*أعظم الذنوب*

9 0 0
                                    

                       *~ مـقـدمـة ~*
الدروس الماضية فى الكتاب كانت تتحدث على الداء وأسبابه وماهيته ثم يتحدث الإمام ابن القيم فى درس اليوم
والدروس القادمة عن الدواء نفسه وهو تعظيم الله عزوجل وتقديره حق قدره

🟥 *الفصل الأول الحكمة من خلق المخلوقات*
✍🏻 وهنا يأخذك الإمام ابن القيم إلى الخلف عندما تقع فى المعصية أو الشهوة فأنت بذلك تناقض الحكمة من خلقك فيقول الإمام ابن القيم« إن الله عزوجل أرسل رسله وأنزل كتبه وخلق السماوات والأرض ليعرف ويعبد ويوجد ويكون الدين كله لله والطاعة كلها لله والدعوة له كما قال الله تعالى ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ وقال ﴿وَمَا خَلَقْنَا السّمَاوَاتِ وَالأرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَآ إِلاّ بِالْحَقّ} فأخبر سبحانه أن القصد بالخلق والأمر أن يعرف بأسماءه وصفاته ويعبد وحده لا يشرك به وأن يقوم الناس بالقسط *وهو العدل الذى قامت به السموات والأرض*.........»
📍ويقصد الإمام هنا بأن العدل فى الأمور على درجات فالحكم بين طفلين غير الحكم بين زوج وزوجته غير الحكم بين الأمراء فما بالك بالعدل بين العبد وربه لا شك أنه أعلى وأعلى درجة فى العدل ما حق الله على العبيد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا وحق العبيد على الله أن لا يعذبهم فى النار ويدخلهم الجنة
✍🏻تكلم الإمام عن شبهة يقع فيها البعض وهى لماذا جعل الله عذاب الكافر الخلود فى النار الذنب لا يستحق كل هذه العقوبة؟!
📍نرد ونقول أن الشخص الذى يتحدث شخص لا يعرف الله عزوجل حق المعرفة وحق قدره فإن الذنب يعظم فى طرف من تخطئ تجاهه لذلك الخطأ فى حق طفل ليس مثل شخص كبير وهذا بين المخلوقات فكيف برب العالمين ؟ ليس فقط بقدر الله عزوجل ولكن أيضا بفضله عليك فالذنب لا يقاس بالمدة الزمنية التى حدث فيها ولكن بما يترتب على هذا الذنب من فساد وبشاعة لذلك الكفر يدل على النجاسة المطلقة وخبث النفس وكون أن الإنسان يموت على كفر فهذا دليل وكاشف أنه نفس خبيثة لذلك تستحق أنها لا يقبل منها عمل وتستحق الخلود فى النار وأن يستبيح أهل التوحيد دماءها ، كما أن الإنسان لا يستطيع تحديد قيمة العدل لأن الله عزوجل هو من يحددها فهو يحدد ونحن نضبط عقولنا عليها وكم المعلومات التى تبارز الله بيها هو الذى أعطاها لك فكيف تقول بناءا على ما عندى من علم  ، من الذى أعطاك هذه المعلومات من الأساس ؟ ومن تحدث فى هذه الشبهة شخص بعيد عن الله لأن الذى يعيش فى التوحيد غير الذى لا يعيش فيه فمن يعرف الله بأسماءه وصفاته لا يستبعد قضية الخلود فى النار وهنا الإمام يريد تأسيس تعظيم الله عزوجل
➖🌸➖🌸➖🌸➖🌸➖
🟥 *مدخل الشيطان على الإنسان من باب التعظيم*
✍🏻 بمعنى يقنع الإنسان أن يتعامل مع الله بوسيط يدخل على المشايخ والعلماء من هذا المدخل كما دخل على المشركين كانوا لا يعتقدون أن الأصنام هو الله ولكن كانوا يعبدوها ليتقربوا بها إلى الله ويعتقدون أن الملائكة بنات الله والملائكة أقرب فيعبدوها ليتقربوا إلى الله وهذا عين الشرك لأن التعظيم لا يعني أن تجعل بينك وبين الله واسطة بل هذا منافى تماماً للتوحيد
🟥 *شرك التعطيل*
✍🏻 أصحاب هذا الشرك يربطون كل شىء فى الدنيا بالوسائل والطبيعة فينتقل من عبادة الله إلى عبادة الوسائل والأسباب فعطل عمل الخالق وكثير من الفرق الضالة تقع فى ذلك مثل الجهمية فيرون أنه يوجد خالق ولكن بلا اسم ولا صفة وهم بذلك عطلوا المخلوق عن الخالق والنوع الآخر يعتقدون بوجد إلة ولكن جعلوا له نداً مثل النصاري اتخذوا المسيح واليهود اتخذوا عزير وأيضا المجوس يعتقدون أن هناك خالقين الأول خالق الخير والثانى خالق الشر فيعبدوا الشيطان معتقدين بذلك أنه سيكفيهم شره وهذا خاطئ فلا ينصلح الشيطان بالتودد والتقرب
🟥 *شرك العبادة*
✍🏻شرك أكبر مثل أنك تسجد لغير الله عزوجل وشرك أصغر  مثل الرياء ثم يستطرد فى كلامه عن الرياء  فيقول أنه يبطل ثواب العمل زقد يعاقب المرء عليه لو كان هذا العمل واجباً
📍إذا حمل الإنسان على العمل طلب وجه الناس فيحبط العمل
📍 إذا كان أصل العمل لله وطرئ عليه الرياء فالعلماء على خلاف الأول يقول أنه يحبط والقول الآخر أنه يؤجر بأصل النية ثم يُحرم بما طرأ عليه بعد ذلك من الرياء
📍أما إذا جاء العبد الرياء فدفعه فيزداد أجره عند الله
🟥 *حـقـيـقـة الـشـرك*
✍🏻 يقول الإمام ابن القيم أن حقيقة الشرك «حقيقة الشرك هو التشبه بالخالق والتشبيه للمخلوق به هذا هو التشبيه فى الحقيقة لا إثبات صفة الكمال التى وصف الله بها نفسه ووصفه بها رسوله فعكس من نكس الله قلبه وأعمى عين بصيرته وأركسه بكسبه وجل التوحيد تشبيهاً والتشبيه تعظيماً وطاعة فالمشرك مشبه للمخلوق بالخالق فى الصفات الإلهية ومن الخصائص الإلهية التفرد بملك

