🟥 *ماذا يحدث عند تعطيل العقوبات الشرعية* ⁉️
✍🏻 يقول الإمام ابن القيم إذا عُطلت العقوبات الشرعية استحالت إلى قدرية وهذه الجملة كارثية لأن العقوبات الشرعية مكفرة بمعنى أنها لو أقيمت على العبد فى الدنيا فلا يعاقب عليها يوم القيامة فإذا لم يعاقب عليها العبد فى الدنيا تتحول هذه العقوبة الشرعية إلى عقوبة قدرية وإذا بادر العبد بالتوبة فلا يُعاقب لأن التوبة تمحو الذنب وآثاره وعقوباته ومثال على ذلك عندما تخلف كعب بن مالك عن غزوة تبوك فلما تاب تحول الأمر لثناء عليه
✍🏻 العقوبات القدرية تكون على نوعين :-
📍الأموال والأبدان (مصيبة/مرض/ خسارة مالية/...)
وهذه مثل ما حدثت مع أصحاب الجنة فى سورة القلم
📍على القلوب وهى الأخطر لأن العبد عندما لا يستشعر العقوبة التى تكون فى الأموال والأبدان فيُعاقب بالقلب وهذا ما حدث مع أصحاب السبت لأن الله عزوجل عاقبهم بالعقوبة فى الصيد ثم فى قلوبهم ثم قابلوا ذلك بحيلة على الله فكان عقاب الله عزوجل لهم سريع فمسخوا لقردة وخنازير
والقلب لو حصلت له العقوبة فهذه كارثة لأنه الآلة التى تحرك الإنسان وتجعله يعود إلى الله وعند تعطل القلب يكون احتمال العودة إلى الله ضعيف لا نقول بعيد ولكن العودة ستكون أصعب بلا شك
🟥 *أنـواع الـعـقـوبات التى تحدث للقلب*
✍🏻من العقوبات التى تحدث للقلب :
📍قطع المواد التي بها صلاحه
📍شىء يصيب القلب مثل (الغفلة/القسوة /...)
📍 الحرمان من الأشياء التى تصلح القلب
وهذه العقوبة تظل تسرى وتتزايد حتى يشعر بها البدن فإذا مات العبد تحولت هذه العقوبة إلى عقوبة برزخية وهي المسماه بعذاب القبر وعذاب القبر يكون على الروح وعلى البدن ولكنه مرتبط بالروح بشكل ما
🟥 *الشرور التى استعاذ منها النبى صلى اللَّه عليه وسلم*
✍🏻استعاذ النبى صلى الله عليه وسلم من شر النفس فكان يقول «ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا »
وكان من دعاء الملائكة للمؤمنين قولهم ﴿وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ ۚ وَمَن تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ ۚ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾
فذكر الإمام فائدة تدبرية فيقول انظروا كيف توسلوا بالعلم والرحمة فسعة العلم تضمنت علمهم بالذنوب وأسبابها وضعفهم عن العصمة واستيلاء عدوهم والهوى والطبع وزينة الدنيا وسعة رحمة الله فى أنه لا يهلك عليه أحد من المؤمنين من أهل التوحيد والمحبة فإنه واسع الرحمة لا يخرج عن دائرة رحمته إلا الأشقياء
➖🌸➖🌸➖🌸➖🌸➖
🟥 *فصل فى عقوبات السيئات*
📍عقوبات شرعية
📍عقوبات قدرية ومنها على القلب والبدن
✍🏻يستطرد الإمام ابن القيم فيقول وقد تقارن المضرة الذنب وقد تتأخر عنه إما يسيرا وإما مدة كما يتأخر المرض عن سببه أو يقارنه وكثيرا ما يقع الغلط للعبد فى هذا المقام ويذنب الذنب فلا يرى أثره عقبيه ولا يدري أنه يعمل عمله فى التدريج شيئا فشيئا كما تعمل السموم والأشياء الضارة حذو القذا بالقذة فإن تدارك العبد بالأدوية والاستفراغ والحمية وإلا فهو صائر إلى الهلاك وهذا إذا كان ذنباً واحداً فكيف بالذنب على الذنب كل يوم وكل ساعة؟
📍فمعنى ذلك أنه عندما لا تحدث عقوبة شديدة وظاهرة فهذا لا يعني أنها سوف لا تحدث فمثلا قديما فى محاولة قتل الزعماء كانوا يدسوا السم فى طعامهم بشكل صغير على فترات بعيدة وهذا الذى يفعله الشيطان مع الملتزم يدس السم شىء فشىء فيبدأ بالذنب ثم نظرة ثم أغانى ثم موسيقى ولن يدخل إليه الشيطان بشكل مباشر وإنما سيأتى له شىء فشىء وهو لا يشعر .
✍🏻أيضا من ضمن عقوبات الذنوب والمعاصى ضيق الصدر الشديد لذلك تجد أكثر أهل الإلتزام أكثر الناس صدرهم منشرح وهذا دليل على سعة الإيمان لأن الإيمان يشبه المنزل فإذا كلن ضيقاً كان من فيه متضررين وإذا كان متسعاً كانوا أكثر راحة
✍🏻أيضا من عقوبات الذنوب والمعاصى التثبيط عن الطاعات والمعيشة الضنك فى الدنيا والآخرة والبرزخ وأيضاً جعل القلب أصم عن سماع الحق فيسمع الحق بالأذن ولكنه غير متأثر وأيضا من ضمن العقوبات الخسف بالقلب والخسف المراد به أن ينزل القلب إلى أسفل السافلين وعلامة ذلك أن القلب يصير جوالاً حوال السفليات والقاذورات كما أن القلب الذى رفعه الله يطوف حول العرش حتى أن بعض السلف قال هذه القلوب جوالة فمنها ما يجول حول العرش فإذا أردت أن تعرف مقامك فانظر أين أقامك
✍🏻 ثم يجيب الإمام عن سؤال قد يتبادر إلى الذهن أننا رأينا من هم أهل ذنوب ولا يشعرون بالضنك فيقول ابن القيم وإنما يواريه عنه سكرات الشهوات والعشق وحب الدنيا والرياسة فمعنى ذلك أن صاحب الذنوب مثل السكران لا يشعر بالآلام ثم يقول أن سكر هذه الأمور أعظم من سكر الخمر فإنه يفيق صاحبه ويصحو ويسكر الهوى وحب الدنيا لا يفيق صاحبه إلا إذا كان صاحبه فى عسكرالأموات فالمعيشة الضنك لازمة لكل من أعرض عن ذكر الله
*ولا تقر العين ولا يهدأ القلب ولا تطمئن النفس إلا بإلهها ومعبودها الذى هو الحق وكل معبود سواه باطل*
📍وهذه من أجمل ما قاله الإمام ابن القيم أنه الذى تقر عينه بالله ويكون سروره بالله يكون سرور كل أحد به وهنا نقول
*ما هو الذى إذا وصلت له لا تزول عنه ولا يكون مهدد بالزوال* ⁉️
📍هو الله وحده عزوجل لأنك إليه راجع ولأن النفس لا تسكن إلا إذا وصلت فى الدنيا إلا الله وهى بذلك ذاقت أعلى درجات النعيم وأعلى درجة هى الشوق إلى الله لأن الشوق هى اللذة الذى ليس بعدها شىء فإذا وصلت إرادتك إلى الله تسكن كل الإرادات الأخرى
➖🌸➖🌸➖🌸➖🌸➖
🟥 *الــقــلــب الــســلــيــم*
✍🏻قال ابن القيم رحمه الله: القلب السليم هو الذي سلم من الشرك والغل والحقد والحسد والشح والكبر وحب الدنيا والرئاسة، فسلم من كل آفة تبعده عن الله، وسلم من كل شبهة تعارض خبره، ومن كل شهوة تعارض أمره، وسلم من كل إرادة تزاحم مراده، وسلم من كل قاطع يقطع عن الله.ولا تتم له سلامته مطلقا حتى يسلم من خمسة أشياء: من شرك يناقض التوحيد، وبدعة تخالف السنة، وشهوة تخالف الأمر، وغفلة تناقض الذكر، وهوى يناقض التجريد والإخلاص. وهذه الخمسة حجب عن الله، وتحت كل واحدة منها أنواع كثيرة، تتضمن أفرادا لا تنحصر
✍🏻 *معنى أنه سلم من كل آفة تبعده عن الله:*
📍أنه سلم من الحقد والغل والحسد وغيره.....
✍🏻 *معنى أنه سلم من كل شبهة:*
📍أن الله عزوجل عندما أنزل الكتاب والسنة فكانت عبارة عن أخبار ونواهي فالخبر هو الذى يتعارض مع الشبهة فعندما يأتى إلينا الخبر يجب أولا أن نتأكد من صحته ثم نقيس هذا الخبر على قدرة الله ولا نقيسه على قدرة عقولنا على الاستيعاب وهذا ما حدث فى قصة أبو بكر عندما قالوا له أن النبى يزعم أنه أُسرى به فقال إن كان قال ذلك هنا (تأكد من الخبر) فقد صدق فهنا قاس الخبر على قدرة الله عزوجل
✍🏻 *معنى أنه سلم من كل شهوة:*
📍 وهى القدرة على مغالبة النفس وفعل مراد الله مثل الصحابة كان لديهم حب شديد للخمر ولكنهم استطاعوا ان يتلغبوا على هذه الشهوة من أجل الله
✍🏻ثم قال أن بعد كل ذلك الإنسان فى حاجة للإستعانة بالله
فيقول«ولذلك اشتدت حاجة العبد، بل ضرورته، إلى أن يسأل الله أن يهديه الصراط المستقيم، فليس العبد أحوج منه إلى هذه الدعوة، وليس شيء أنفع له منها»
➖🌸➖🌸➖🌸➖🌸➖