« مَولد الشَيطان »

33 7 2
                                    

تَفتَح عيَناها بتثاقل ، والكثير من الضجيج حولها وهذا الشي ازعجها بشدة ، كل شي في جسدها يؤلم اتاها صوت زوجها القلق
" سارة اكعدي حبيبتي شبيج ! " بدء يهزها بلطف عسى ولعل تكعد
باوعتله بضعف وانين خافت طلع منها گامت على حيلها وساعدها سعيد وگعدها ، حط المخاديد وره ظهرها واستندت عليهن
دلكت جبينها وكشرت ملامحها تحس جسمها متكسر ، ولم تتوقف أسألة زوجها القلق
" شبيج سارة وگعتي گلبي ! " ، شنو تجاوبه هي حتى متعرف شنو صارلها !
صفنت بالحايط وبدت الاحداث اشوية اشوية تتكون ويتضح كلشي ! اول شي سوته بچت !
وبدت تسأل روحها * لهلدرجة اني غبية وثولة ؟ وين جان عقلج سارة ! شسويتي بروحج *

كتلك الصدمة التي تأتي بعد فوات الاوان ، وتأنيب الذات وجلدها ولكن ! الوقت متأخر جدآ لتصحيح الخطأ
لكنه مبكر جدآ على لوم النفس والانتحاب المستمر ،

