🟥 *تـابـع الحديث عن العشق المحرم*
✍🏻يقول الإمام ابن القيم أن المانع من حصول تعلق القلب « اشْتِغَالُ الْقَلْبِ بِمَا يَصُدُّهُ عَنْ ذَلِكَ، وَيَحُولُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْوُقُوعِ فِيهِ، وَهُوَ إِمَّا خَوْفٌ مُقْلِقٌ أَوْ حُبٌّ مُزْعِجٌ، فَمَتَى خَلَا الْقَلْبُ مِنْ خَوْفِ مَا فَوَاتُهُ أَضَرُّ عَلَيْهِ مِنْ حُصُولِ هَذَا الْمَحْبُوبِ، أَوْ خَوْفِ مَا حُصُولُهُ أَضَرُّ عَلَيْهِ مِنْ فَوَاتِ هَذَا الْمَحْبُوبِ، أَوْ مَحَبَّتِهِ مَا هُوَ أَنْفَعُ لَهُ وَخَيْرٌ لَهُ مِنْ هَذَا الْمَحْبُوبِ، وَفَوَاتُهُ أَضَرُّ عَلَيْهِ مِنْ فَوَاتِ هَذَا الْمَحْبُوبِ، لَمْ يَجِدْ بُدًّا مِنْ عِشْقِ الصُّوَرِ.»
📍وشرح ذلك أن المرء إذا كان عنده خوف كبير أو حب لله عزوجل فسوف يطرد ذلك العشق ولا شىء يستطيع أن ينتصر على الشهوة إلا شىء أكبر منها وهو حب الله عزوجل وحب الله سلاح قوى لأنه لا يواجه الحب إلا حب مثله
🟥 *فـصـل فـى آثـار الـمـحـبـة وأحـكـامـهـا*
✍🏻وَالْمَحَبَّةُ لَهَا آثَارٌ وَتَوَابِعُ وَلَوَازِمُ وَأَحْكَامٌ، سَوَاءٌ كَانَتْ مَحْمُودَةً أَوْ مَذْمُومَةً، نَافِعَةً أَوْ ضَارَّةً، مِنَ الْوَجْدِ وَالذَّوْقِ وَالْحَلَاوَةِ، وَالشَّوْقِ وَالْأُنْسِ، وَالِاتِّصَالِ بِالْمَحْبُوبِ وَالْقُرْبِ مِنْهُ، وَالِانْفِصَالِ عَنْهُ وَالْبُعْدِ عَنْهُ، وَالصَّدِّ وَالْهُجْرَانِ، وَالْفَرَحِ وَالسُّرُورِ، وَالْبُكَاءِ وَالْحُزْنِ، وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ أَحْكَامِهَا وَلَوَازِمِهَا.
📍وشرح ذلك أن المحبة لابد أن يكون لها توابع فتجد شخص من شدة حبه لله يبكى وآخر يبكى أمام فيلم فهل يستوى ذلك بذلك ؟ الأول مأجور والثانى يأثم وبما أنه وجدت محبة فلابد أن يكون لهذه المحبة توابع مثل الحب ، البكاء ، الشوق والمحبة يجب أن تواجه بمحبة مثلها
✍🏻 يستطرد الإمام حديثه فيتحدث عن الْمَحَبَّةُ الْمَحْمُودَةُ: هِيَ الْمَحَبَّةُ النَّافِعَةُ الَّتِي تَجْلِبُ لِصَاحِبِهَا مَا يَنْفَعُهُ فِي دُنْيَاهُ وَآخِرَتِهِ، وَهَذِهِ الْمَحَبَّةُ هِيَ عُنْوَانُ السَّعَادَةِ، وَالضَّارَّةُ: هِيَ الَّتِي تَجْلِبُ لِصَاحِبِهَا مَا يَضُرُّهُ فِي دُنْيَاهُ وَآخِرَتِهِ، وَهِيَ عُنْوَانُ الشَّقَاوَةِ.
✍🏻ثم يقول الإمام «وَمَعْلُومٌ أَنَّ الْحَيَّ الْعَاقِلَ لَا يَخْتَارُ مَحَبَّةَ مَا يَضُرُّهُ وَيُشْقِيهِ،وَإِنَّمَا يَصْدُرُ ذَلِكَ عَنْ جَهْلٍ وَظُلْمٍ، فَإِنَّالنَّفْسَ قَدْ تَهْوَى مَا يَضُرُّهَا وَلَا يَنْفَعُهَا، وَذَلِكَ مِنْ ظُلْمِ الْإِنْسَانِ لِنَفْسِهِ، إِمَّا بِأَنْ تَكُونَ جَاهِلَةً بِحَالِ مَحْبُوبِهَا بِأَنْ تَهْوَى الشَّيْءَ وَتُحِبَّهُ غَيْرَ عَالِمَةٍ بِمَا فِي مَحَبَّتِهِ مِنَ الْمَضَرَّةِ، وَهَذَا حَالُ مَنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ عِلْمٍ، وَإِمَّا عَالِمَةً بِمَا فِي مَحَبَّتِهِ مِنَ الضَّرَرِ لَكِنْ تُؤْثِرُ هَوَاهَا عَلَى عِلْمِهَا
📍وشرح ذلك أن الإمام هنا يقوى عند السائل تمارين العزيمة والإرادة وهى محور الكتاب تقوية القوة العلمية والقوة العملية ويقول الإمام إنما يُغلب الإنسان ويقع إما بسبب الجهل بمعنى أنه لم يكن يعلم أن هذا الفعل محرم وإما بسبب
الظلم وهو علم الإنسان أن هذا الشىء حرام ولكن غلبه الهوى
➖🌸➖🌸➖🌸➖🌸➖
🟥 *فصل المحبة أصــل كل دين*
✍🏻يقول الإمام ابن القيم«وَكَمَا أَنَّ الْمَحَبَّةَ وَالْإِرَادَةَ أَصْلُ كُلِّ فِعْلٍ كَمَا تَقَدَّمَ، فَهِيَ أَصْلُ كُلِّ دِينٍ سَوَاءٌ أَكَانَ حَقًّا أَوْ بَاطِلًا، فَإِنَّ الدِّينَ هُوَ مِنَ الْأَعْمَالِ الْبَاطِنَةِ وَالظَّاهِرَةِ، وَالْمَحَبَّةُ وَالْإِرَادَةُ أَصْلُ ذَلِكَ كُلِّهِ، وَالدِّينُ هُوَ الطَّاعَةُ وَالْعِبَادَةُ وَالْخُلُقُ، فَهُوَ الطَّاعَةُ اللَّازِمَةُ الدَّائِمَةُ الَّتِي صَارَتْ خُلُقًا وَعَادَةً، وَلِهَذَا فُسِّرَ الْخُلُقُ بِالدِّينِ فِي {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ}
📍وهنا نقول أن كل شىء أصله المحبة ولكن ما الفارق بين محبة الله عزوجل ومحبة الزوجة ؟! نقول حب الله عزوجل حب يحتوى على الذل والإنقياد أما حب الزوجة فغير ذلك فهى تحب لله لأنها مسلمة ومطيعة والمحبة تزيد بالأخلاق والمعاملة الطيبة فهذه محبة طبيعية ، أما محبة المشركين للأصنام فهى محبة تعبدية شركية لأنه يوجد فيها ذل وانقياد والعشق المحرم يطور المحبة الطبيعية لمحبة شركية إلى أن تصل للذل والإنقياد فيتحول الإنسان من معصية لشرك بالله
![](https://img.wattpad.com/cover/353089266-288-k715044.jpg)