«القَدر يَختار كُل شيء ، حتى ضَميرك ، أفكارك ، تصرفاتَك ، و مَصيرك .»
إيهاب ... تَمشيت بشوارع فارغةَ ما عِندي وجَهة ، حاير وافكار الدنيا تتصارع براسي ، على شنو ؟ وليش ! دنيا ليل والجو هادء وداخِلي هوسة اول مرة بحياتي اترعبل هيج ، زين ليش ؟ اني شعلية ! شعور بداخلي ماعرف افسره ، اول مرة اعيشه بس غريب !
ماتفهم نفسك شتريد لو لوين تريد توصل ، او انتَ ويامن ويه نفسك علغريب لو ويه الغريب على نَفسك ! ، فبلحظة تجِي وتِنهي كلشي
روحك التعبانة وإدگول يله هي بقت علهَاي ؟ ياما عايفني بنص الطريق متسأل عني ، وتِزعَل من الروحَ لمَن تحسها تغيرت روحك .وبلحَظة نَدم تِدفع ثمنها سنين ... رُوحَك تِختار غير رُوح .
_________________________________
فَتحت عيوني احس اكو حرارة بوجهي ،عيوني تحرگني والجو حار كلش ، عطشانة وريگي ناشف ، جسمي عطشان وتعبان
باوعت لروحي ، لابسة فستان اسود حريرمفتوح من الصدر والافخاذ ، متمددة على جرباية جبيرة كلش اطرافها ذهبية ، باوعت حولي
غرفة جبيرة مابيها احد بس اني ، بس اني خايفة ! اكو هوا بارد ديجي ! ويروح ، اريد اگوم ... مگدرت ! اكو اصفاد مربطة رجلي بحافة الجرباية مثل الأسير ، حتى إيدي ! شلون راح ابقى هيج ؟ ماكو احد هنا !! اطلعووووا كلكم بعد ميهمنييييي ! .
حاولت اسحب الاصفاد حرفيآ داصارع والي ديصير بس مجرد جروح اضافية لجلد بشرتي من قساوة هلاصفاد ، ماكو احد يسمع !
حتى اذا سمع ، شنو حيصير ... موجة رعب جديدة ، استعديلها نيبال .
الباب نفتح ... اكو ضوا قوي دخل من حواف الباب باوعت بعيوني ... مرية غير عنهم ! دك گلبي بعنف معقولة هي ؟
لابسة ابيض من فوك ليجوة وإيديها ورجليها مربوطة بنفس الأصفاد تمشي وراسها مدنك ! عبالك معتقليها ، شعرها طويل اسود مثلي
صدگني يا إلهي گلبي مراح يستحمل هلقاء ! ارحمنِي اكيد مو هي مستحيل !
تقترب وگلبي يرتعش بكل خطوة وكفت گبال الجرباية ، رفعت راسها ... التقينه
عيونَها بيها دفو وإبتسامة هادئة على وجهها ، تباوعلي بحسرة ؟ كاعدة تبجي !
رفعت إيديها والأصفاد تحركت ، إيديها تقترب من وجهي ، استقرت على خدي ، مسحت على خدي وعيونها بعيوني ... ندمانة ؟
هذا الي گدرت اقراه من ملامح وجها ، الندم لو جان ملامح فحيكون ملامح هلمرية الي گدامي ،
نزلت إيديها ودموعها نزلت وياها ، بقيت أتأملها ومحجيت شي لان ماگدر ، شنو احجي ؟ بس اريد اعرف شي ...
" ماما ؟ " حجيت بغصة عسى ولعل اكو شي يرتاح بداخلي ! .
رفعت عيونها ودموعها زادت ، صدرت شهقة من صدرها مگدرت اتظمها ، زين ليش ؟
" انتِ ماما ؟ ... سارة ؟ ". صفنت بوجهي ثواني مرت سنين علي ، وبعدها هزت راسها ... يعني إي .
دموعها متوكف ، شي استفزني حيل رفعت إيدي إلها اشوفها أصفادها وأصفادي
" إفتحيهن ماما ".
" ما أكدر ". صوتها يشبهني ، اريد احضنها بس شلون ويه هلاصفاد ،
"ماما تقربي اريد احضنج " ببراءة حجيت ، من صدك اريد احضنها اريد اشوفها وابقى وياها هيج للابد ماعندي مانع
" ما أكدر ".
