفاً أو يضعف قوته حتى ينتهى به إلى الأشياء التى استعاذ منها النبى صلى الله عليه وسلم (الهم والحزن) لأن القلب عندما يضعف يكون فريسة للهموم والأحزان ويزداد سلطان الشيطان عليه فيبالغ فى الحزن والخوف فيقهره ويثبطه
وطبيعى أن الإنسان يحزن ولكن لا يضخم هذا الحزن لأنه سيوصله إلى إحباط ثم استعاذ النبى صلى الله عليه وسلم من (العجز والكسل) لأنه عندما يضخم الهم والحزن يصلوا بالإنسان إلى العجز والكسل.
📍الخوف : يكون على شىء فى المستقبل
📍الحزن: يكون على شىء حدث فى الماضى
📍العجز : أن يكون الإنسان غير قادر فعلاً
📍الكسل : الإنسان يكون قادر ولكنه لا يريد
2️⃣ *تذهب النعم وتجلب النقم*
✍🏻فمن عقوبات الذنوب أنها تزيل النعم وتحل النقم فما زالت عن العبد نعمة إلا بذنب ولا حلت به نقمة إلا بذنب كما قال على ابن أبى طالب ما نزل بلاء إلا بذنب ولا رفع إلا بتوبة وقد قال الله عزوجل ﴿وَمَاۤ أَصَـٰبَكُم مِّن مُّصِیبَةࣲ فَبِمَا كَسَبَتۡ أَیۡدِیكُمۡ وَیَعۡفُوا۟ عَن كَثِیرࣲ } كما قال الله ﴿ وَضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلࣰا قَرۡیَةࣰ كَانَتۡ ءَامِنَةࣰ مُّطۡمَىِٕنَّةࣰ یَأۡتِیهَا رِزۡقُهَا رَغَدࣰا مِّن كُلِّ مَكَانࣲ فَكَفَرَتۡ بِأَنۡعُمِ ٱللَّهِ فَأَذَ ٰ⁠قَهَا ٱللَّهُ لِبَاسَ ٱلۡجُوعِ وَٱلۡخَوۡفِ بِمَا كَانُوا۟ یَصۡنَعُونَ }
فإذا وجدت أن النعمة تغيرت فتأكد أنك من بدأت وغيرت
✍🏻ورد فى بعض الآثار الإلهية أنه : ما يكون عبد على ما أحب ثم أنتقل إلى ما أكره إلا أنتقلت له مما يحب إلى ما يكره ولا يكون عبد على ما أكره ثم أنتقل منه إلى ما أحب إلا أنتقلت له مما يكره إلى ما يحب
3️⃣ *وحشة عظيمة فى قلب العاصى*
✍🏻الله يبتلى العاصى بأنه يمقت نفسه وأنه كلما زاد فى الذنوب زادت هذه الوحشة بينه وبين الله وبينه وبين الصالحين ،وأمر العيش عيش المستوحشين الخائفين وأطيب العيش عيش المستأنسين فلو نظر العاقل ووازن لذة المعصية وما توقعه من الخوف والوحشة لعلم سوء حاله وعظيم غبنه
وهنا الإمام ابن القيم يقوى هنا دافع العزيمة لأن الإنسان لو فى كل مرة اختار المعصية فهذا يدل أن لديه خلل فى الموازين فلا يمكن لعاقل أبدا أن يختار لذة المعصية الزائلة مع بقاء الوحشة فى القلب
➖🌸➖🌸➖🌸➖🌸➖
🟥 *تـابــع أضـرار الـذنـوب والـمـعـاصـى*
4️⃣ *المعاصى تصرف القلب عن الاستقامة*
✍🏻يقول الإمام ابن القيم جملة عظيمة وهى قد أجمع السائرون إلى الله أن القلوب لا تعطى مناها حتى تصل إلى مولاها ولا تصل إلى مولاها حتى تكون صحيحة سليمة ولا تكون صحيحة سليمة حتي ينقلب داؤها فيصير نفس دوائها ولا يصح لها ذلك إلا بمخالفة هواها ، فهواها مرضها وشفاها مخالفته فإن استحكم المرض قتل أو كاد وقيل أن فى الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة كما قيل لو يعلم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه لجالدونا عليه بالسيوف
5️⃣ *الذنوب تعمى بصيرة القلب*
✍🏻من عقوبة الذنوب أنها تعمى بصيرة القلب وتطمس نوره وتسد طرق العلم وتحجب موارد الهداية وقد قال مالك للشافعى لما اجتمع به ورأى تلك المخايل : إنى أرى الله تعالى قد ألقى عليك نوراً فلا تطفئه بظلمة المعصية
وهذا حقيقى فتجد الإنسان قبل إلتزامه شىء وبعد إلتزامه شىء آخر فتجد فى وجهه نوراً وكان فى ما مضى قبيح وعليه سواد فى الوجة وهذا حقيقى لأن للحسنة نوراً فى الوجة وضياء فى القلب فإن كنت ممن أنعم الله عليك بالنور فلا تطفئه بظلمة المعصية
6️⃣ *الـعـاصـى فـى أسـر وسـجـن*