" سارة جاوبيني اوديج للدكتور ! " طفح كيل الزوج وصرخ نهاية حديثه
استفاقت سارة من شرودها وتحدثت بسرعة " مابيه شي حبيبي اني بخير ماكو داعي للمستشفى "
تجاهل سعيد كل شيء وركز على نبرة الصوت المختلفة ! اصبحت خشنة وغليظة ؟!
لكنه ترك الموضوع وحاول الاستفسار عن شي اهم " سارة لتخبليني اجيت من الجامعة ولكيتج حابسة نفسج بالغرفة واكو اصوات غريبة وصياح لحد مكسرت الباب لكيتج مغمي عليج بالكاع وحاولت اكعد بيج ومكعدتي ! "
" شنو ؟ يعني انتَ مرحت للندوة مالتك بمصر ! "
" ندوتيش سارة لتخبليني ؟ ".
" ماعرف ماعرف سعيد عوفني تعبت تره! " حجت بصراخ وهستيرية استغربها سعيد كلش
"ماشي حبيبتي اهدي وهسه حكوم اسويلج اشوية شوربة وجهج مصوفر ارتاحي ولتفكرين بشي ".
كام على حيله وباس راسها وطبطب عليه وطلع من الغرفة عايفها تصارع ويه افكارها ،
خطرت على بالها فكرة وصاحت على سعيد بسرعة
" سعيدددد سعيدددد "
ركض سعيد من المطبخ للغرفة بسرعة ودخل يلهث " خير حبيبتي ؟ "
" اريد ام حسن ، صيحلي ام حسن بسرعععةةة ".
تجمدت ملامح الزوج وسأل بقلق " يا ام حسن حبيبتي بيج شي ؟ "
ردت بسرعة "ام حسن حبيبي جارتنه قبل تلث تيام جانت يمي وحجت وياي اريدها بسرعة سعيددد "
تقرب سعيد ببطئ وملامح قلقة ومسح على راس زوجته وحالتها المتهسترة وگال...
" يا تلث تيام حبيبتي ، ام حسن متوفية صارلها اكثر من سنة ! ".
_____________________________
" هلحالات طبيعية خاصة بفترات الحمل الاولى "
" يا طبيعية دكتور مرتي گامت تهلوس وسألت عن جارتنه المتوفية و...
راد يكمل كلامه بس ... " شنو گلت دكتور ؟ بفترات الحمل الاولى ؟؟ مرتي حامممللل ؟ "
صرخ نهاية حديثه بفرح ورد عليه الدكتور " اي حامل فلتخافون طبيعي وحاولوا اتقللون الضغط عليها لان الاشهر الاولى حساسة"
" شقلل دكتور حشيلها بعيوني يا ضغط يا صخام " حجه جملته وودع الدكتور الي كتبله بعض الادوية والمكملات
وركض على زوجته اول مشافها حضنها بقوة بحيث شالها من الگاع
" حبيبتي ! انتِ حامل " بأبتسامة واسعة اردف مخاطب زوجته
لكن... ما قابله من وجه زوجته لم يكن فرحة ولا حتى تفاجئ وكأنها كانت تعلم ! او غير سعيدة ؟
" حبيبتي بيج شي ؟ "
" لا حبيبي بس شوي تعبانة خل نرجع للبيت ".
_____________________________
وتَمر الأيام الأسابيع والأشهر ... كالجحيم على الزوجان !!
تتغير سلوكيات الزوجة بنسبة كبيرة مع الكثير من المشاحنات والمشاكل كانت دائما هي السبب بأكثرها ، ولأتفه الاسباب دائما ما كانت تشن حروبآ مع الكثير من الكلام الجارح وكأنها اصبحت شخص آخر ، وكثيرآ ما كان يصفها بالمسحور !
اهي حقآ مسحورة ؟ لماذا تغيرت فجأة هي حتى لاتعلم لماذا اصبحت عدوانية هكذا ،
اصبحت تكره زوجها ! ولا تحب الاقتراب منه وتنزعج كثيرا عند التحدث معه !
في الاشهر الاولى فسرها الزوج على انها هرمونات وتغيرات حمل تحدث لكل النساء لكن الامر بات لا يُطاق !
" كرهتتت هذا الحمل سارة خبلتيني صرت اكره ارجعععع للبيت ارحمينييييي اشويةةة "
" واني كرهتككك اكثرررر سعيددد ".
لحظة صمت مرت على الاثنان ، كيف يمكنها ان تقول " اكرهك " بسهولة هكذا !
" شنو گلتِ. ؟ " بأستنكار حچه سعيد يقنع نفسه انو هي متقصد الي گالته
" اكرهك سعيد متفهم ؟ "
" انتِ تعبانة سارة روحي ارتاحي ، اني احبج ".
" اكرهك سعيد " ظلت تكرر هاي الجملة هواي لحد الي بزع بيه سعيد وكام لزمها من ايدها وصرخ بوجهاا انو تسكت
بس ماكو فايدة ، تهسترت اكثر وبدت تبجي وتصرخ، طلع من الغرفة ومن البيت كله راكع باب البيت بكل قوته
______________________________
السبت 9/9/1989 مستشفى بابل للنسائية والاطفال
" مبروك اجتكم ابنية عسل " تقدمت الممرضة بأبتسامة وبيدها المولودة ، حملتها سارة ودموعها لا شعوريآ نزلوا ،
ابتسم سعيد وكان هذا اسعد يوم بحياته
" شنونسميها حبيبتي ؟ "
" نيبال ".
" اسفة علتطفل بس الامورة عليمن طالعة هيج عيونها صفرة ".
التفتوا الاب والام بأستغراب للطفلة ووجدوا عيونها صفراء بالفعل !!
" عادي يمكن من تكبر عيونها تصير عسلية " حاول سعيد تهدئة الاوضاع ،
لحظات مرت لتبدأ اضوية المستشفى ترتعش ، تعطلت كل اجهزة المستشفى وهذا شيء خطير جدآ على المرضى !
سرعان ما هلع الجميع وخاصة من لديهم اضطراب تنفس فهناك رائحة نفاذة انتشرت بكل انحاء المستشفى مما سببت نوبة سعال
حادة ومن ضمنهم سارة التي باتت تتنفس بصعوبة ،
" اهدي حبيبتي سارة لتخافين اني يمج" لم تنجح كلمات سعيد في تهدئة نوبات السعال القوية ، والتنفس المضطرب
اصبحت تأخذ نفسها بصعوبة جدآ وتشهق بقوة ، وبدأ الدم يحتبس في الشريان ممتنع عن السريان في باقي الجسم
مما يوحي الى ان هنالك جلطة قادمة !
وجهها اصبح ازرق وبدأ اللعاب يسيل من فمها عيناها غُورقت بالدموع ، ورغم الاضاءة الخافتة المرتعشة
استطاع سعيد رؤية عيون زوجته مثبته على طفلتهم ، والأغرب هي عيون الطفلة الهادئة التي لم تبكي حتى
مع كم الصراخ القادم من المرضى في كل انحاء المستشفى !
وفجأة ... عاد كل شيء كلسابق ، عادت الانارة وكل شيء لكن ...
انتشروا الاطباء في كل مكان يجرواالاسعافات الاولية للمرضى بعد نوبة الهلع التي مروا بها ومن ضمنهم كانت سارة
التي منظرها كان مخيف وخاصة نبضها المتوقف !
بعد دقائق من الفحص والاسعافات ... التفت الطبيب بملامح حزينة يعزي الزوج الواقف خلفهم بقلق على زوجته
" البقية بحياتك ، المريضة نطتك عمرها "

يُحكى أن هنالك تسع مرضى أيضآ قد توفوا في نفس هذا اليوم وسارة كانت ضمنهم .

يتبع ...

النار والطين حيث تعيش القصص. اكتشف الآن