🟥 *فصل مدد المعاصى مدد الإنسان لعدوه*
✍🏻 يقول الإمام ابن القيم:
«ومن عقوبات الذنوب أنها مدد من الإنسان يمد به عدوه عليه، وجيش يقويه به على حربه ،وذلك أن الله سبحانه وتعالى ابتلى هذا الإنسان بعدو لا يفارقه طرفة عين وصاحب لا ينام عنه ولا يغفل عنه ، يراه هو وقبيله من حيث لا يراه ، يبذل جهده فى معاداته فى كل حال ولا يدع أمراً يكيده به يقدر فى إيصاله إليه إلا أوصله إليه ويستعين عليه ببنى جنسه من شيطان الجن................»
✍🏻 وهنا قد يطرأ على ذهن البعض لماذا فعل فينا الله عزوجل كذلك ؟ لماذا نبتلى بالذنوب والمعاصى؟ لماذا خلق الله الدنيا من الأساس؟
📍هذا السؤال فى الغالب يأتى للإنسان فى أشد أوقات ضعفه لأن الإنسان عندما يضعف يتمكن الشيطان منه فيوهنه ويستغل لحظات الضعف هذه فيضخمها وفى الغالب هذا السؤال لا يطرأ على الإنسان إلا فى أوقات الإبتلاءات سواء فى الدنيا أو الدين مثل الفقر/ المرض/ الاستضعاف
📍يستطرد الإمام فى شرح إجابة على هذا السؤال لأنه خطير إذا أصاب الإنسان قد يوهنه ويضعفه فى الطريق
➖🌸➖🌸➖🌸➖🌸➖
🟥 *لماذا خلق الله عزوجل الدنيا* ⁉️
✍🏻 عند الرد على هذا السؤال نقول أولاً هذا سؤال عاطفى وأى إنسان إذا كانت أموره ميسرة فى الدين أو الدنيا لن تجده يسأل هذا السؤال فأولاً يجب إقناع السائل أن هذا السؤال سؤال عاطفى وأن أى إجابة علمية أخرى لن تقنعه فيجب أن يخرج يواجه المشكلة ، وفى الغالب ٩٠٪ ممن يسأل هذا السؤال أشخاص لديهم ابتلاءات قوية سواء فى الدين والدنيا ونقول الرد على هذا السؤال كالتالى :-
📍أن لا يكون الإنسان نداً مع الله: والندية آفة خطيرة جدا فى التعامل مع الله لأننا لن نفهم الحكمة كلها وعقلنا لن نستطيع إدراك الحكمة جميعا فالله عزوجل خلق العقل فى فى فكر محدود جدا ففى النهاية لا يستطيع مخلوق أن يعلم ما عند الله من علم فالإنسان أشبه بالقزم ، وكيف نتكلم مع الله عزوجل بهذا السؤال ونحن مؤمنين له ومقرين له بالحكمة وهذه الحكمة إن لم تظهر فى هذا الشىء فهى ظاهره فى أشياء أخرى كثيرة مثل خلق الكواكب/ أنهار/...
فنجزم أن الذى خلق هذا الخلق كله حكيم بلا شك ، فمعنى أنك لا تستوعب الحكمة هذا لا يعنى أنها ليست موجودة فالقاعدة تقول:
*"عدم العلم بالشىء لا يعنى العلم بالعدم"*
فكون أن الإنسان لا يعلمها هذا لا يعنى أنها ليست موجودة والله عزوجل ربى عبادة على التسليم لحكمته عزوجل لأنك لو طلبت فى كل فعل من أفعاله سرد الحكم لن ننتهى ولن نستوعب ، حتى عندما خلق الله آدم تعجبت الملائكة من الحكمة من خلق مخلوق ناقص ويعصى وقد خلقهم الله وهم لا يعصون ؟ فكان لا يوجد إجابة من الله عليهم لأنه يربيهم على التسليم ، لأن الملائكة كانت تظن أن البشر جميعهم سوف يميل إلى سكة الهوى ولم تكن تدرى أن الله سيخرج منهم الأنبياء والصالحين والشهداء كما أن الله عزوجل سوف يرى من البشر عبادات بالنسبة للملائكة مبهرة لدرجة أن الله عزوجل يباهى بنا الملائكة فى يوم عرفة كما أن العبودية التى تخرج من بنى آدم عبودية اختيارية وعلمت الملائكة أن الله يحب أن تكون العبودية اختيار لأن الملائكة ليس لهكم إرادة هم مخلوقين لا يعصون الله ما أمرهم وليس لديهم إرادة الشر وهذا ليس كمالاً إنما الكمال أنك تختار الله وكان من الممكن أن تختار غيره فهذه عند الله أتم وأكمل لذلك الصالحين من بنى آدم أفضل من الملائكة بلا شك .
📍كما أن الله عزوجل قد أخبرنا بحكمة الخلق وصرح بذلك فى سورة الذاريات ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ }فيسأل البعض لماذا يريد الله أن يعبد؟!
نقول لأنه يريد معبود يختاره وكان من الممكن أن يختار غيره ولأن القول البديع الذى خلق السموات والأرض والذى له الأسماء الحسنى من حقه أن يخلق وهو خالق فمن حق الخالق أن يخلق وهو يستحق العبادة لأن جميع الإنعام والإحسان منه سبحانه وتعالى فمن حقه علينا أن نعبده ونطيعه وقد ورد حديث عن النبى صلى الله عليه وسلم قال يا معاذ، أتدري ما حقّ الله على العباد؟ وما حقّ العباد على الله؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: فإنَّ حقَّ الله على العباد أن يعبدوه ولا يُشركوا به شيئًا، وحقَّ العباد على الله أن لا يُعذِّب مَن لا يُشرك به شيئًا
📍 فلو أن الإنسان تخيل حجم وسخافة هذا السؤال لن يسأله فمثلاً يسأل إنسان والده ووالدته لماذا تزوجوا ؟ فليس من حقك أن تدخل فى حق والدك فى قرار الزواج إبتداءاً كذلك ليس من حقك أن تدخل فى قرار الخلق كما أن الله عزوجل جعل فى الإنسان فطرة تميل إلى الحق والتوحيد وتحب الخير وتكره الشر، لم يكلفك بشىء قبل البلوغ ولم يكتب عليك سيئات بدل يبدلها حسنات وأرسل لك ملائكة تحفظك وأرسل لك ملك يؤزك على الخير لمواجهة الشيطان كل هذا وأنتلا تدرى فالله عزوجل أعطاك كل حقوقك وبالزيادة أفلا يستحق أن يعبد
📍كما أن الله عزوجل له صفات من حقه أن تظهر ، هذه الصفات ليس شرط أن يكون محتاجاً إليها ليفعل مثال على ذلك إذا وجدت إنسان يغرق فأنقذته وكان من الممكن أن تتركه وتمضى لم تفعل ذلك لحاجة معينة ولكن لأنك تحب الشجاعة فهذا مثال لمخلوق فإذا كان المخلوق يحب ذلك فما ظنكم بالخالق؟! فهو خالق ومن حقه أن تظهر صفة الخلق وهو غفور فيحب أن تظهر آثار رحمته ، فالإنسان غير مؤهل لإدراك الحكمة كلها والله يعلمنا أن لا نعامله بندية الموضوع أكبر بكثير من استيعابنا
➖🌸➖🌸➖🌸➖🌸➖
🟥 *تابع فصل المعاصى مدد الإنسان لعدوه*
✍🏻«ولما علم سبحانه أن آدم وبنيه قد بلوا بهذا العدو وأنه قد سلط عليهم أمدهم بعساكر وجند يلقونه بها وأمد عدوهم أيضا بجند وعساكر يلقاهم بها وأقام سوق الجهاد فى هذه الدار فى مدة العمر...........»
📍الله عزوجل عندما خلق الإنسان خلقه وهو يعلم أنه مؤهل لعبادة الله عزوجل وعلم أن هذا العبد لو عبد الله بحق سوف يصير صورة مبهرة من المخلوقات إذا من حكم الله من خلق الإنسان أن يكون من ضمن مخلوقاته مخلوق كامل مثل الأنبياء /الصالحين فهو خلقنا لمصلحتنا وأراد لنا الكمال والجنة قال الله عزوجل ﴿وَاللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا ﴾ كما قال الله ﴿وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَىٰ دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيم﴾
✍🏻يكمل ابن القيم حديثه فيقول« ثم أمده سبحانه بجند آخر من وحيه وكلامه فأرسل إليه رسول الله صلى اللَّه عليه وسلم وأنزل كتابه فازداد قوة إلى قوته ومددا إلى مدده....
📍كيفية الحرب والجهاد يتلخص فى قول الله عزوجل ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾والمرابطة أعلى درجة وهى الملازمة على طول الخط بأن تكون العبادات مستمرة ليست موسمية وجميع مداخل الشيطان مغلقة فيجب أن يكون الإنسان فى حالة تحفز فى الحرب
✍🏻يكمل ابن القيم حديثه عن الثغور التى يستغلها الشيطان فى إفساد الإنسان والثغور التى يستخدمها (العين/الأذن/اللسان)
➖🌸➖🌸➖🌸➖🌸➖