🟥 *فـصـل فـى مـقـامـات الـعـشـق*
✍🏻 يقول الإمام ابن القيم«وَالْعَاشِقُ لَهُ ثَلَاثُ مَقَامَاتٍ: مَقَامُ ابْتِدَاءٍ، وَمَقَامُ تَوَسُّطٍ، وَمَقَامُ انْتِهَاءٍ فَأَمَّا مَقَامُ ابْتِدَائِهِ: قَالُوا: يَجِبُ عَلَيْهِ مُدَافَعَتُهُ بِكُلِّ مَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ، إِذَا كَانَ الْوُصُولُ إِلَى مَعْشُوقِهِ مُتَعَذِّرًا قَدَرًا وَشَرْعًا، فَإِنْ عَجَزَ عَنْ ذَلِكَ وَأَبَى قَلْبُهُ إِلَّا السَّفَرَ إِلَى مَحْبُوبِهِ - وَهَذَا مَقَامُ التَّوَسُّطِ وَالِانْتِهَاءِ - فَعَلَيْهِ كِتْمَانُهُ ذَلِكَ، وَأَنْ لَا يُفْشِيَهُ إِلَى الْخَلْقِ، وَلَا يَشْمَتَ بِمَحْبُوبِهِ وَيَهْتِكُهُ بَيْنَ النَّاسِ، فَيَجْمَعُ بَيْنَ الشِّرْكِ وَالظُّلْمِ، فَإِنَّ الظُّلْمَ فِي هَذَا الْبَابِ مِنْ أَعْظَمِ أَنْوَاعِ الظُّلْمِ وَرُبَّمَا كَانَ أَعْظَمَ ضَرَرًا عَلَى الْمَعْشُوقِ وَأَهْلِهِ مِنْ ظُلْمِهِ فِي مَالِهِ، فَإِنَّهُ يُعَرِّضُ الْمَعْشُوقَ بِهَتْكِهِ فِي عِشْقِهِ إِلَى وُقُوعِ النَّاسِ فِيهِ.........»
📍وشرح هذا أن المرء إذا قيم المعشوق وعرف أنه لا يمكن الوصول إليه قدراً وشرعاً فيجب أن يمنعه ويغلقه ويجاهده فإن عجز عن ذلك فعليه بمقام التوسط وأن يكتم الأمر تماماً ولا يبوح به لأحد لأنه يعلم أنه لا يقدر على وصل هذا المعشوق
✍🏻 ثم يقول «أَنَّ فِي إِظْهَارِ الْمُبْتَلَى عِشْقَ مَنْ لَا يَحِلُّ لَهُ الِاتِّصَالُ بِهِ مِنْ ظُلْمِهِ وَأَذَاهُ مَا هُوَ عُدْوَانٌ عَلَيْهِ وَعَلَى أَهْلِهِ، وَتَعَرُّضٌ لِتَصْدِيقِ كَثِيرٍ مِنَ النَّاسِ ظُنُونَهُمْ فِيهِ، فَإِنِ اسْتَعَانَ عَلَيْهِ بِمَنْ يَسْتَمِيلُهُ إِلَيْهِ، إِمَّا بِرَغْبَةٍ أَوْ رَهْبَةٍ، تَعَدَّى الظُّلْمُ وَانْتَشَرَ، وَصَارَ ذَلِكَ الْوَاسِطَةُ دَيُّوثًا ظَالِمًا .......»
✍🏻ثم يقول«وَالْمَعْشُوقُ إِذَا لَمْ يَتَّقِ اللَّهَ فَإِنَّهُ يُعَرِّضُ الْعَاشِقَ لِلتَّلَفِ، وَذَلِكَ ظُلْمٌ مِنْهُ، بِأَنْ يُطْمِعَهُ فِي نَفْسِهِ وَيَتَزَيَّنَ لَهُ وَيَسْتَمِيلَهُ بِكُلِّ طَرِيقٍ حَتَّى يَسْتَخْرِجَ مِنْهُ مَالَهُ وَنَفْعَهُ وَلَا يُمَكِّنُهُ مِنْ نَفْسِهِ، لِئَلَّا يَزُولَ غَرَضُهُ بِقَضَاءِ وَطَرِهِ مِنْهُ، فَهُوَ يَسُومُهُ سُوءَ الْعَذَابِ، وَالْعَاشِقُ رُبَّمَا قَتَلَ مَعْشُوقَهُ لِيَشْفِيَ نَفْسَهُ مِنْهُ، وَلَا سِيَّمَا إِذَا جَادَ بِالْوِصَال.....»
📍 وشرح ذلك أن المعشوق إذا لم يتق الله وعلم أن هناك من يحبه وهو لا يحبه ولا يعشقه ربما استغل ذلك لمصالح ومنافع له ويتلاعب بمن يحبه والعاشق إذا عرف ذلك وعلم أنه كان يتلاعب به وأدرك ذلك ربما قتل المعشوق وغير ذلك مما نراه اليوم من الحوادث الكثيرة
✍🏻ثم يقول«فَعَلَى الْعَاقِلِ أَنْ لَا يُحَكِّمَ عَلَى نَفْسِهِ عِشْقَ الصُّوَرِ، لِئَلَّا يُؤَدِّيَهُ ذَلِكَ إِلَى هَذِهِ الْمَفَاسِدِ أَوْ أَكْثَرِهَا أَوْ بَعْضِهَا، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَهُوَ الْمُفَرِّطُ بِنَفَسِهِ الْمُغَرِّرُ بِهَا، فَإِذَا هَلَكَتْ فَهُوَ الَّذِي أَهْلَكَهَا، فَلَوْلَا تَكْرَارُهُ النَّظَرَ إِلَى وَجْهِ مَعْشُوقِهِ وَطَمَعُهُ فِي وِصَالِهِ لَمْ يَتَمَكَّنْ عِشْقُهُ مِنْ قَلْبِهِ، فَإِنَّ أَوَّلَ أَسْبَابِ الْعِشْقِ الِاسْتِحْسَانُ سَوَاءٌ تَوَلَّدَ عَنْ نَظَرٍ أَوْ سَمَاعٍ، فَإِنْ لَمْ يُقَارِنْهُ طَمَعٌ فِي الْوِصَالِ وَقَارَنَهُ الْإِيَاسُ مِنْ ذَلِكَ لَمْ يَحْدُثْ لَهُ الْعِشْقُ، فَإِنِ اقْتَرَنَ بِهِ الطَّمَعُ فَصَرَفَهُ عَنْ فِكْرِهِ وَلَمْ يَشْغَلْ قَلْبَهُ بِهِ؛ لَمْ يَحْدُثْ لَهُ ذَلِكَ،........»
📍وشرح ذلك أن تكرار النظر هو سبب المفاسد لأن الشخص إذا أغلق على نفسه هذا الباب من الأساس ما كان سيصل لهذه المراحل من العشق المحرم وأول العشق الاستحسان أنك ترى فى المعشوق الأخلاق والأدب ثم يتولد بعد ذلك تعمد للنظر والمتابعة فيقول الإمام لا ينجو أحد بعد ذلك إلا قلة فمنهم من ينجوا من باب اليأس فلو فكر المرء بعقله أن الأمر مستحيل فيأخذ قرار ليوقف المهلكة ، أو هناك احتمال آخر أن لا يريد أن يعمل فكره فى هذا الأمر فيوقفه اختياراً وقد يدفعه الخوف من الله من ذلك أو أن يسقط من نظر الناس فيوقف هذا النزيف
➖🌸➖🌸➖🌸➖🌸➖
🟥 *فـصـل فـى نقل من أباح العشق*
✍🏻 اختيار الإمام ابن القيم فى الكتاب أن الإنسان إذا ابتلى بشىء من العشق فيجب أن يدفعه ولكنه من باب الإنصاف نقل كلام من أباحه لأن هناك من الاسترسال غير محرم ولكن بشرط أن لا يوقع فى محرم ومن شدة إنصافه نقل أدلتهم فمنهم من قال أن العشق يرقق الطبع وأنه ترويح للنفس وأنه يشجع جنان الجبان وأنه يصفى الذهن وغيره .............📍ثم يقول الإمام أن كل هذه الأقوال مردود عليها لأن أغلب الآثار التى نقلت أثرها ضعيف فيجب أن تستدل بماهوصحيح
📍وأن هذه الآثار المقصود بها العشق الحلال الذى شعر به صاحبه ثم علم أنه له سبيل للوصول للمعشوق
✍🏻ثم يقول الإمام فالجواب وبالله التوفيق أن كل هذه الآثار التى رويت فلابد فيها من التمييز بين العشق الجائز والعشق المحرم ويفهم الناقل ما هو المقصود من وراء كلام السلف لأن الناقل قد ينقله وهو يفهمه على شكل خاطئ .
✍🏻ثم يذكر أنه إذا ضعفت محبة الله فى القلب فلابد أن يدخل محبوب آخر لذلك الإنسان يجب أن يحب الله الحب الأكمل ويكون أى محبوب آخر هو خاضع للمحبوب الأول الذى هو الله عزوجل لذلك من ضمن ما يمنع الإنسان أن يقع فى العشق هو الخوف من الله والحب وهذا محور كلام الإمام
فهذه أصل الأصول أن يمنع الإنسان أى شىء قبل وقوعه وأن يملئ الإنسان قلبه بمحبة الله عزوجل
➖🌸➖🌸➖🌸➖🌸➖
🟥 *دواعى الـــمـــحــــبـة*
✍🏻يقول الإمام أن المحبة لها داعيان أولهما هو كمال الشخص والآخر نفعه المتعدى له فكلما كمل الشخص كلما ازدادت المحبة ولأن القلوب جبلت على محبة الكمالات وأضف لذلك كلما يكون هناك نفع متعدى كلما ازدادت المحبة فلو من باب الكمال فالله هو أولى بكل جميل وهو أولى بكل محبة ولو من باب النفع فالله فحتى النفع الذى يصل إليك من محبوبك لا يكون إلا بعد إذنه سبحانه إذا ينبغى أن تصرف المحبة الكاملة له وحده
🟥 *أسباب محبة الله عزوجل*
✍🏻 يقول الإمام «وَإِذَا كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَوْلَى بِنَا مِنْ أَنْفُسِنَا فِي الْمَحَبَّةِ وَلَوَازِمِهَا أَفَلَيْسَ الرَّبُّ جَلَّ جَلَالُهُ وَتَقَدَّسَتْ أَسْمَاؤُهُ أَوْلَى بِمَحَبَّتِهِ وَعِبَادَتِهِ مِنْ أَنْفُسِهِمْ، وَكُلُّ مَا مِنْهُ إِلَى عَبْدِهِ الْمُؤْمِنِ يَدْعُو إِلَى مَحَبَّتِهِ، مِمَّا يُحِبُّ الْعَبْدُ وَيَكْرَهُ - فَعَطَاؤُهُ وَمَنْعُهُ، وَمُعَافَاتُهُ وَابْتِلَاؤُهُ، وَقَبْضُهُ وَبَسْطُهُ، وَعَدْلُهُ وَفَضْلُهُ، وَإِمَاتَتُهُ وَإِحْيَاؤُهُ، وَلُطْفُهُ وَبِرُّهُ، وَرَحْمَتُهُ وَإِحْسَانُهُ، وَسَتْرُهُ وَعَفْوُهُ ......»
🟥 *فصل فى كمال اللذة*
✍🏻 يقول ابن القيم «وَكُلُّ عَاقِلٍ يَعْلَمُ أَنَّ اللَّذَّةَ بِحُصُولِ الْمَحْبُوبِ بِحَسَبِ قُوَّةِ مَحَبَّتِهِ، فَكُلَّمَا كَانَتِ الْمَحَبَّةُ أَقْوَى كَانَتْ لَذَّةُ الْمُحِبِّ أَكْمَلَ، فَلَذَّةُ الْعَبْدِ مَنِ اشْتَدَّ ظَمَؤُهُ بِإِدْرَاكِ الْمَاءِ الزُّلَالِ، وَمَنِ اشْتَدَّ جُوعُهُ بِأَكْلِ الطَّعَامِ الشَّهِيِّ، وَنَظَائِرُ ذَلِكَ عَلَى حَسَبِ شَوْقِهِ وَشَدَّةِ إِرَادَتِهِ وَمَحَبَّتِهِوَإِذَا عَرَفْتَ هَذَا، فَاللَّذَّةُ وَالسُّرُورُ وَالْفَرَحُ أَمْرٌ مَطْلُوبٌ فِي نَفْسِهِ، بَلْ هُوَ مَقْصُودُ كُلِّ حَيٍّ وَعَاقِلٍ، إِذَا كَانَتِ اللَّذَّةُ مَطْلُوبَةً لِنَفْسِهَا فَهِيَ تُذَمُّ إِذَا أَعْقَبَتْ أَلَمًا أَعْظَمَ مِنْهَا، أَوْ مَنَعَتْ لَذَّةً خَيْرًا مِنْهَا وَأَجَّلَ، فَكَيْفَ إِذَا أَعْقَبَتْ أَعْظَمَ الْحَسَرَاتِ، وَفَوَّتَتْ أَعْظَمَ اللَّذَّاتِ......»
✍🏻 أنواع لذات الدنيا :
١- لذة فى الدنيا توصل للآخرة: الأكل/ الشرب / الجماع /..
لو احتسب المرء فيها النية وكانت حلال ويؤجر عليها
٢- لذة فى الدنيا تمنع الآخرة: مثل حب الأوثان والإباحية والعشق المحرم عياذاً بالله
٣- لذة مباحة : لا تمنع من الآخرة ولكن تمنع عن كمال الدار الآخرة مثل ضياع الوقت فلو استثمره المرء لنفعه ذلك فالآخرة
➖🌸➖🌸➖🌸➖🌸➖