✍🏻إذا استحوذ الشيطان على العبد فهو أسير للذنوب والمعاصى والشهوات وأما صاحب الطاعة يشعر فى أى مكان بالعزة والذى يجعل الله فى قلبه عزة فلن ينكسر أبدا مهما مرت عليه سنين البلاء مثل يوسف عليه السلام سُجن لسنين طويلة فمسألة السعادة ليست مرتبطة بالسجن وإنما مرتبطة بالقلب لذلك يوسف عليه السلام كان يدعوا إلى الله حتى وهو فى السجن ، ولو نظرنا اليوم لحال البعض عندما تمر عليه مصيبة قد يترك الصلاة ويسخط من ربه أما يوسف الكريم ابن الكريم لم يعاتب الله قط وإنما كان يتحدث معهم عن نعمة الله عزوجل عليه وكان من الشاكرين وهنا نقول أن الشكر حالة قلبية ملازمة للعبد توصله لدرجة من الأنس فلا تؤثر عليه الحواجز

7️⃣ *المعاصى تجلب أسوء الأسماء* 
✍🏻قارن بين المعصية والطاعة والألقاب التى تحوزها هنا وهنا لكى تعلم أن المعصية ذل والطاعة عز وشرف وتجد الإنسان عندما يبدأ فى طريق الطاعة تجد أن الله يكرمه بألقاب جميلة ويكون له وقار وجاه وهذه الألقاب ليست هى هدفه ولكنها من بركة الطاعة فصار يقال له القارئ والإمام والداعية والشيخ وهذه من ثمار وبركات الطاعة والمعصية ذل تُكسى صاحبها أسوء الألفاظ لذلك كان أحدهم يقول فى السجود اللهم أعزنى بطاعتك ولا تذلنى بمعصيتك
➖🌸➖🌸➖🌸➖🌸➖
🟥 *تـابــع أضـرار الـذنـوب والـمـعـاصـى*
8️⃣ *المعاصى تؤدى إلى نقصان العقل*
✍🏻لذلك عندما وصف الله عزوجل أهل الطريق بأنهم أولى الألباب أى أصحاب العقول السليمة ، وكيف يكون عاقلا من يعصى الله وهو فى قبضته وفى داره وهو يعلم أنه يراه ويشاهده فيعصيه وهو بعينه غير متوار عنه ويستعين بنعمه على مساخطه فأى عقل لمن آثر لذة ساعة أو يوم أو دهر ثم تنقضى كأنها حلم لم يكن على هذا النعيم المقيم والفوز العظيم ؟ بل هو سعادة الدنيا والآخرة ولولا العقل الذى تقوم به عليه الحجة لكان بمنزلة المجانين بل قد تكون المجانين أحسن منه حالاً وأسلم عاقبة من هذا الوجه
9️⃣ *المعصية تمحق البركة فى كل شىء*
✍🏻فتمحق البركة فى العمر والرزق والعلم والعمل وبركة الطاعة ،وليست سعة الرزق والعمل بكثرته ولا طول العمر بكثرة الشهور الأعوام ولكن سعة الرزق والعمر بالبركة فيه ، وإنما كانت المعصية سبباً لمحق بركة الرزق والأجل لأن الشيطان موكل بها وبأصحابها فسلطانه عليهم وحوالته على هذا الديون وأهله وأصحابه وكل شىء يتصل به الشيطان ويقارنه فبركته ممحوقة لذلك شرع ذكر اسم الله تعالى عند الأكل والشرب واللبس والجماع لما فى مقارنة اسم الله من البركة وذكر اسمه يطرد الشيطان فتحصل البركة ولا معارض
🔟 *الذنوب تضعف البصيرة*
✍🏻 وهنا الإمام ابن القيم يعتنى بمحور القوة العلمية والعملية
فيقول أن مدار أى معصية وطاعة على شقين :
📍 القوة العلمية : معرفة الحق من الباطل
📍القوة العملية: إيثار الحق على الباطل
✍🏻الناس تتفاوت فى البصيرة وقوة إيثار الحق على الباطل لذلك ذكر الله عزوجل فى القرآن أفضل الناس الذين لديهم القوتين القوة العلمية والعملية فقال الله عزوجل﴿ وَٱذۡكُرۡ عِبَـٰدَنَاۤ إِبۡرَ ٰ⁠هِیمَ وَإِسۡحَـٰقَ وَیَعۡقُوبَ أُو۟لِی ٱلۡأَیۡدِی وَٱلۡأَبۡصَـٰرِ }
📍أولى الإيدى: أصحاب القوة العملية
📍أولى الأبصار: أصحاب القوة العلمية
✍🏻ومدار النفس البشرية على هذه القوتين وأعلى الناس عند الله وأفضلهم من جمعوا بين القوتين قال الله عزوجل﴿ وَجَعَلۡنَـٰهُمۡ أَىِٕمَّةࣰ یَهۡدُونَ بِأَمۡرِنَا وَأَوۡحَیۡنَاۤ إِلَیۡهِمۡ فِعۡلَ ٱلۡخَیۡرَ ٰ⁠تِ وَإِقَامَ ٱلصَّلَوٰةِ وَإِیتَاۤءَ ٱلزَّكَوٰةِۖ وَكَانُوا۟ لَنَا عَـٰبِدِینَ }
📍صبروا : القوة العملية
📍يوقنون : قوة علمية
➖🌸➖🌸➖🌸➖🌸➖

الداء والدواء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن