" سَتُضحِي الكَثير مِن اجل الكَثير ، ستجَزء لّحمك لقطع وتَنثرهُ للجميع ، وسَتعود فِي ليلة مُظلمة كئيبة ستكره فِيها نَفسك وكَم التَضحيات السَخيفة التِي قَدمَتها مِن أجل الجَميع لكن لا وَقت للنَدم قَد نَفذ لَحمك ستَبقى فَقط العِظام لأنها أكثر صلادة للإنتقام. " •
فَزعَ الجَميع عندما شعروا بوجوده ، هل حقآ عاد بعد كل تلك السنوات ! ومن اجل ماذا ! إنسية ؟
الجميع يريد الانتقام منه وتأنيبه على فعلته لا احد يشعر بشعوره الجميع يروه مخطأ مهمل اناني بأختياره ،
يجلس على عرشه الاسود مستمتع بحبات العنب السوداء متلذذ بحلاوتها وصوت تهامس الشياطين من حوله لا يتوقف ابدآ
رائحته في المكان ، سيظهر قريبآ ... في حجرتي .
ثواني مرت وعم الجناح بدخان اسود كثيف غطى اسقف الحجرة وجدرانها ، قد أتى ...
ابتسم ناصور بأستهزاء ها هو اللقاء المنتظر قد حان ، نظر امامه كل ما يراه هو الحقد والكره متجسد بهيئة شيطان اسود !
عيناه حادة غاضبة تستعر نارآ كلهب يتنفس بصعوبة من كم غضبه الدخان يتطاير من اكتافه انه يحترق غضبآ
" يبدو أنك مشتاق كثيرآ ، انت تلتهب شوقآ يا صاح " تحدث ناصور ملتهم حبة عنب اخرى بأستفزاز
تقدم حاساموت بسرعة الضوء اصبح امامه ونظر اليه بتحدي ... " لا تلعب معي يا ناصور ! تعرف بأني لست سهل "
ضحكة عالية صدرت من ناصور وكأنه يسخر من كلامه ...
" امازلت تملك الجرأءة لتهدد بعد ؟ ". حسنآ الجميع يعلم بأن حاساموت خطير ولا احد يقوي عليه لكن الان هو يملك نقطة ضعف
والجميع سيستغلها بأبشع استغلال وهذا ما سيعيق حاساموت ...
نظر ناصور الى مكان ما في يديه ... سرعان ما ابتسم بسخرية واردف مشير للخاتم في يسار خنصره
" بدأ كل شي من هذا الخاتم اللعين ". نظراته اصبحت لا تفسر ، لاتعرف ان كانت غضب ام حقد ام استهزاء ام عتب ؟ !
سكت قليلا واكمل
" اتعلم ؟ كنتُ اتوقع لقاء ساخن اكثر وحافل بالدماء لكنك هادء جدا " يعلم جيدآ سبب هدوئه ، من في موقف حاساموت لن يكون
من السهل اختلاق المشاكل خاصة ان نقطة ضعفه باتت واضحة وحبيسة لديهم ،
صمت حاساموت ، وطال صمته ، انزل رأسه قليلا وجثى على ركبتيه مطأطأ الرأس والأكتاف ، نادم ؟ ام ضعيف ؟
ابتسم ناصور بسخرية واشاح بنظره بعيدآ ،
" أخبرتك البشر عالم قذر ، حذرتك يا لعين انظر ماذا حصل بحالك ! اين حاساموت قائد حرس إبليس الاعظم ! قاتل نمردة الابالسة !
إين جلالك ونفوذك اصبحت حشرة لعينة اضعف حتى من اقذر مخلوقات الارض ، هم البشر ! "
انتفض جسد حاساموت ، وشهق بحرقة ، انه يبكي ! " انا انتقم منهم " تحدث بحشرجة وصعوبة
نهض ناصور بأنفعال وتحدث " تنتقم منهم ؟ ااتخذ انسية ابنة لك وتتحدث بالانتقام ! " صرخ نهاية حديثه
" انها اداة لقتل البشر "
سخر ناصور " لكنها ستكون سبب قتلك يا حساموت ".
" ارضى بذلك "
استشاط ناصور غضبآ وهو يرى ضعف الاخر امامه وخضوعه المعيب ،
" ستندم صدقني ".
_______________________________
تجلس امام مرآة ضخمة عارية تماما تنظر لمفاتنها ، نهديها الناصعان ، عظام ترقوتها شعرها الاشقر الطويل عيناها الواسعة
بشرتها البيضاء ، كأنك تصف ملاك ليس شيطان !
" انا اجمل واعظم ، لماذا اخترتها هِي يا حاساموت ؟ "
ركزت انظارها في نقطة معينة امامها بالمرآة وماهي الا لحظات ليظهر دخانهُ الاسود خلفها ،
" أخيرآ ظهرت ؟ "
" ارتدي شي " تحدث مشيح بصره عن العارية التي امامه ، نهضت تتخرك نحوه بهيام تنظر اليه بحب !
" اتيت للانتقام ؟ هيتَ لك هيا انتقم "
رفع يده ووضعها على كتفها الايسر مسح بخفة لتنمو قماشة سوداء سترت كل جسدها عنه ، ابتسمت بسخرية
" لماذا ؟ " تحدثت بصعوبة
" لأني عشتقها "
" لكني احببتك اكثر منها ".
" وقلبي اختارها هِي "
" ماذا تملك انا لا املكه ؟ ماذا منحتك وجعلتك كلب مطيع تنبح خلفها ! " صرخت
" تملك ... خير لا نملكه ُ "
" دعنا نبدأ من جديد يا حاساموت ، انا امنحك فرصة اخيرة ... حاساموت لا تخسر حبي لك ! "
" نَذرتُ قلبِي لها يا لاقيس ".
" حاساموت ... " تحدثت بحشرجة وصعوبة ،الكثير من المشاعر لا تصف موقفهم الان انه صعب جدآ
هيام وهوس يقابله جفاء وامتناع ، خيراتٌ تنمو طول الايام وفي يومي يصيبهُ القحط ، الحبُ ليس عادل
امتلئت عيونها بالدموع تنظر اليه بنظرة حب غارقة بالدموع رغم كل شيء !
" حاساموت ارجوك لا تحول كل الحب الذي بداخلي لسواد تجاهَك ... ارجوك انا اعطيك فرصة اخيرة ! ".
" وَعدتُ ألاّ أخونُ يا لاقيس ".
" وما ذنبُ قلبِي ؟ ! " تحدثَت وسط دموعُها
" لا تؤذيها يا لاقيس لن احتمل تكرار نفس التجربة ! "
" انتَ حقير لعين ! "
" انا عاشِق ضعيف يريد الانتقام ".
" صدِقني ستندم وعلى يديها هِي ".
______________________________
" لن يستطيع فعل اي شي " تحدث دنهش
خِنزَّب " نعم قوته بيدنا لن يقوى على شيء "
عزازير " انتم لا تعرفون حاساموت جيدآ "
صمت عزازير ينظر بالفراغ امامه ، حاساموت ليس سهل وبالتأكيد يملك الكثير من الخطط لسحقنا جميعآ لماذا هو هادء هكذا !
صوت طبول ... جعلهم ينهضون جميعا من مضاجعهم حسنا هنالك اجتماع
لحظات وتجمع الحميع في حجرة واحدة يترأسهم شيخ العشيرة متوشح بالسواد لا ترى منه شيء
الجميع يترقب ماذا سيحدث ؟ وما سر هذا الاجتماع المفاجئ ، انحنوا جميعآ عندما جلس شيخهم على عرشه وبدؤا يتمتمون بتراتيل تقديس له وتعظيم ، توهجت نار زرقاء وكونوا دائرة واسعة وقفوا حولها ،
" اظهر ". كلمة واحدة نطق بها كبيرهم قاصد به حاساموت ليظهر فورآ ، وقف يتوسطهم والجميع يلتف حوله في دائرة
زمجرت جميع الشياطين بغضب وبدأ صوت صراخهم يعلوا ، معبرين عن سخطهم منه
" صمت ". تحدث الشيخ ، سكت الجميع بانتظار الآتي ومن ضمنهم القادة ناصور وخنزب
نظر خِنزّب بكره لأخيه وقبض على يديه بقوة
" لماذا اتيت يا حاساموت ؟ ". سؤال لم يتوقعه احد من الحضور ، لماذا يسأله الشيخ !
" اطلب العفو عن نيبال ". تحدث حاساموت
" هل تمزح ايها اللعين كيف تجرء بعد كل ما فعلته تأتي لتطلب العفو عن انسية اتخذتها ابنة لك ! بل سنقطع رأسها ونسحقه مع رأسك
صرخ خِنزّب بأنفعال ، التفتت اليه جميع الشياطين ، لم يرد حاساموت
" كيف تجرؤ على الحديث وشيخنا حاضر ! " تحدث ناصور قاصد خِنزَّب
الشيخ " اتركه ، دعه يخرج ما بجوفه ".
" مولاي ، انا اطلب إلاذن منك بقطع رأس اخي ". تحدث خنزب وانحنى بأحترام
ابتسم حاساموت بألم
" لا ". بأختصار اردف الشيخ ، عقد خنزب حاجبيه بأنزعاج ،ماذا يحدث ؟
" كيف يا مولاي انه القائد الان ليس حاساموت ! " سأل ناصور مستفسر
" حسنا اليكم الآتي ... تم الاعفاء عن نيبال وفي المقابل حبس حاساموت ونفيه مع جل العقوبات لكن ليس الموت ، انتهى ".
لم يرضى احد على هذا القرار لكن ما باليد حيلة الاجتماع انتهى وانتهى كل شيء ،
نظر عزازير لأخته واردف " انا لا افهم ما يحدث "
" ماحدث كان سيحدث حتى قبل ظهور حاساموت " تنهدت واكملت ...
" الشيخ فقط أخّر قطع رأسه بنفيه وعقابه ، هو يعلم جيدآ بأن نهايته لن تكون على يدينا نحن ".
__________________________________
تقدم منها وهي ابتعدت عنه خطوات بنفور
" نيبال ... "
" فهمني كلشي هسه ! "
" مو وكته نيبال ، اليوم حتتحررين وترجعين لحياتج اني راح اختفي بس الدين لتنسيه نيبال ! "
" راح اخلص منك. ؟ " تحدثت بحماس ممصدكة
" الدين نيبال ، تخلصيه وتخلصين مني وحياتج تصير طبيعية ، بقت اربع جثث ،كل 9 ايام تروحين لمقبرة وتختارين قبر مبني حديث اكعدي يمه راح توصلج معلومات كل جثة تحتاجيها ".
" مدافتهم شي مدافتهمممم شديصير !! " صرخت بجزع
وكفت تتأمل هيأته التعبانة وجسمه الضعفان ، شون ضعف بهلسرعة ؟ عبالك صار كومة عظام اتصارع كبالها
" نيبال ، الضابط ابتعدي عنه احذرج ". بكل كلمة جانت نيبال مركزة وياه ومحجت ولا كلمة
" اذا تردين تعرفين اني ليش انخلقت بحياتج وليش هيج حياتج مشت خلصي الدين راح تفهمين كلشي ".
فجآة الكاع الي جواها بدت تهتز وكأنوا زلزال حل بالمكان ، الحياطين اتفطرت صوت همهمات بالمكان وصياح
ريحة الدخان انتشرت ويه ريحة الدم اختلطت وانطت مزيج يكتم الانفاس وياخذ الروح
باوعتله مرة اخيرة لكته ينازع بالكاع وديتمرغل يصرخ بوجع وديطلع من حلكه شي اسود ، مدتفهم شديصير !
كل الي تتمناه هسه انو ينتهي كلشي بسرعة
وبالفعل مرت لحظات وكلشي اختفى ... باوعت للمكان الجديد الي وصلتله مكان ثاني عبالك حلم كله الوان !
حديقة جبيرة خضرة ومليانة ورد سما زركة وشمس ... بس شمس باردة ؟ اكو اشعة باردة دتطلع منها ؟
اها عرفت ، هذا حلم وهسه حكعد الكه نفسي بفراشي اصارع ويه الاربع جثث الباقية
بس هلمرة وحدي ...
يتبع ...
أنت تقرأ
النار والطين
Action" عِندما تَشن الحَرب بين النَّار والطِين ، الجَميع يعَلم بأنَ النَّار ستأكُل الطِين ، إذآ لمَاذا هَذا العِند يا بَني آدم ، تَعلم تمامآ أنك مَغلوب ، ومعَ ذلك تتَحدى فِي المعصية أبليس ! ". للكاتبتان" ايسر محمد" و" طيبة جبار "