الضر والنفع والعطاء والمنع والكمال المطلق من جميع الوجوه ....»

➖🌸➖🌸➖🌸➖🌸➖
🟥 *فصل فى سوء الظن بالله عزوجل*
✍🏻 فيقول الإمام أن إساءة الظن بالله أن يظن الإنسان بالله غير الحق ظن الجاهلية وأى مخالفة فى التوحيد يجب أن يكون بالتأكيد معها سوء ظن فيقول الإمام «فإن المسىء به الظن قد يظن به خلاف كماله المقدس وظن به ما يناقض أسماءه وصفاته ولهذا توعد الله سبحانه من ظن به السوء فقال ﴿وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ ۚ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ ۖ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ ۖ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ﴾
📍فلو أن الإنسان ظن فى الله كمال القدرة والملك والنفع والضر فلا يمكن أن يقع فى شرك أبدا
🟥 *ما قدروا الله حق قدره*
✍🏻يتكلم إجمالا فى هذا الفصل على أن تقدير الله حق قدره هو أول طريق العلاج ثم يختم بجملة عظيمة
وكذلك لم يقدُرْه حق قدره من هان عليه أمرُه فعصاه، ونهيُه فارتكبه، وحقُّه فضيّعه، وذكرُه فأهمله وغفل قلبه عنه، وكان هواه آثرَ عنده من طلب رضاه، وطاعة المخلوق أهمّ عنده من طاعته. فلله الفَضْلةُ من قلبه وقوله وعمله، وسواه المقدَّم في ذلك؛ لأنّه المهمّ عنده. يستخِفّ بنظر الله إليه واطلاعه عليه، وهو في قبضته، وناصيتُه بيده. ويُعظِّم نظرَ المخلوق إليه واطّلاعَه عليه بكلّ قلبه وجوارحه ويستحيي من الناس، ولا يستحيي من الله. ويخشى الناس، ولا يخشى الله. ويعامل الخلقَ بأفضلِ ما يقدر عليه، وإن عاملَ اللهَ عاملَه بأهونِ ما عنده وأحقرِه، وإن قام في خدمة إلهه من البشر قام بالجدّ والاجتهاد وبذلِ النصيحة  وقد فرغّ له قلبه وجوارحه، وقدّمه عَلى كثير من مصالحه، حتى إذا قام في حقّ ربّه -إن ساعد القدرُ- قام قيامًا لا يرضى مثلَه مخلوق من مخلوق، وبذل له من ماله ما يستحيي أن يواجه به مخلوق لمثله! فهل قدر اللهَ حقَّ قدره من هذا وصفُه؟ ....
➖🌸➖🌸➖🌸➖🌸➖

الداء والدواء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن