☄️ *الحصون الأربعة*

8 1 0
                                    

🟥 *فـصـل مـفـسـدة الـزنـا*
✍🏻 يقول الإمام ابن القيم : « ولما كانت مفسدة الزنى من أعظم المفاسد وهى منافية لمصلحة نظام العالم فى حفظ الأنساب وحماية الفروج وصيانة المحرمات وتوقى ما يوقع أعظم العداوة والبغضاء بين الناس.....»
📍ويقصد الإمام هنا أن الزنا يفسد النظام الإجتماعى فيخرج الإنسان لا يعرف أباه ولا عمه ولا خاله ويشك فى والده فكم الفساد الذى ممكن نتوقعه فى العالم إذا ضاعت الأنساب فلا تحدثنى عن أى تقدم صناعى وحضاري وزراعى ضاعت فيه الأنساب
✍🏻 ثم يقول الإمام أن مبدأ ذلك من قبل البصر جعل الأمر بغضه مقدما على حفظ الفرج فإن الحوادث مبدؤها من البصر  كما أن معظم النار من مستصغر الشرر فتكون نظرة ثم خطرة ثم خطوة ثم خطيئة ولهذا قيل من حفظ هذه الأربعة أحرز دينه اللحظات والخطوات واللفظات والخطرات فينبغى للعبد أن يكون بواب نفسه على هذه الأبواب الأربعة ويلازم ويرابط على ثغورها فمنها يدخل عليه عدوه فيجوس خلال الديار ويتبر ما علا تتبيرا
➖🌸➖🌸➖🌸➖🌸➖
🟥 *فــصــل فـى اللـحـظــات*
✍🏻 فهي رائد الشهوة ورسولها ،وحفظها أصل حفظ الفرج  فمن أطلق بصره أورد نفسه موارد المهلكات وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : لا تتبع النظرة النظرة ، فإنما لك الأولى وليست لك الأخرى وقال : غضوا أبصاركم ، واحفظوا فروجكم ، وقال : إياكم والجلوس على الطرقات ، قالوا : يا رسول الله مجالسنا مالنا بد منها ، قال : فإن كنتم لا بد فاعلين ، فأعطوا الطريق حقه ، قالوا : وما حقه ؟ قال : غض البصر وكف الأذى ورد السلام 
✍🏻والنظر أصل عامة الحوادث التي تصيب الإنسان ، فالنظرة تولد خطرة ، ثم تولد الخطرة فكرة ، ثم تولد الفكرة شهوة ، ثم تولد الشهوة إرادة ، ثم تقوى فتصير عزيمة جازمة ، فيقع الفعل ولا بد ، ما لم يمنع منه مانع ، وفي هذا قيل : الصبر على غض البصر أيسر من الصبر على ألم ما بعده
📍فالإنسان إذا غض بصره سيجد ألم فى المقاومة نفسها ولكن ما يلبث وأن يزول إلى لذة وحلاوة فى الإيمان ، أما من يطلق بصره سيكون الألم أشد لأن الصورة ستكون فى الذهن  ولا ينساها
*ما الأرباح الذى سيأخذها المرء إذا غض بصره*  ⁉️
✍🏻 نشوة الانتصار فالنظرة تشعر الإنسان بالذلة واحتقار النفس أما عند غض البصر فيشعر الإنسان بالانتصار وسعادة بأن الله وفقه ولذة فى القلب وحلاوة فى الإيمان لذلك غض البصر ومقاومة الشهوة هى الرجولة والشهامة الحقيقية وهى تطهير للقلب من الأدناس وتطهير للقلب من الرق
✍🏻 تعطى الإنسان الفراسة لأن الإنسان لديه نوعين من العيون واحدة يبصر بها الماديات وأخرى يبصر بها الحقائق وعين القلب (البصيرة) ينورها الله أو يطفئها بحسب إطلاق البصر فكلما أطلق المرء بصره ضعفت بصيرته والعكس وهذه الفراسة نحتاجها من الله عزوجل فى كل أمورنا
✍🏻حماية النفس من تسلل الشيطان ودخوله على الإنسان لأن الشيطان إذا دخل فسوف يزين ولن يترك الإنسان إلا عندما يضيعه ويسلب منه حلاوة الإيمان
✍🏻اجتماع القلب على الله وهى ثمرة عظيمة من ثمرات غض البصر
                     *نماذج عن غض البصر للسلف*
📍كان الربيع بن خثيم يمر  من أمام النساء فيظنوه أعمى فيتعوذوا بالله من العمى
📍محمد بن سيرين يقول والله إنى لأنام فتأتينى المرأة فى المنام فأغض بصرى عنها
➖🌸➖🌸➖🌸➖🌸➖
🟥 *فــصــل فــى الــخــطــرات*
✍🏻يقول الإمام« وأما الخطرات: فشأنها أصعب، فإنها مبدأ الخير والشر، ومنها تتولد الإرادات والهمم والعزائم، فمن راعى خطراته ملك زمام نفسه وقهر هواه، ومن غلبته خطراته فهواه ونفسه له أغلب، ومن استهان بالخطرات قادته قهرًا إلى الهلكات، ولا تزال الخطرات تتردد على القلب حتى تصير منى باطلة.
📍 يقول الإمام أن الخطرات تأتى للإنسان العاجز عن تحقيق أحلامه إلى واقع فيمنى نفسه بما هو ليس موجود وأما صاحب الهمة فلا يجد فراغ لهذه الخطرات المضرة فيقول الإمام علاج ذلك أن لا يسمح الإنسان لدخول هذه الخطرات إلا هذه الخطرات الأربعة :
👈🏻خطرات يستجلب بها منافع الدنيا
👈🏻خطرات يستدفع بها مضار دنياه
👈🏻خطرات يستجلب بها مصالح آخرته
👈🏻 خطرات يستدفع بها مضار آخرته
✍🏻 ثم يقول الإمام ابن القيم بعد ذلك أن الإنسان يجب أن يأخذ قرار فى أمرين :
📍مهم لا يفوت
📍غير مهم ولكنه يفوت
ففي كل منهما ما يدعو إلى تقديمه، فهنا يقع التردد والحيرة، فإن قدم المهم؛ خشي فوات ما دونه، وإن قدَّم ما دونه فاته الاشتغال به عن المهم، وكذلك يَعرِض له أمران لا يمكن الجمع بينهما، ولا يحصل أحدهما إلا بتفويت الآخر. فهو موضع استعمال العقل والفقه والمعرفة، ومن هاهنا ارتفع من ارتفع وأنجح من أنجح، وخاب من خاب، فأكثر من ترى ممن يعظم عقله ومعرفته، يؤثر غير المهم الذي لا يفوت على المهم الذي يفوت، ولا تجد أحدًا يسلم من ذلك،

ولكن مستقل ومستكثر.

والتحكيم في هذا الباب للقاعدة الكبرى التي عليها مدار الشرع والقدر، وإليها مرجع الخلق والأمر، وهي إيثار أكبر المصلحتين وأعلاهما، وإن فاتت المصلحة التي هي دونها، والدخول في أدنى المفسدتين لدفع ما هو أكبر منها
✍🏻 ثم يتابع ابن القيم فيقول يجب أن يشغل المرء نفسه بالتفكير فى آيات الله و نعم الله عزوجل وإحسانه  وبره وجوده والتفكر فى آيات الله المشهودة والاعتبار بها والتفكر فى عيوب نفسه ويتفكر فى واجب الوقت ووظيفته
✍🏻 الخواطر التى ترد على الإنسان نوعين:
📍النوع الأول : تمر على الإنسان ويدفعها وقد تكون خاطر كفرى فيدفعها المرء بحسن الظن فى الله وقد تكون خاطر لفعل المعصية فإذا دفعها العبد فتكتب له حسنة وهذا النوع كان يأتى أيضا للأنبياء حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا وبعض الصحابة الذين ذكروا للرسول أنه قد يأتيهم خاطر كفرى فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فهذا صريح الإيمان
📍النوع الثانى: خاطر تم استدعاءه وبدأ يستقر مثل خواطر الشك فى الله الإلحاد العجب الكفر هذا النوع يضر صاحبه لأنه يستقر فى القلب ويكبر
👈🏻وأيضا ممكن أن يكون خاطر عملى فتحول من إرادة لعزيمة ثم إذا جاء يفعله قد يحال بينه وبينه بمعني شخص هم بالمعصية ولكن لم يستطيع فعلها منعه مانع فهنا يحاسب عليه حتى وإن لم يفعله لأنه لو توفرت له الدوافع لكان فعلها..
👈🏻وأيضا لو هذا الخاطر تحول لعزيمة لكن الإنسان تذكر وعاد فيؤجر الفكرة كلها كلما كان المرء أقرب للإرادة والعزيمة كلما يكون أقرب للإثم
➖🌸➖🌸➖🌸➖🌸➖
🟥 *فــصــل الـلــفــظــات*
✍🏻 يقول الإمام ابن القيم «وأما اللفظات فحفظها بأن لا يخرج لفظة ضائعة، بل لا يتكلم إلا فيما يرجو فيه الربح والزيادة في دينه، فإذا أراد أن يتكلم بالكلمة نظر: هل فيها ربح وفائدة أم لا؟ فإن لم يكن فيها فائدة أمسك عنها، وإن كان فيها ربح نظر: هل يفوته بها كلمة هي أربح منها، فلا يضيعها بهذه»
✍🏻آفة الكلام وآفة السكوت في اللسان آفتان عظيمتان: إن خلص من إحداهما لم يخلص من الأخرى: آفة الكلام، وآفة السكوت وقد يكون كل منهما أعظم إثمًا من الأخرى في وقتها، فالساكت عن الحق شيطان أخرس، عاصٍ لله مُراءٍ مُداهِن؛ إذ لم يخف على نفسه، والمتكلم بالباطل شيطان ناطق عاصٍ لله، وأكثر الخلق منحرف في كلامه وسكوته، فهم بين هذين النوعين وأهل الوسط- وهم أهل الصراط المستقيم - كفوا ألسنتهم عن الباطل، وأطلقوها فيما يعود عليهم نفعه في الآخرة، فلا يرى أحدهم أنه يتكلم بكلمة تذهب عليه ضائعة بلا منفعة، فضلًا أن تضره في آخرته.
➖🌸➖🌸➖🌸➖🌸➖
🟥 *فــصــل الــخـــطـــوات*
✍🏻فحفظها بأن لا ينقل قدمه إلا فيما يرجو ثوابه ،فإن لم يكن في خطاه مزيد ثواب ، فالقعود عنها خير له ، ويمكنه أن يستخرج من كل مباح يخطو إليه قربة ينويها لله ، فتقع خطاه قربة ولما كانت العثرة عثرتين : عثرة الرجل وعثرة اللسان ، جاءت إحداهما قرينة الأخرى في قوله تعالى ﴿وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا﴾  فوصفهم بالاستقامة في لفظاتهم وخطواتهم ، كما جمع بين اللحظات والخطرات في قوله تعالى ﴿يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ﴾
➖🌸➖🌸➖🌸➖🌸➖

الداء والدواء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن