« لِقَاء »

53 10 6
                                    

" الحَمل لَكِ والرَضيع لِي " !
_______________
هَل يُمكن للشيطان أن يتَصور بهيئة بشر ؟ واذا كان الجواب نعم ، هَل يمكن ان يلتقي بالبشر العادين ؟ واذا كان الجواب نعم ايضا ، كيف سيكون لقائهم ؟ .
الشيطان ليس من السهل التعامل معه ، وكل ما نعرفه عن الشيطان وشره ليس الا نقطة في بحر غِله وحقده الكبير للبشر ، ومع ذلك هنالك حمقى مصرين على التواصل معه .

تَمشي بخوف على قدمان ترتعشان وملامح مرتعبة من ذلك المكان المخيف ، فهو عبارة عن كهف في اطراف بابل بعيد عن كل البشر ،المصيبة في هذا الكهف فهو قذر ومخيف
ومظلم ، اوقفتها جملة مكتوبة بلون احمر تحاول اقناع نفسها بأنه ليس دم ! ، " لا تُدمر حياتَك البائسة باللعب مع من خُلق من نار ".
حاولت تجاهل كل شي والسير نحو مقصدها ، وهو مشعوذ هذا الكهف ، فهي تملك غاية تريد تحقيقها ، حسنآ لنبدأ البداية ...
____________________
1989 في مدينة بابل الحبيبة ، زوجان عراقيان بابليان ، عاشا قصة حب جميلة حياتهم كانت وردية الزوجان سعيدان لكن هنالك عائق وحيد ، الزوجة تحلم بطفل تنجبه لزوجها
لكن شاء القدر ان تمر ستة سنوات على زواجهم ولم يحصل الحمل ، الزوج لا يمانع ذلك ، لكن الزوجة متلهفة لتكون ام ، مما دفعها لمراجعة الكثير من الاطباء والمستشفيات
والجميع اقروا على فشل الحمل ، مما دفع الزوجة للجنون والتفكير بعشوائية ، الى ان اتى ذلك اليوم المشؤوم ،
قررت ولمرة اخيرة ... الذهاب لشيخ تتحدث عنه نساء المدينة عن كيف انه شيخ مبارك ويفعل كل شيء ويقضي حوائج الجميع
ولاتوجد امرأة حامل طلبته في ذرية الا ولبى لها النداء وعادت لتبشر الجميع انها حبلة !
شي جنوني اليس كذالك ؟ هي بالتأكيد لن تخبر زوجها الرجل المتعلم و الاستاذ الجامعي عن هكذا خزعبلات ،
وستذهب بمفردها لذالك الشيخ المبارك ... او بالاحرى الشيطان جيد التنَكر
________________________
" دخيلك شيخ على الله وعليك بقت " بتوسل ونبرة ذل واضحة استشفاها المشعوذ او الشيخ المبارك هي حتى لاتعرف اسمه لكنه
يعرف كل شي عنها ،
اخرستها نبرته الغلظة وصوته الجهوري القوي الذي لوهلة شعرت بأن جدران هذه الغرفة المتهالكة ترتعش لصوته !
هذا جنون ،
" الحملُ لَكِ والرَضيعُ لِي ".
كالعمياء الحمقاء التي لا تفقه شي ،والتي تتهلف لشي بشدة لدرجة تنسى فيه دفع الثمن المقابل ،وافقت على شي
هي حتى لم تفهمه !
أحيانآ يزرعُ الله فينا لهفة لشي ما ، وهذا الشي يكون سبب هلاكنا ،
ولكن ...

(( إنّ الله لا يَظلمُ النَاسَ شَيئاٍ ولـكِن النَاس أنْفُسُهُم يَظّلِمُونَ )).

يونس [44].

يتبع ...

النار والطين حيث تعيش القصص. اكتشف الآن