صفنت بوجها ، ليش متكدر هي صدك متكدر لو متريد ؟ هيج تقابلين بنتج الوحيدة ، تدرين بيه شكد احبج ، تدرين شكد ابجي عليج وحدي بليل ، تدرين شكد اتمنى يجمعني حتى لو حلم واحد وياج ، لحظة وحدة ماريد هواي ، لحظة وحدة طبيعية اشبع بيها جوعي !
ويه صراع افكاري وصمتي ، كسرته بحركة إيدها الي رجعت نرفعت مرة ثانية لناحية صدري هلمرة ... واني اباوعلها بضعف
مستسلمة للمساتها ، بلكي تحضني ! .
ثبتت إييدها على صدري وباوعت علي بنظرتها المكسورة ، قبضت إيديها اليسرى ودگت على صدري خمس مرات .
نزلت إيديها ووبدت تبتعد ، ماريدها تروح !
" ماماااا " ناديت بضعف وهي تختفي ... واني انادي ومتلتفت
باوعت لإيدي ... الأصفاد تحررت ! .
________________________________
أكو سيارة لمحتها تلحگني من طلعت من بيتنه الصبح وهسه طلعت من الجامعة وهم بعدها وراي ، تجاهلتها وردت بس ارجع للبيت
وكفت علشارع العام اوكف تكسي رجلي موتني ، بعد لحظات السيارة نفسها اجتي عندي وكفت كبالي ، نزل الجامة وگال
" إصعدي ". سويت نفسي ماسمعته ولا شفته وبقيت ادور بأنظاري على سيارة تكسي توكف علصفحة حتى اصعدها
زمر بالهورن وباوعلي وعاط " إصعدي داگول ! " صوته ينرفزني ! على إي اساس يصيح علي بالشارع والناس كلها تباوع !
" امشي بابا منا " حجيت وهزيتله بيدي وبقيت على وكفتي ، شاط ونزل من السيارة اتقرب مني وعتّ إيدي باوعتله بصدمة
جرني وصعدني بالسيارة من صدمتي حتى مقاومت ! استحيت من العالم ومن خباله !
صعد بمكان السايق وسد السيارة حتى ماانهزم يمكن قرا افكاري ،
" أنت َ مخبل ! على إي اساس تعتعت بيه بنص الشوارع شنو تايهتلك اني ! " حجيت بأنفعال
سكت ومجاوبني وبدا يسوق ، عصبني اكثر ردت اركع راسه بالستيرن بس لزمت روحي وحجيت بهدوء اشوية
" ممكن تنزلني عقيد اذا متصير زحمة عليك ؟ " حجيتها بنبرة حاولت اخليها مال ناس محترمة بلكي يعطف علي .
باوعلي صفح وابتسم ، هاي شنو ؟! هذا ديضحك علي الحيوان !
" نزلنييييييييي " صرخت
كمل سياقة ولا همه ! انداريت وظليت اضرب الشباك وبالسيارة منو هذا حتى يتحكم بيه هيج ! حشرة وادعسه جوه رجلي .
" كافي بابا ارگدي " بهدوء مستفز حجه عبالك ديحجي ويه طفلة
" نزلني حيوان شنو بنت خالتك الصغيرة امطلعها وياك نزلنييييي " ، بقى ساكت ومركز بسياقته مديت إيدي وبحركة سريعة جريت الإستيرن من إيده السيارة للحظة فقدت توازنها ، ضرب بريك بسرعة ووكف السيارة وباوعلي بصدمة
" انتِ مخبلة !! " عاط وعت إيدي ، خنزرت بوجهه وسحبت إيدي وبنفس نبرته عطت " وين ماخذني حيوانننن ".
" للگبورررر ".
" الگبور تلفك وتجفنك وادفنك كون انتَ واهلك وتخلصني منك ! "
راد يحجي وقاطعته " افتح السيارة اريد انزللل "
" متنزلين " بأختصار حجه
" يعني اكسرلك سيارتك هاي الفرحان بيها يله ترتاح ؟ ". بتهديد حجيت
" بس إهدي اريد اخذج لمكان شبيج هيج متعصبة ! مراح آكلج اني "
" ماريد اروح يا اخي وياك لمكان هي گوة ماريد اشوفك شهلزگة هاي عوفني يااخي نزلني بكرامتك احسن الي والك ! "
" بس نشرب عصير وناكل شي بمكان عام ووارجعج منطول ".
" انتَ صاحي اخي ؟ لو دماغك بيه شي نزلني الله يخليك "
" محاضراتج وخلصن والبيت اني ارجعج متتأخرين يعني ماعندج التزامات نكعد كعدة عدلة ونرجع "
استغربت حيل من اصراره ولوين يريد يوصل وطلبه المفاجئ
" اخي اني عندي مكان اريد اروحله نزلني "
" وين ؟ " استفسر
" للگبور " حجيت بأنفعال ،
" لو تحجين عدل لو ماكو نزلة "
" اريد اروح ... " سكتت ، منو هو واحجيله ويتحكم هيج بقرارتي ؟
" وين ؟ " استمر بسؤاله واضطريت ارد اريده يعوفني
" لدكتور نفسي ". حجيت ونزلت راسي ، انتظرته يحجي بس محجه شي وظل ساكت رجعت باوعتله
" ارتاحيت هسه عرفت ؟ افتحها للمهجومة عاد "
" ليش تردين تروحين لطبيب نفسي ؟ "
" وانتَ شعليكككك ؟ " رجعت عطت
"مااشوفج محتاجة . " للحظة حسيت عيونه تشرح شي اني محتاجته من زمان ، محتاجة احد ينطيني هلنظرة وهلكلمات !
بس ... لتصيرين ساذجة نيبال ، هذا مجرد كلام عادي ايسموه مجاملات هاي اذا ماعنده مصلحة وغاية خفية من وره هلحجي
ابتسمت بسخرية ونزلت راسي " عندي سجينة بجنطتي ممكن بهلثانية اذا مو الي وراها اكسرلك
جام سيارتك هاي وممكن حتى حضرتك تتأذى ، فليش نوصل لهلدموية نزلني حباب ".
حجيت بهدوء مخيف بدون ما اباوع عليه ، سمعت انفاسه وتنهيداته ... مهموم ؟ هو شعليه !
صوت فتح سيارة ... باوعت للباب الي انفتح ، دار وجهه وكأنوا هاهية بعد ماعنده كلام
اخذت جنطتي ونزلت بسرعة ... تمشيت بعيدة عن سيارته احاول ابتعد ، وكفت سيارة تكسي صعدت وباوعت وراي لكيت سيارته بعدها ممتحركة ، انداريت وزفرت انفاسي بخنق ، اريد ابجي ! .
___________________________________
وصلت للبيت وبقيت افكر وافكر ... اكو شي شاغل بالي ، الخمس ضربات الي على صدري ، احس بيها واشعر بيها من لحظتها
اكو شي داخل صدري كاعد يتحرك كل ما اتذكرها ، شمعنه رقم خمسة شنو علاقته بهلفترة من حياتي ؟
خمسة ؟ يوم خمسة ؟ ساعة خمسة ؟ امي لشنو ترد توصلني ؟
يمكن ؟ ... الخمس جثث الباقية دين عليّ !
اكو شي اشتعل داخلي ، ممكن التقي بيها اذا خلصتهم ؟ ممكن اكو امل انو اتحرر ، يمكن هي انطتني رسالة الخلاص !
إي إي هي تريد تنقذني بس متكدر تحجي ! عافتني اني اخمن ،
الكتاب ... حاساموت ، اريده
فتحت الكتاب وظهرلي ، بدون مقدمات حجيت " شوكت موعد الجثة الخامسة ؟ " سألت بلهفة استغربتها من نفسي حتى !
وكف متخوصر بأحد زوايا الغرفة وبعينه نظرات شك !
تنهد وحجه " جنت جاي اكلج عليها اصلا ... " سكت لحظات وعيوني مركزة عليه منتظرته ينطيني المعلومات
" مدينة بورسيبا المكان بعيد شوي تاخذين ساعة تقريبا تكسي وتوصلين ، الأهم ... هلجثة اريدها تندفن حية وتگطعيلي لسانها بس "
" حاضر " حجيت وهو كمل
" باجر 9 بليل ". هزيت راسي بالموافقة ، صفنت عليه لحظات ليش احسه مو على بعضه ! اكو نظرات وملامح غريبة على وجهه
كأنوا كاعد يتذكر شي ! صفن وطالت صفنته مختفى بقى بمكانه اول مرة احس جتافاته ذبلانات ؟
ماعرف شنو يدور براسه ، بس احسه حزين ؟ ،
ابتسمت بداخلي ، هو هم يحزن ؟ هم عنده مشاعر ؟ يا ترى شنو يدور بذهنك هذا !
غمض عيونه وقبض على إيده وبدا يتمتم بكلام ممفهموم ، صوت انفاسه علت اكو دخان ديطلع منه ، اكو شي غريب ديصيرله !
ماعرف حتى شون اساعده او ليش اساعده ، خليه يحترك ويتعذب ...
فتح عيونه وباوعلي عبالك قرا افكاري ! ،
" هيَ ... تعذبت هواي نيِبال. ! ". عيونه ... بيهن دموع ، اكيد مال تماسيح ! ،
" منيه ؟ " حجيت
" إلي عشقتها . " حجه كلمته و اختفى ، هو ودموع التماسيح مالته .
محد تعذب بگدي اني ، صدگوني حيجي يوم واندمكم كلكم الي ديصيرلي مو شوي ماكو طاقة بشرية تتحمله ... ماكو حتى الجن متتحمله ... الحلقات الي براسي بعدها مكاملة ، صدگوني بس تكمل وافهم كلشي مراح ارحم احد ، ومحد راح يگدرلي ساعتها
من نيراني تفور ... ،
اني شي عظيم ، شي اعظم من النار والطين .
________________________________
' تُحييكم قناة بابل الفضائية و تنقل لكم خبر وفاة الشيخ حسن العَلي أثناء زيارته لمدينة بورسيبا رفقة طلابه في رحلة سياحية
وحسب ما أدل به بعض طلابه المرافقون له بأنه اختفى لساعتين من دون العثور عليه مما اثار فزعهم ، وبدأوا يبحثون عنه
الى ان عثروا عليه مرمي بعشوائية بحفرة والدم يسيل من فمه اثر قطع لسانه ، وتشير الفحوصات سبب الوفاة هو الاختناق حيآ
حتى الموت مع نزف كمية كبيرة من الدماء في منطقة معزولة الاوكسجين تحت الأرض ! ".
طفى الإذاعة و حط ايده على راسه يعصره بكل قوته ، كل الي بالغرفة متوترين ، الجرائم دتزيد مدتقل وماكو اي خيط لأي قضية للان
واحتمال جبير تبدأ سلسلة الاستقالة بحجة تسويف العمل والاهمال في ظل تكدس الجرائم ،
" هذا تمسلت شنو جاي يصير ! " حجه خالد ، باوعله إيهاب وسكتوا ثنينهم وبقية الضباط الي بالغرفة
فزعوا كلهم على صوت فتح الباب بهمجية واستقاموا باحترام يحيوا اللواء !
" گاعديلي طبعآ مثل النسوان وهاي شحجت وذيج شگالت مووو !! " صرخ ، بصوت رج جدران الغرفة
زفر إيهاب انفاسه بإنزعاج حاول يتمالك اعصابه
" ها خلودة جبناج من اسطنبول وهله هله وين فزعتج ؟ " حجه مخاطب خالد الي نزل راسه معرف شيرد اكيد مراح يكدر ينطق بحرف والا رتبته تنذب بالزبالة وفوكاها قضية ازعاج سلطات معدلة وممكن حتى اعتداء لفظي وجنسي على مأموره تتلفقله بكل سهولة !
" ها هوبة كاعدتلي هنا وعايفة الدنيا مشتعلة بره ؟! " الواء جان يحجي بأنفعال ويضرب علمكتب لحد بيه كسر طرف المكتب ووكع المسجل وبعض الادوات الثانية ،اجراء روتيني من يعصى شي على الكبار يجون علاصغر يفرغون غضبهم وهكذا رتبة ادوس على رتبة ... كمل اللواء سيل السباب والشتائم لبقية الضباط الحاضرين والجميع كان صامت مطأطأ الرأس
" بابل اريدها تنزرع كاميرات مراقبة بكل مكان ، كل عار بيكم يطّلع وفده لكل الاماكن الاثرية هنا ويتبسمرون بمكانهم مينچسحون
خاصة من 9 لحد ماالله ياخذ امانتهم ماريدهم يتحركون ، مفهوممم ! "
حجاها وطلع راكع الباب وراه بدون ما يسمع ردهم ، وهمه ودعوه بتحية وكلمة " امر سيدي " بصوت واضح ومسموع .
_____________________________
" الليلة يا خِنزّب " تحدثت مخاطبة الذي يقف وامامه شرفة تطل على جحيم اسود وهواء جهنمي يلفح خصلاته السوداء الطويلة
" لكِ ذلك يا لاقيس ". نفس الهواء ضرب خصلاتها الشقراء ، نظرت امامها للذي يعطيها ظهره وبأبتسامة رضى رسمت عليها
الليلة ، ستركع تحت قدمي من اذللت نفسك إليها يا حاساموت ، الليلة ستعيش الم الفراق مرة اخرى
ستأتيني تستعطف رحمتي ولن ارحمك ، نيبال هِي إنتقام حُبي لكَ .فتحتُ عيني ... جحيم جديد انا اعلم ذلك جيدآ ، حسنا ماذا لدينا اليوم ؟
المكان جميل لابأس به ! نفس ردائي الاسود كاشف نهَدي وافخاذي ، لكن لا توجد اصفاد بل هذه المرة تاج ؟ من ذهب !
وعرش مرصع بالذهب ايضا ، يللروعة !
صوت طبول وقهقهات لإناث ، صوتهن مقرف وكأن الشياطين تضاجِعهن !
نظرت يساري وجدت قفص ذهبي بداخله أسد ! بلون أبيض ! لكنه هادئ ذو اعين صفراء يجلس القرفصاء وينظر إلي بطاعة !
صوت خلاخيل ارجل على يميني ستة جاريات عاريات فقط الذهب ما يغطي عوراتهن تقدمن نحوي ، وخَلعنَ تاجِي !
صوت صرير حديد ، نظرت لليسار قفص الأسد تحرر ! والأسد يتقدم نحوي ...
وبلحظة ظهر وعاء كبير تحت قدمي مليئ باللحم النيئ تقدم الأسد اليه اظنه جائع ؟ لكنه فقط جلس ينظر اليه بلا شهية ؟
عيناه الصفراوتان تأسرني حقآ ينظر إلي ببراءة احببتها ، تقدمت احدى الجاريات نحوي ناولتني خنجر ...
لم ابخل على صفراواتان الأليف تحتي يبدو جائع حقا ، سفكت دماء شرايين أيسري ، سقطت الكثير من الدماء الى الوعاء
امتزجت دمائي مع ذلك اللحم النيئ توسعت أعين الأسد ، اقترب من الوعاء وبدأ يلحس دمائي المتناثرة
عادت له الشهية ! و اكل كل ما في الطبق ،
صوت صراخ شيطاني يعلو ويعلو يجعلني اتألم ، هنالك شي لا افهمه يؤلمني ، لكن صوت الصراخ مزعج حقآ ،
اكمل الأسد وجبته ، وعاد لقفصه بنفسه دون اي ارشادات ! وأُغلق القفص عليه مرة اخرى
تقدمت احدى الجاريات مرة أخيرة وبيدها نفس التاج ، البستنياه ... صوت الصراخ لا يكف ابدآ اشعر انني انزف دمآ من اذني
أصبت بالدوار ، التفتت الواحدة تلو الاخرى تغادر المكان
وبقيت لوحدي مع الاسد الحبيس ، وغرقت بالنوم ... او ممكن متُ ؟ .في دَاخِل كل مِنا شر ، نخفيه حتى عن انفسنا ننتظر اللحظة المناسبة للاعتراف به واظهاره للعلن والاغلب هذه اللحظة ليست المناسبة
بل الاضطرارية التي اجبرتك على الاعتراف ، ومواجهة نفسك
يا ابن آدم أكثر الدموية ينبوعها المشاعر ، الحُب والكره والحقد والحسد والغيرة ، من الطبيعي ان تتأثر بكل هذا ، وطبيعي بسذاجة افكارك تنهي حياتك بسببها ، لماذا ؟ لأنك من وصفه الرب بالكائن الضعيف ... حتى اضعف من البعوضة التي تسحقها بكل انتشاء .يتبع ...
أنت تقرأ
النار والطين
Action" عِندما تَشن الحَرب بين النَّار والطِين ، الجَميع يعَلم بأنَ النَّار ستأكُل الطِين ، إذآ لمَاذا هَذا العِند يا بَني آدم ، تَعلم تمامآ أنك مَغلوب ، ومعَ ذلك تتَحدى فِي المعصية أبليس ! ". للكاتبتان" ايسر محمد" و" طيبة جبار "